الصين , المارد الذي أصبح يقض مضاجع الآخرين

الصين , المارد الذي أصبح يقض مضاجع الآخرين
مروان سمور

ان الحقبة الأهم في تاريخ الصين الحديث ممثلة في اطلاق سياسة الإصلاح والانفتاح، وهي السياسة التي اعتمدتها الصين في العام 1978، ليتسارع معها قطار التنمية الصينية على نحو مذهل، ولتقفز بعد ذلك البلاد قفزة حضارية أدهشت العالم .
في الواقع , لقد تمكن التنين الصيني من التحول من دولة فقيرة ترزح تحت نير المشاكل الاقتصادية والاجتماعية إلى دولة قوية نجحت في لفت أنظار العالم إليها , بما حققته من تنمية كبيرة على كافة الأصعدة خلال تلك العقود .
لقد نجحت الصين بالتحول من دولة زراعية وفقيرة وليست مؤثرة في العالم , إلى دولة تملك ثاني اكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة , فلقد تم انتشال 700 مليون شخص من الفقر خلال 40 عاما فقط .

واليكم بعض مؤشرات معجزة هذا المارد الصيني بالارقام – لكي نفهم الاهمية العالمية للصين – وذلك فيما يلي :
– 10 % فقط من الصينيين يعيشون تحت خط الفقر المدقع .
– متوسط دخل الفرد في عام 2018 بلغ حوالي 9500 الف دولار .
– تساهم بـ 35 في المئة من النمو الاقتصادي العالمي , وأهميتها للنمو العالمي تبلغ 3 أضعاف أهمية الولايات المتحدة .
– معدل نسبة نمو الاقتصاد الصيني ارتفع إلى 10.2% بين عامي 1980 و2016.
– الاستثمارات الأجنبية المباشرة في عام 2018 بلغت 203 مليارات دولار ..
– هي أكبر مصدر للبضائع في العالم ، باجمالي 2.450 تريليون دولار في عام 2018 .
– الناتج المحلي الإجمالي في عام 2018 بلغ 13.6 تريليون دولار .
– 224.3 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين الدول العربية والصين عام 2018 .
– حجم صادرات الدول العربية للصين في عام 2018 بلغ 107.3 مليار دولار .
– تنتج الصين 45% من الصادرات العالمية في قطاع اجهزة الحاسوب والأجهزة اللوحية ، و54% من جميع الهواتف في جميع أنحاء العالم .
– بالنسبة للأثاث والملابس والسلع الكهربائية المنزلية فبلغت الحصص 34%، و28%، و42% على التوالي من الصادرات العالمية .
– ارتفع عدد الشركات الصينية المدرجة في قائمة (فورتشن غلوبال 500) إلى 120 شركة عام 2018 .
– شركة (وول مارت) الأميركية تستورد ربع منتجاتها من الصين .
– بلغ عدد الصينيين ممن تزيد ثروتهم عن مليار دولار في 2019 إلى 130 شخصا .
– تعد الصين حاليًا أكبر مصدري المنسوجات في العالم، حيث يعمل بهذا القطاع أكثر من 4.6 مليون شخص .
– أن ما يقارب 30 في المائة من الاقتصاد العالمي يعتمد فيه على دولة الصين، وأن 60 الى 70 في المائة من المواد الاولية في عدة صناعات تكنولوجية في مجال الصحة والإليكترونيات المتقدمة، مثل رقاقات الهواتف الخلوية، وفي عدد من الميادين تصنع في الصين، من طرف شركات صينية أو من قبل شركات اجنبية لكن داخل الصين أي بيد عاملة صينية .
– تسيطر الصين على 20% من الإنتاج العالمي للمكونات الدوائية , ويعتمد عليها الكثير من الأنظمة الصحية للدول في العالم حيث تستورد الولايات المتحدة 80% من احتياجاتها من المواد الدوائية من دول مختلفة والصين على رأسهم، وتستورد 75% من احتياجاتها من المستحضرات الصيدلانية من الصين وارتفعت مؤخرا الواردات الأمريكية من المعدات الطبية الصينية بأكثر من 77% ، حتى الهند التي تعتبر من أكبر المنتجين للأدوية تعتمد بشكل كبير على المواد الفعالة من الصين.

الخلاصة ,ان هناك من الأسباب ما يدعو العالم إلى التعاون وتنسيق علاقاتهم وجهودهم مع الصين , كاكبر دولة مصدرة في العالم وثاني اكبر مستوردة في العالم بعد امريكا .
فان الاقتصاد العالمي اصبح متشابكا الى ابعد حدود , فالتبادل التجاري الصيني مع معظم دول العالم والدول الصناعية خصوصا مترابطا بشكل كبير .
وان اردنا مثالا على هذا الترابط وهذا التشابك العالمي , يتمثل في العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري بين الصين وامريكا , فهو يصب في صالح الطرفين , فالتبادل التجاري بهذه المعادلة الحالية يدعم الاقتصاد الأميركي ولا يستنزفه كالصادرات اليابانية، -بالرغم من العجز التجاري الهائل الذي يصب لصالح الصين.
فالمنتجات الصينية تتطلب أيدي عاملة كثيفة (صناعة الحواسيب الأميركية تستفيد من القطع التي تصنعها الصين). ويعتمد القطاع الزراعي الأميركي كثيرًا في صادراته على السوق الصينية ، فالعلاقة الأميركية – الصينية تتميز بالمنافسة والشراكة في آن معًا , وهذه المعادلة وهذا المثال على امريكا ينطبق على معظم دول العالم .

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى