#الصهيونية و #السامية_المزعومة
بقلم : المهندس محمود “محمد خير” عبيد
الساميون مصطلح اطلق في العام 1781 من قبل العالم اللغوي النمساوي أوغست لودويك شلوتزر على الشعوب التي نشأت منطقة المشرق و غرب آسيا بحيث تجمعهم روابط اثنية، عرقية و لغوية. الساميون ينحدروا من سلالة سام ابن سيدنا نوح في حين سلالة حام ابن سيدنا نوح فهم أبناء مصر و شمال افريقيا في حين سلالة يافث ابن سيدنا نوح فهم أبناء وسط وغرب وشمال آسيا وأوروبا. فكل البشر الموجودون الآن على الأرض من ذرية نوح عليه السلام, بالعودة الى السامية, فالسامية ليست سوى اصطلاح اطلق على من سكنوا المشرق نسبة الى سام بن نوح و ليس لها أي دلالة عرقية او دينية او اجتماعية فما يجمع العالم انهم جميعا” من بقي على الأرض بعد طوفان الأرض و غرقها و صعود سيدنا نوح و من معه الى السفينة من صلب سيدنا نوح و أبنائه الثلاثة و ان جميع من على الأرض أبناء عمومة يجمعهم جد واحد هو سيدنا نوح عليه السلام فمصطلح السامية هو مصطلح يمكننا استخدامه في حدوده اللغوية من خلال الأقوام التي تكلمت بإحدى اللغات أو اللهجات للعائلة السامية اللغوية كالأكدية (البابلية والآشورية) والأمورية والآرامية والكنعانية والعبرية والعربية والنبطية وغيرها، لكن لسنا في مكانة للأخذ في هذا المصطلح بمعايير جغرافية و عرقية, اذا ما عدنا للتاريخ بعض الشيء نجد ان غالبية اليهود ممن يطلق عليهم الأشكناز و هم الغالبية الذين احتلوا و اغتصبوا ارض فلسطين التاريخية هم من ذوى اصول غربية أي من نسل يافث ابن سيدنا نوح و ليس سام و هم من يشكلون غالبية يهود العالم، و الذين جاؤوا من نسل نساء أوروبا وليس من نساء شرق الأوسط, نساء أوروبيات تهودن, و هو ما يأخذنا الى نتيجة مفادها أن أصول يهود أوروبا ومركزها يعود إلى موجات واسعة لتغيير الديانة إلى اليهودية، التي شهدتها أوروبا واستمرت حتى القرن الرابع الميلاد, حيث تم فحص التتابع الوراثى الكامل ليهود أوروبا دون تمييز بين شرقها وغربها ووجد أن 80% من الأصل الوراثي الإشكنازى مصدره أوروبا، بينما تبين أن 20% فقط من المناطق المجاورة لها مثل الشرق الأوسط و هو ما يقودنا الى نتيجة تبين كذب ادعاءات الصهاينة و ما يروجون له من شعارات معاداة السامية و السامية بريئة منهم و من ادعاءاتهم و هو ان مصدر اليهود “الإشكناز”، الذين يشكلون غالبية يهود العالم هو أوروبا الشرقية و الذين تعود اصولهم الى يافث بن نوح، و انه ليس هناك مركب وراثي يهودي مشترك يوحد الجاليات اليهودية المختلفة الموجودة فى العالم, و هو ما يؤكد النظرية التاريخية التى تقول بعدم وجود أصول مشتركة للمجموعة التي تسمى اليوم ” الشعب اليهودي” وان هذه المجموعة تتشكل من خليط من شعوب متعددة.
يتفق اللاهوتيون على أن سيدنا نوح عطى آسيا لـ”سام”، وأوروبا لـ”يافث”، وأفريقيا لـ”حام”. فالعرق الآسيوي الأصفر، خرج من صلب “سام”، والأوروبي الأبيض من صلب “يافث”، والأفريقي الأسود من صلب “حام” وكنعان، فالبشر في جميع أنحاء العالم تعود إلى نفر ثلاثة من أبناء نوح, أن تعبير “سامي” لم يرد له ذكر بين مفردات اللغة الإغريقية، أو في اللغة اللاتينية؟ فهذا التعبير لم يجد له مكان قبل نهاية القرن الثامن عشر، هذا النعت “السامي” تم صياغته عام 1781 من قبل العالم أ. ل. شلوتسر. من هنا نستنتج ان اليهود الذين سكنوا المشرق و أبناء منطقة شبه جزيرة العرب هم وحدهم الساميون، مثلهم مثل مسلمي ومسيحيي شبه الجزيرة العربية، ما يعني أن اليهود من أصول عرقية غير عربية ليسوا ساميين، إذ ترتبط السامية بعرق وليس ديناً، كما يحاول ان يسوق الصهاينة للعالم من خلال شعارهم معاداة السامية.
فها هم الصهاينة يستثمرون كل منبر و كل مؤتمر و كل اجتماع ليستخدموا معاداة السامية كملجأ يلجؤون اليه كفزاعة في جميع الأوقات التي يتعرضون بها للإدانة على جرائمهم، لذلك من المفترض على أساتذة التاريخ و الأنثروبولوجيا تفنيد المزاعم الصهيونية و إيصال الحقيقة للعالم بان السامية ليس لها علاقة من قريب او بعيد بالصهاينة و اليهود الأشكناز و ان العرب كمشرقيين و أبناء الجزيرة العربية و بلاد النهرين.
انه من الأفضل للصهاينة عوضا” عن تسويق مصطلح العداء لهم بمعاداة السامية و هم اعظم معادين للساميين بمعاداتهم للفلسطينيين و اهل المشرق, لأننا اذا ما اردنا اللجوء لمحاكم دولية عادلة تنصفنا سوف يجدوا الصهاينة انفسهم بانهم ليس لهم علاقة من قريب او بعيد بالسامية و اذا ما قمنا بتحليل الحمض النووي للصهاينة و اليهود سوف نجد ان اكثر من 80% يحملون جينات يافث بن نوح و اقل من 20% يحملون جينات سام بن نوح و هم اليهود المشرقيين و العرب, فاليهود الأوروبيين لا يمكن اعتبارهم لا من قريب و لا من بعيد من الساميين، فهم يعيشون في أوروبا منذ سنة 70 بعد الميلاد بعدما قام بطردهم الروم من فلسطين وشتتهم في جميع بقاع العالم، فخلال هذه المدة الطويلة تعرضوا إلى عوامل كثيرة جعلتهم يفقدون المواصفات السامية ويكتسبوا المواصفات الأوروبية و بخاصة اذا ما علمنا ان اليهودي ينسب الى والدته و ليس الى والده، فنتيجة المصاهرة مع الأوروبيين، واعتناق عدد كبير من اليهود للمسيحية, لذا لا يمكننا و باي شكل من الأشكال اعتبار الصهاينة الذين هاجروا من أوروبا ليغتصبوا و يحتلوا ايقونة المشرق فلسطين من الشعوب السامية، فهم مجرد صهاينة يهود محتلين جاؤوا الى فلسطين لسرقتها واحتلالها و تطبيقا” لكذبة توراتية اخترعوها كذبوها و صدقوا كذبتهم و العالم المخادع انتصر لهذه الكذبة على حساب ارض و شعب تم تهجيره و يعملوا على ابادته اليوم تحت شعار معاداة السامية، من اجل إحلال وجود الصهاينة على حساب شعب آخر تواجد على الأرض منذ آلاف السنين.
يعتقد الصهاينة و هنا نود ان نبين اننا لسنا ضد اليهودية كدين و معتقد و لكن نحن ضد الصهيونية ككيان غاصب و عصابة من الأوباش تجمع اعراق و اديان مختلفة فالصهيونية كجماعة او عصابة ليست حكرا” على دين او طائفة فهناك العربي الصهيوني و الأوروبي الصهيوني و الأمريكي الصهيوني , فادعاء الصهيونية أن معاداة السامية تستهدف حرمانهم من الوجود في كيان يمثلهم, نعم نحن ضد أي كيان صهيوني يستبيح ارض ليست ارضه و كيان ليس كيانه فالصهاينة عبارة عن مجموعة من المرتزقة جمعهم فكر يستبيح حقوق الأخرين و يبيح القتل و التدمير و احتلال ارض الغير, فجاؤوا من بلاد و اعراق مختلفة لتجتمع عصابتهم على ارض طاهرة لييثوا سموم حقدهم و غدرهم و تدميرهم و تحكمهم بالعالم من خلال ارض فلسطين، فلو عدنا إلى لغة الأرقام، يبلغ عدد السكان على ارض فلسطين المباركة تسعة ملايين نسمة، نسبة اليهود منهم 47% والعرب 20% وبينما الأعراق والديانات الأخرى تصل إلى 4%، فالكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين يقوم على القومية العرقية، بحيث تحصل مجموعة عرقية واحدة على حقوق وامتيازات أكثر من غيرها.
أن معاداة السامية اليوم أصبحت تتطابق مع معاداة الصهيونية، فهل يمكن للتوجه العنصري ان يتصالح و يتوافق مع معاداة ومناهضة العنصرية، فالكيان العنصري هو نفسه من يقود حملة مناهضة العنصرية، من هنا نجد ان الهدف من رفع شعار معاداة السامية هو ليس السامية بحد ذاتها انما هو معاداة الصهيونية و لكن لحفظ ماء الوجه دوليا” و عالميا” البسوا الصهيونية ثوب لا يمثلها و هو معاداة السامية و هو ما يمثل أمرين متناقضين تماماً يستحيل لهما الالتقاء.
فالعالم بكافة اطيافه السياسية و الرسمية و الذي يعمل اليوم على الدفاع عن الصهيونية العالمية و الة حربها في فلسطين المحتلة بشكل عام و غزة العزة بشكل خاص و ما يقومون به من إبادة للشعب الفلسطيني تحت حجة الوقوف في وجه معاداة السامية هم يعلمون حق المعرفة ان الصهيونية ليس لها علاقة لا من قريب و لا من بعيد بالسامية و ان الأشكناز هم شرذمة من يهود أوروبا و من يعملون على الدفاع عن الصهاينة تحت شعار معاداة السامية هم نفسهم من عملوا على إقامة الكيان الصهيوني و عملوا على تقسيم أراضي المشرق و تنصيب حكامهم و سلاطينهم على عروش هذه الرقعة و كل ذلك تم تحت شعار و بسبب معاداة السامية، لنجد ان العالم بكافة اطيافه السياسية و الرسمية و بالتحالف مع بعض زعماء هذه المنطقة من الخونة دعموا قيام الكيان الصهيوني على ارض فلسطين المباركة بسبب رغبتهم في التخلص من الوجود اليهودي على أراضيه, فاذا ما عدنا بالتاريخ بعض الشيء سوف نجد ان اليهود لم يعيشوا في امان و في سلام الا تحت الحكم الأسلامي و الشاهد على ذلك عندما سقطت الأندلس تم التنكيل باليهود من قبل الروم كما تم التكيل بالمسلمين مما دفع اليهود الى مغادرة الأندلس باتجاه شمال افريقيا لذلك نجد انه هناك عدد كبير من اليهود يعيشون في المغرب و تونس و ليبيا و الجزائر. و تاكيدا” على ذلك نجد ان ارثر بلفور صاحب الوعد المشؤوم و وزير الخارجية بريطانيا عام 1905 قام بإصدار قانون خاص يحد من الهجرة اليهودية الى بريطانيا و هو من دعم هجرة اليهود الى فلسطين، كذلك في ثلاثينيات القرن الماضي قامت الحكومة البولندية بتبني نفس القانون الذي يحد من هجرة اليهود لبولندا, في المجمل كتب علينا نحن كشعوب نعيش في هذه الرقعة الجغرافية من الأرض ان نستوعب قمامة العالم من البشر و ان نكون ملاذ لكيان منبوذ عالميا” ينتصروا له و يحالفوه من اجل ان لا يعود افراد هذا الكيان الى منابتهم الاصلية, فاذا ما تمعنا ببعض من التاني اذا ما كان جميع اليهود يدعمون وجود كيان لليهود في العالم او دولة نجد ان غالبية اليهود لا يؤيدون وجود دولة دينية لهم, و هناك العديد من الحركات الدينية اليهودية نجدهم في خانة الاتهام بمعاداتهم للسامية, وهنا تكمن معضلة عبارة معاداة السامية، فهي تضع الصهاينة في دولة الاحتلال مع غيرهم من اليهود تحت خانة واحدة، وفي ذات الوقت تُعفي دولة الاحتلال من جرائمها بحق الشعب الفلسطيني. ان معاداة السامية ليست خطأ لأنه من الخطأ تشويه سمعة اليهود وتجريدهم من إنسانيتهم، معاداة السامية تصبح خاطئة لأنه من الخطأ تشويه سمعة أي شخص وتجريده من إنسانيته، والمقصود في نهاية المطاف إن أي جهد لمحاربة معاداة السامية التي تعمل على المساهمة في تشويه الحقيقة التاريخية و العرقية بشكل عام و صورة الفلسطينيين بشكل خاص و هم الساميين الأصليين الذي أتوا من نسل سام بن نوح وتجريدهم من إنسانيتهم لا يمثل محاربة لمعاداة السامية على الإطلاق.
انه من الغباء قبول نظرية الأعراق التوراتية الدخيلة على التوراة و التي وضعها و تحريفها من قبل بعض البشر, فكيف لنا ان نعمل على تصديق وثائق لا وجود لها، أو مشكوك فيها، أو لا معنى لها, نحن إذن أمام خطأ شائع يتمثل في استخدام مصطلح “السامية”، وما يشتق منه مثل “الساميين” و”معاداة السامية” حيث بات الموقف المعادي للحلم والوهم الصهيوني أو الممارسات ضد العرب، ينعت باللاسامية، حتى تحولت سيفاً مسلطاً فوق رقاب الكتاب والصحف والحكومات وإخضاعها لما تريده الصهيونية.
فمصطلح السامية اصبح من اجل الدفاع عن الصهاينة و الصهيونية كحركة متطرفة و ككيان غاصب و محتل ليس له أي علاقة بدين, عقيدة او عرق, فالمشرقيون كانوا و ما زالو و سيبقوا هم الساميون الذين أتوا من نسل سام بن نوح اذا ما اردنا التعصب لساميتنا و ما عداهم ليس لهم أي علاقة لا من قريب و لا من بعيد و نحن جميعا كشعوب على اتم الأستعداد للخضوع لفحص DNA لبيان كذب و خداع الصهاينة.