الصليبيون الجدد: ماذا يخفون تحت ربطات العنق الزاهية؟

#سواليف

الصليبيون الجدد: ماذا يخفون تحت ربطات العنق الزاهية؟

#الشيخ_كمال_الخطيب


✍️في مثل يوم أمس الخميس 11/9 من العام 2001 استيقظ العالم على وقع أخبار #تدمير البرجين الشاهقين في مبنى #مركز_التجارة_العالمي في نيويورك وتدمير جناح في مقرّ وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون. فقد اصطدمت طائرتان ببرجي مركز التجارة مما أدى إلى انهيارهما بالكامل بينما اصطدمت طائرة ثالثة بالبنتاغون.
✍️ تلك العملية التي نفّذها شباب عرب ومسلمون من تنظيم القاعدة الذي كان يقف على رأسه أسامة بن لادن رحمه الله، تلك العملية التي قال مخطّطوها في جلسات التحقيق والمحاكمة أنهم قاموا بها ردًا على الظلم الذي تمارسه أمريكا وتوقعه بالمسلمين عامة وموقفها من قضية فلسطين خاصة. تلك العملية التي أدت إلى مقتل قريب من 3000 شخص، والتي لم يتردد كبار العلماء والدعاة من رفضها والتنديد بها حيث كان ضحيتها أبرياء من كافة الملل والنحل ومنهم مسلمون، ولم أتردد أنا شخصيًا في إدانة تلك العملية.
✍️ لكن الذي كان لافتًا أنه قبل أن تتضح هوية الفاعلين، وما أن خرج الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن من مخبئه الذي نقلته إليه أجهزة الحماية الخاصة به، فكانت الجملة الأشهر التي قالها: “إنها #حرب_الصليب”. إنها الهوية والتعريف الديني الذي أطلقه الرئيس #جورج_بوش على ردة الفعل الأمريكية الانتقامية والتي بدأت بعد أشهر قليلة بإرسال الجيوش الأمريكية واحتلال أفغانستان في العام 2001، وإسقاط نظام حركة طالبان ثم احتلال العراق في العام 2003، وإسقاط نظام صدام حسين.
✍️ لم تتوقف هذه الحرب بعد احتلال أفغانستان والعراق، وإنما هي التي استمرت وما تزال حتى ساعتنا هذه تحت لافتة الحرب على الإرهاب، وهو التعريف الناعم والمخادع لحقيقة أنها الحرب على الإسلام، إنها الخطة والمشروع الذي يقف خلفه من يسمون بالإنجيليين الأصوليين، وهو تيار ديني متعصّب ويعتبر الحاضنة الداعمة ومنجم الأصوات للحزب الجمهوري الذي كان يقوده يومها الرئيس جورج بوش وما يزال يكمل المسيرة الرئيس دونالد ترامب في رئاسة الحزب الجمهوري.
🔷 قديسون أم شياطين؟
✍️ خلال حملته الانتخابية كان ترامب يكثر من ترديد ورفع شعار أنه رجل السلام الذي سينهي كل الحروب وخاصة الحرب بين روسيا وأوكرانيا والحرب بين إسرائيل وبين الفلسطينيين وتحديدًا الحرب الدموية على غزة منذ أكتوبر 2023، حتى أن ترامب نجح بإقناع تيار واسع من العرب والمسلمين في أمريكا بالتصويت له لأنه سيوقف الحرب على غزة وأنه سيصنع السلام الذي لم يصنعه الرئيس بايدن من الحزب الديمقراطي.
✍️ لكن وما أن بدأ ترامب بالإعلان عن أسماء مرشحيه لشغل المناصب المهمة والحساسة، حتى بات واضحًا أن ترامب يشكّل حكومة حرب وليس حكومة سلام، حتى أن خبراء ومسؤولين أمريكيين كبارًا أسموها “حكومة تدمير الولايات المتحدة” وقد ورد ذلك جليًا باختيار ترامب كلًا من “مارك روبيو” لوزارة الخارجية و”بيتر هيجست” لوزارة الدفاع و”إليزا ستيفاني” لتكون مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة و”مايك هكابي” سفيرًا لأمريكا في إسرائيل. فالذي يجمع كل هذه الأسماء أنهم من المحافظين الجدد أو ما يسمى الأصوليون الإنجيليون، بل إنهم من المتعصبين جدًا والمتشددين في موقفهم العدائي من الإسلام ودعمهم الديني الجارف لإسرائيل، وقد سبق كل هؤلاء في إشغال منصب حسّاس هو “مايك جونسون” رئيس مجلس النواب وهو كذلك أصولي ومتشدد في مواقفه.
✍️ إن الوقوف عند شخصية وزير الدفاع الأمريكي بيتر هيجست يكفي وحده للاقتناع أننا أمام حكومة تحمل رسالة ومشروع الحروب الصليبية الجديدة، وهي نفس العبارة التي ردّدها الرئيس بوش بعد خروجه مباشرة من مخبئه بعد تدمير برجيّ مركز التجارة العالمية يوم 11/9/2001.
✍️ففي العام 2022 أصدر بيتر هيجست كتابًا بعنوان “الحملة الصليبية الأمريكية” وفيها دعا بشكل واضح لإطلاق حملة صليبية جديدة تقودها أمريكا لحماية القيم المسيحية واليهودية. وفي صيف العام 2024 أي قبل تولّيه الوزارة بأشهر قليلة، فإنه أصدر كتابًا آخر طالب فيه المرشح للرئاسة دونالد ترامب إن هو فاز في انتخابات 11/2024 أن يقوم بتغيير اسم وزارة الدفاع الأمريكية لتصبح وزارة الحرب الأمريكية.
✍️وإن خلف البدلة الرسمية وربطة العنق الحمراء الزاهية التي يلبسها الوزير فإنه يخفي قلبًا حاقدًا أسودَ. هذا القلب غرف منه لسانه لما دعا إلى هدم المسجد الأقصى المبارك وبناء الهيكل الثالث المزعوم على أنقاضه، بل إن لسانه قد غرف من قلبه الأسود لما قال في شهر 11/2024 ودعا لإقامة أهرامات من الجثث والجماجم في غزة لتلتقي كلها مع ما كان يردده دائمًا بقوله: “لو فتحت الإنجيل لوجدت أن الربّ يقول لإبراهيم إن أرض إسرائيل هي ملك لك”.
✍️وإذا كانت هذه العبارات غرفها لسانه من قلبه الأسود خلف تلك البدلة الرسمية التي تظهره كإنسان، لكن ما نقشه على جلده بالوشم من شعارات تجعلك تدرك أن خلف هذه البدلة وربطة العنق فإنها تخفي شيطانًا، وكيف لا وهو الذي نقش على صدره سيفًا وبندقية رشاشة وتحتهما عبارة ينسبونها إلى السيد المسيح عليه السلام تقول: “ما جئت لألقي سلامًا على الأرض بل سيفًا”. وكيف لا وهو الذي جعل جسده لوحة مليئة بالوشم وأبرزها صليب كبير وبداخله أربعة صلبان، وهو ما عُرف تاريخيًا بصليب القدس، أي الصليب الذي نُقش على رايات الجنود خلال الحملات الصليبية لاحتلال القدس والمسجد الأقصى .
✍️وبناء على شخصية هذا الدموي واقتراحه المسبق لتغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب، فقد فعلها ترامب مساء الجمعة الأخير 5/9/2025 حيث وقّع على قرار تنفيذي بتحويل اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب الأمريكية، وكان يقف إلى جانبه صاحب الاقتراح الدموي الصليبي الوزير بيتر هيجست.
✍️ومثل وزير الحرب بيتر هيجست في هوسه وتعصبه ودعمه الجارف لإسرائيل، فإنه القسّيس والسفير الذي اختاره ترامب ليمثله في إسرائيل وهو “مايك هاكابي”، إنه القسّيس المعمداني الإنجيلي الأصولي الذي لمّا اختاره ترامب فقد وصفه بالقول: “هاكابي يحب شعب إسرائيل وشعب إسرائيل يحبه”، وهو الذي افتخر بأنه يزور إسرائيل مرتين في السنة منذ خمسين سنة ليطمئن على زيادة المؤشرات لقرب نزول المسيح في دولة الشعب اليهودي حيث يقول: “إن إسرائيل لديها سند ملكية إلهي على يهودا والسامرة” وهو لا يؤمن بشيء في الجغرافيا اسمه الضفة الغربية وإنما هي يهودا والسامرة وفق المصطلح العبري التوراتي.
✍️هذا السفير القسّيس داعم بشكل واضح للتهجير القسري لأهلنا في غزة ويدعم الاستيطان هناك من منطلق إنجيلي أصولي لأنه بهذه الحرب القائمة والنجاح في تهجير الفلسطينيين واستيطان اليهود هناك، فإنه الشرط المهم الذي يتحقق لعودة المسيح الذي ينتظره الأصوليون الإنجيليون. حتى أن الحرب الدموية التي أعلنتها إسرائيل منذ 7/10/2023 قد حظيت بدعم ومباركة من هؤلاء لأنها مقدمة لحرب يأجوج ومأجوج والملحمة الكبرى التي تسبق نزول المسيح.
✍️ومثل وزير الحرب فإنه رئيس مجلس النواب مايك جونسون الذي ذهب بعيدًا بهوسه إلى درجة أنه اعتبر أن توقيت انتخابه رئيسًا لمجلس النواب الأمريكي بعد أسابيع قليلة من بداية أحداث 7/10/2023 وبداية الحرب على غزة، أنه توفيق رباني وتسخير إلهي له لدعم إسرائيل والوقوف إلى جانبها، بل إنه وصف المحادثات لوقف الحرب بأنها فضيحة ومخزية ويجب استمرار الحرب.
✍️مايك جونسون ذهب إلى أبعد من ذلك لما قال: “إن الله يحدثني وقد قال لي بوضوح وصراحة: عليكم الاستعداد والتجهّز، التجهز لأي شيء لا أدري، أنا لا أريد أن أخيفكم”. لا بل إنه قال: “هناك خط مفتوح بين الله في السماء وبين مكتبه في الكونجرس، وبين مقرّ وزارة الدفاع في تل أبيب” في إشارة واضحة إلى أن سياسته ومواقفه هي بوحي إلهي وليست مجرد اجتهادات.
🔷الاستحمار المتبادل
✍️إن هذا التناغم والعزف المتبادل على أوتار الحقد الطائفي تكاد تبرز وتسمع في كل تصريح وموقف عندما قال نتنياهو إنه يحمل رسالة روحية وإنه يؤمن بمشروع إقامة إسرائيل الكبرى، وإن هذه الحرب في غزة والضفة بل وعلى سوريا ولبنان واليمن، فإنها امتداد لحرب بدأت منذ 3500 عام وما تزال مستمرة، أي منذ عهد إبراهيم عليه السلام. لم تمض سوى أيام قليلة إلا والسفير القسّيس الذي زار المستوطنات التي تقام في الضفة الغربية، فلما سئل عن تصريحه بعدم وجود حقّ للفلسطينيين على هذه الأرض فقال: “أنا أتحدث عن الوصية التوراتية التي تعود لإبراهيم منذ 3500 عام”. وكيف تكون وصية توراتية تنسبها إلى إبراهيم مع أن التوراة نزلت على موسى عليه السلام بعد إبراهيم ب 600 عام {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنجِيلُ إِلَّا مِن بَعْدِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} آية 64 آل عمران. {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} آية 66 سورة آل عمران.
✍️إن هذا العداء السافر الذي ينضح من هؤلاء لا يدع مجالًا للشك بأن دماء صليبية طائفية تجري في عروقهم وهي من تحرّك هؤلاء في عدائهم السافر للإسلام والمسلمين، وكيف لا وقد قال مستشار ترامب للأمن القومي في ولايته الأولى مايكل فلين: “إن الإسلام ليس ديانة بل هو عقيدة سياسية، وإن الإسلام سرطان خبيث في جسد مليارين من سكان الأرض يجب استئصاله”.
✍️وكيف يظلّ مجال للشكّ بالروح الصليبية الدينية التي تسري في دماء وعروق هؤلاء، وقد قام ترامب نفسه في شهر شباط 2025 بتأسيس ما أسماه “مكتب الإيمان” في البيت الأبيض وهو جزء من مكتب إدارته وقد كلّف برئاسته المبشّرة الإنجيلية المعمدانية “باولا وايت” وهي من أشدّ المتحمسين لإسرائيل والدفاع عنها، وهي التي أعلنت عن قيام ما اسمته “يوم الدعاء الوطني-العبور الروحي لدعم إسرائيل” عبر الدعاء والصلوات من أجل إسرائيل وانتصارها في هذه الحرب، وهي صاحبة العبارة المشهورة: “من يقول لا لترامب فإنه يقول لا للرب”.
✍️إنه التزاوج العجيب والتقاء المصالح عبر قناعات دينية أيديولوجية إنجيلية وتوراتية يحملها تيار الصهيونية الدينية في إسرائيل مدعوم من نتنياهو والذين يصرّون على استمرار الحرب ولو على حساب قتل كل الأسرى الإسرائيليين في غزة لضمان تهجير أهالي غزة وإبادتهم سعيًا لإقامة إسرائيل الكبرى وعودة المسيح المخلّص الذي سيقضي على كل أعدائهم المسلمين والمسيحيين. إنهم يستغلّون تيار الإنجيليين الأصوليين الذين يحكمون أمريكا برئاسة ترامب والذين هم كذلك مصرّون ومتحمّسون على استمرار الحرب لتهجير وإبادة أهل غزة لتحقيق قناعاتهم الدينية الإنجيلية بحرب يأجوج ومأجوج والملحمة الكبرى التي هي علامة نزول مسيحهم الذي سيقضي على كل أعدائهم اليهود والمسلمين. إن كل فريق من الفريقين يستخدم الآخر كحمار ويركبه للوصول إلى أهدافه.
✍️وإن من يتتبع الصورة التي نشرها ترامب على موقعه الرسمي يوم 1/9/2025 حيث يظهر هو وخلفه إشارات ورموز غير واضحة وقد كتبت عبارة: “سوف يفهم العالم قريبًا أنه لا شيء يمكنه إيقاف ما هو قادم”. إنهم يعيشون على أمل بقرب تحقق نبوءاتهم وقناعاتهم بالملحمة الكبرى وظهور نزول مسيحهم المنتظر، لكن سوء وفساد معتقدهم جعلهم يحمّلون المسيح عليه السلام كل هذه الأحقاد والضغناء والكراهية، وهو لم يكن كذلك عليه وعلى أمّه الطاهرة البتول الصلاة والسلام.
🔷حيّ على الفلاح
✍️إن حكومة إسرائيل تفهم تمامًا طبيعة الصراع وهي تتحرك وفق أيديولوجية توراتية دينية، وإن حكومة أمريكا تفهم تمامًا طبيعة الصراع وهي تتحرك وفق أيديولوجية إنجيلية دينية، بينما حكام المسلمين لا يرون ولا يعرفون أبعد من رؤوس مناخيرهم لأنها لا تحرّكهم سوى مصالحهم وكراسيهم ومصالح عائلاتهم. وإذا كان حكام إسرائيل هم من الحاخامات أو أنهم يستشيرون الحاخامات في كلّ شيء ويتباركون بدعواتهم، وإذا كان حكام أمريكا هم من القساوسة والمبشّرين بل إنه مكتب أقيم بجانب غرفة ترامب اسمه مكتب الإيمان وأنهم يؤمنون بالدعاء وسيلة لتحقيق الأهداف، بينما حكام المسلمين وطواغيتهم يطاردون العلماء فمن لم يقتلوه فإنهم يسجنونه، ومن لم يسجنوه فإنهم يلاحقونه بالإشاعات والافتراءات والأكاذيب ولا يقرّبون منهم إلا المنافقين والمدلّسين والمطبّلين.
✍️فمع ذلك فإننا على يقين كما مرّغنا أنوف الصليبيين الأوائل في تراب حطين في أرض فلسطين في حملاتهم الصليبية الأولى، فإن أجيال المسلمين ستمرّغ أنوف الصليبيين الجدد في تراب فلسطين والشام وستفشل حملتهم الصليبية الجديدة.
✍️وما مشاهد ما حصل معهم في أفغانستان مطلع أيلول 2021 إلا مقدمة لما سيحصل معهم بإذن الله في قادم الأيام.
يا قوم إن الأمر جدّ قد مضى زمن المزاح
عاد الصليبيون ثانية وجالوا في البطاح
عادوا وما في الشرق نور الدين يحكم أو صلاح
ما ثم معتصم يغيث من استغاث به وصاح
شعب بغير عقيدة ورق تذر به الرياح
من خان حيّ على الصلاة يخون حيّ على الكفاح
يا أمتي صبرًا فليلك كاد يسفر عن صباح
لا بدّ للكابوس أن ينزاح عنّا أو يُزاح
والليل إن تشتد ظلمته نقول الفجر لاح
والفجر إن يبزغ فلا نوم وحيّ على الفلاح
✍️إن ما سيكون في هذه الأرض ليس ما يريده ترامب ولا ما يقرّره نتنياهو. إن كليهما ليس إلا جزءًا وأسبابًا لأقدار يرتّبها ويدبّرها الله سبحانه، ولن يكون في أرض الله إلا ما يريده الله سبحانه. فلنطمئن ولنكن على ثقة بوعد الله سبحانه أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين، وأن كلّ الطواغيت والجبابرة فإنهم عابرون وراحلون كما عبر ورحل غيرهم.
✍️ إن من ليس في قلبه طمأنينة وثقة ويقين بأن المستقبل للإسلام، فإن في قلبه مرضًا وفي إيمانه خللًا. وإن من لا يرى أنوار فجرنا فهو أعمى، ومن لا يسمع دويّ تكبيرات فرجنا فإنه أطرش، وإن غدًا لناظره قريب.
نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا.
رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى