هل اصبحت المدرسة “بيئة طاردة” للطلبة ؟ أهالي يطالبون ب”انعاش” البيئة المدرسية

#سواليف_خاص_ديما الرجبي

بعد الضجة التي لحقت غياب وظهور الطالبين ايهم وراشد اللذان تركا رسالة وصفها بعض المحللين بأنها قنبلة موقوتة قد تكون في أغلب بيوتات الأردنيين ، ورغم التحفظات التي طالت هذا التصرف وانقسام المجتمع الأردني ما بين مبرراً لفعلتهم وغاضباً متخوفاً من تقليد الآخرين لهم تأتي هذه القضية لتلقي الضوء على واقع البيئة المدرسية والترهل الذي شابها منذ سنوات والصمت الذي يزيد من تأزم الوضع في ظل تقصير قد يراه تربويون أنه “متعمد” وآخرون يروه بأن صفة اللامبالاة هي الغالبة .

شهدت مدارسنا العديد من الانتكاسات مؤخراً لن نستطيع احصاءها ولا افرادها في عدة سطور ولكن اذا اشرنا الى ابرزها سنجد بأن ادنى متطلبات السلامة العامة في فصل الشتاء في مدارسنا الحكومية غير متوافرة وهو ما أكده العديد من ذوي طلبة أثناء حوارهم مع سواليف .

تقول أم الطالبة يارا _الصف العاشر _  بأن ابنتها اصبحت تعاني من تبعات اشعال صوبة الكاز ” المهترئة” والتي تقوم المعلمة أو المسؤولة عن توزيع الصوبات  باشعالها ” داخل الصف”  وتعرض الطلبة الى الغازات الخانقة المنبعثة منها  وتسبب حالات اغماءات كثيرة مؤكدة بأنها راجعت ادارة المدرسة أكثر من مرة لتجد حلا لهذا الأمر وفي كل مرة يكون الجواب  ” اتحملوا ” وهذا الأمر قرار من الإدارة !!

وما يزيد الطين بلة كما اشار والد الطالب ليث _ الصف السابع_ أنه يتم اشعال هذه الصوبات في الممرات وهو ما احدث حريقا العام المنصرف في احدى المدارس الحكومية في العاصمة عمان .

كما اشارت إحدى المرشدات بأن اغلب الشكاوى تأتي على المراحيض الخاصة بالطلبة والتي تعتبر _مكرهة صحية_  لغياب متابعة الاهتمام بالنظافة من قبل المعنيين بالأمر وغياب ثقافة النظافة الشخصية للصفوف الأولى الثلاث .

والأهم أن اغلب الأهالي يعانون من تغير المناهج الدراسية التي بدأت تأخذ صفة “التجربة” أكثر من كونها تعديلات لصالح الطلبة .

عدا عن الجدول الاسبوعي الزخم والذي يحتوي على سبعة حصص يومياً بمعدل 45 دقيقة لكل حصة في ظل غياب وجود ما يحفز الطلبة على النشاط والمشاركة.

كما أن غياب توفير باصات نقل للطلبة كبد الأهالي خسائر مادية وجعلهم يخضعون للباصات ” الكوستر” التي لا تنطبق عليها أدنى شروط السلامة !!

واجمع الأهالي بأنه يجب على وزارة التربية والتعليم النظر بجدية إلى البيئة المدرسية التي أصبحت طاردة للطلبة ولم يعد ارتيادها شغفاً بل واجباً وهو ما حذر منه تربويين واخصائيين نفسيين بأن هذه التبعات ستساهم بإخراج تشوهات في الجيل القادم الذي بدأ يفقد الشغف ويتذرع بأي سبب لترك مستقبله العلمي الذي لن يوزايه أو يكافئه شيء .

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى