الصحافة الورقية عندما تعين الضحية الجزار على ذبحها

الصحافة الورقية عندما تعين الضحية الجزار على ذبحها
جميل يوسف الشبول

على الصفحة الاولى في احدى الصحف الورقية “منشيت” عريض يهاجم نقابة المعلمين وينحاز

لوجهة النظر الرسمية علما بان هذه الصحف كانت قبل غيرها ضحية القرارات الحكومية الخاطئة

جعلتها تقف الان على حافة الافلاس ولا يكفي بيعها وبيع اصولها كي تصل الى نقطة الصفر وتسريح

العاملين وما ينتج عن ذلك من معاناة لهم ولاسرهم .

كانت الصحف الاردنية الضحية الاولى من ضحايا تحطيم المؤسسات لصالح قوى الشر المستترة وراء

التطوير والاصلاح الكاذب باعتماد سياسة تجفيف المنابع برفع سعر الاعلان متبوعا بـ 16% ضريبة

مبيعات حتى على الاموات في مقابل اعلانات الكترونية اكثر انتشارا وبما لا يتجاوز 10% من قيمة

الاعلان في الجريدة فكان بعض الاشخاص يحصلون على 90% من سوق الاعلان مقابل 10%

للصحف الورقية المدججة بالموظفين والصحفيين والفنيين منتظري الرواتب نهاية الشهر.

الاداة التي اجهز بها على الصحافة الورقية ومهنة الصحافة بشكل عام اجهز بها على مهنة التعليم

لكن الجزار في الاولى كان صحفيا او معينا لمن امسك بسكين الذبح بينما انتفض المعلم متأخرا

ليحمي نفسه وليثأر لمهنته ولكرامته بانتفاضة سلمية سليمة راقية ليثبت لهؤلاء الجهلة ان المعلم عجلة الوطن ومحركه الاقوى.

التفاف المعلمين حول نقابتهم وحول المواطن والوطن احبط كل عمليات الشراء والبيع كما حصل في

المهنة الاخطر الاخرى حيث باع البعض اقلامهم وفضحتهم السنتهم وانقلبوا على رسالتهم وعلى

المخلصين من ابناء هذا الوطن لذلك تجدهم لهشاشة المبدأ ينقلبون على انفسهم ويشتمون الوطن

باعتباره ماكنة ATM نضبت فجأة ودون سابق انذار .

لم تكن قضية المعلمين قضية 50% علاة على الراتب بواقع باكيت شيبس في اليوم الواحد لكن

القضية اخطر من ذلك بكثير فهي قضية وزارة المعلم جيش الاردن الثاني التي اطيح بها وهي

قضية مناهج بدأ العبث بها منذ اكثر من عقد من الزمان وهي قضية كرامة المعلم المهدورة وتشجيع

التطاول عليه فكان لا يستطيع ان يرد لكمة لطالب او اعتداء لفظيا قد يتعرض له انها قضية المواطن

الذي وجد نفسه مفلسا نتيجة ما دفعه للمدارس الخاصة عبر عقدين من الزمن بعد اهمال المدارس

الحكومية والمدرس الحكومي .

لن نعقد مقارنة ولن نطلق اصطلاح الثور الابيض والاسود لكننا نقول ان الصحافة بحاجة الى نقابة

قوية تستبعد كل المارقين على المهنة وتحمي المخلصين وتفضح البائعين والمشترين بعد ان اصبح

البيع على قارعة الطرق وكم يؤلمني ان ارى مارق على المهنة يحاضر في جمع من المسؤولين بعد

ان ملأ جيوبه من اعطياتهم من مال اؤتمنوا عليه وخانوا الامانة .

لو لم يكن مهر فيسبوك غاليا لراينا تحالفا للفاسدين الاردنيين يسعى الى شرائه واغلاقه فهو يؤزهم ازا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى