سواليف
كتب .. محمد #الصبيحي
استل الزميل الكاتب ماهر #ابوطير قلمه انتصارا لمقعد #رئيس #الوزراء في #مجلس #النواب فالقى علينا وعلى النائب عماد #العدوان عبر مقال طويل في صحيفة (الغد) محاضرة طويلة في الاعراف البرلمانية وقنوات الاحتجاج المتاحة للنائب وفي عدم جدوى الحركة الاحتجاجية التي قام بها النائب العدوان بجلوسه في #مقعد #الرئيس.
اقول للزميل المحترم ان ما قام به النائب العدوان كان أبلغ تعبير #احتجاج في تاريخ مجلس الأمة الاردني، ولو لم يكن كذلك لما توقف الشعب كله عن التساؤل عما جرى، كيف ولماذا؟؟ وربما ما كانت فئة الموسرين ستعرف برفع اسعار المحروقات ولما عرف غالبيتنا بوجود أصوات قوية قليلة في مجلس النواب تقف مع #المواطن المجهد بقوة وصدق،، ولولا حركة النائب المحترم لما استفزت الحكومة، ولما شاهدنا مقالك المطول في الانتصار لصديقك الرئيس – وقد تجيبني بأنه ليس صديقك – فأجيب لم كتبت تلك المعلقة الطويلة إذن؟ وانت الكاتب السياسي المعروف الذي يدعى إلى اغلب الحوارات الرسمية؟؟ هل دفاعا عن الاعراف البرلمانية فقط ؟؟.
الحكومات اعتادت على صراخ النواب وعلى إدارة الظهر وإغلاق الاذان عما يقولون فكان لا بد من حركة ذكية،، احتجاج غير عادي،، يجعل الحكومة تقف على رؤوس أصابع أرجلها ويلفت نظر الناس إلى ما تقوم به من تشليح للطبقة المتوسطة والفقيرة من الشعب.
النائب العدوان – وانا أحييه بحرارة – قدم احتجاجا صامتا أبلغ من الف خطاب ومقال،، ولم ينتقص من شخص رئيس الوزراء ولا مس كرامته واعتباره،، فالموقف كان سياسيا بامتياز وليس جاهة عروس يجلس فيها الرئيس في صدر المجلس، وعلى الرئيس والوزراء والزميل الكاتب النظر الى ما حدث من هذه الزاوية،، موقف سياسي احتجاجا على قرارات،، لا ان يتحول النقاش إلى الشكليات بعيدا عن الموضوع الأساس.
ان الاحتجاج الصامت غير المألوف كان دائما يقرع الجرس بقوة ويوقظ الرؤوس التي تترنح، ولذلك هزم المهاتما غاندي بريطانيا العظمى بالصوم والصمت، وقض رسامون مضاجع الظلم بخطوط صامتة على ورق ابيض،، وهز سجناء عروش الدكتاتورية بالأضراب الصامت عن الطعام،،، وكلها وسائل احتجاج سلمية غير عادية ولكنها الاقوى والأعلى صخبا في رد الفعل.
لقد استمرت حكومات في التعامل مع مجالس النواب على قاعدة قل ما شئت وانا افعل ما أشاء، حتى فقد المجلس اهتمام الناس بما يدور تحت القبة، فجاء النائب العدوان فالتفتنا جميعا وتساءلنا؟؟ من هذا النائب؟؟ وعلى أي شيء يعترض؟؟ ِ
قبل أيام شاهدت صورة تاريخية للحسين رحمه الله في زيارة داخلية وكل من حوله جالسون على مقاعد (كنبايات) بإستثناء وصفي التل لم يجد مقعدا فتربع على الأرض قرب مقعد الملك..
لم ينتقص شيء من قدر وصفي فمكان الرجل في مواقفه وفكره وسلوكه وليس حيث يجلس..
في كثير من الدول كتاب ورجال سياسة كثر كانوا مقربين من صانع القرار صورهم في الاخبار ومقاعدهم في الإمام طواهم النسيان ولعنة الزمان بينما خلد التاريخ المفكرين المستقلين وأصحاب المبدا والموقف، الذين لا يتوانون عن النصح بامانة واخلاص،، فاتعظوا يا اولي الألباب.