الشيزوفرينيا

الشيزوفرينيا
مصطفى وهبي التل

بحسب موقع مايو كلينك (الحكي إلك واسمع يا سعد) فإن مرض انفصام الشخصية أو الشيزوفرينيا هو اضطراب عقلي شديد يفسر فيه الأشخاص الواقع بشكل غير طبيعي.
بصراحة لست خبيراً لكن لا أجد تفسيراً لما يحصل في الأردن سوى أن المسؤولين يعانون من الشيزوفرينيا ويفسرون الواقع بشكل غير طبيعي.
دون الشيزوفرينا كيف يمكن أن نفسر يافطات الهيئة المستقلة للانتخابات؟
لو هبط علينا مخلوق من الفضاء دون أي معلومات سابقة عن الأردن وشاهد هذه اليافطات لقال (يا حلاوة) بلكنة سكان كوكب زحل وأضاف بعدها (خلص وصلت). لكن أترك زائرنا من كوكب زحل أسبوعاً في الأردن وستجده موقوف في الجويدة بعد ما (كشف الطابق) وألقي القبض عليه يكتب على يافطات الانتخابات: (شو هالمسخرة).
زائرنا الفضائي ادرك مثل أي مخلوق عاقل أن من وراء هذه اليافطات إما مسؤول من سكان سويسرا ولا علاقة له بالاردن من قريب أو من بعيد. أو مسؤول أردني يعاني من الشيزوفرينيا ويفسر الواقع بشكل غير طبيعي.
اليافطات تتحدث عن ضرورة الانتخابات وقوة الشعب ودوره في مستقبله. كلام جميل ورائع لو لم يكن من ورائه هو نفس من حطم إرادة الشعب و(بهدل) الانتخابات و(باع) مستقبل البلد. نقول كلام جميل ورائع لو لم يصدر عن دولة قررت ،ويقال بشكل غير دستوري وغير قانوني، أن تحل مجلس منتخب مثل مجلس نقابة المعلمين وتسجن معظم أعضائه وأنصاره. ولا ننسى طبعاً أن من يناشد الشعب عن طريق اليافطات في التعبير عن رأيه هو نفسه من قام بالاعتداء على أعضاء نقابة المعلمين وأنصارهم بالضرب وبالبسطار. هل هذه دولة تحترم إرادة الشعب وحقوق الناخب أم حالة مستعصية من الشيزوفرينيا؟
الشيزوفرينيا هنا أن الدولة تحارب مجلس خدم الوطن، بالرغم من عمره الصغير، أكثر بكثير من كل مجالس النواب خلال العشرين عاما الماضي بينما تدعونا يافطات الهيئة المستقلة للمساهمة في استمرار الجريمة مع هذه المجالس البالية على اساس اننا شعب غبي دون ذاكرة ودون ضمير. وعلى عكس مجالس النواب المتتالية التي لم تقدم للوطن سوى الفواتير ومسرحيات حرق الأعلام والخطابات الفارغة بل والتي ساهمت في انتشار الفساد وغرقت حتى اذنيها في التابعية للحكومة، كان مجلس نقابة المعلمين ينتزع حقوق المواطن انتزاعاً دون تمثيليات ودون بطولات وهمية على شاشات التلفاز. فقط شيزوفرينيا الحكومة هي التي تجعلها ترى (ممسحة زفر) تعبيراً للديموقراطية وفي نفس الوقت ترى التعبير الحقيقي لارادة الشعب، دون رشاوي او عشائرية او شراء اصوات، غير قانوني ويستحق الشطب.
آخيراً لا بد من ذكر أمثلة أخرى على الشيزوفرينيا هنا في الاردن حتى (لا يزعل) منا الرفيق السابق ويعتقد اننا (مستقصدينه) و(مستقصدين) الهيئة فقط:
الشيزوفرينيا أن تموت طفلة في الاردن لعدم وجود إمكانية لعملية بسيطة لها بينما النخبة تعالج بثورها في مايو كلينك على حساب اهل هذه الطفلة والشعب الاردني.
الشيزوفرينيا هي ندعي اننا نحارب الفساد وفي نفس الوقت نهدد ونحارب ونسجن كل من تجرأ وتحدث عن منبع الفساد ونهتف للفاسد ونبجله.
الشيزفرينيا ان ندعي اننا ندعم صمود الشعب الفلسطيني بينما نحن نشارك نتنياهو الفراش.
الشيزوفرينيا ان ندعوا الشعب للانتماء للوطن بينما نحن ندمر ونسرق الوطن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى