هل إحْنا غِيــــــــر فعلا؟
#الشيخ_سالم_الفلاحات
الحديث عن الأمل والثقة بالنفس وبــ هل إحْنا غِيــــــــر فعلا؟
الحديث عن #الأمل والثقة بالنفس وبالشعب والدولة بشكل عام، ورفض الاستسلام وثقافة الهزيمة، وفقدان الوزن والاتزان واليأس، وتجريم الحديث عن فقدان مقومات الصمود واستحالة النهوض، هذا منهج اتبناه وأشكر كل من ينتهجه، وهذا هو الأصل لأنّه ضروري ،وينم عن أصالة ووطنية ووعي .
وللبناء على هذا المنهج لا بد من:
- قراءة #تجارب_الشعوب المماثلة في التاريخ البعيد والقريب وبخاصة في الشعوب الأوروبية ، وكذلك في الأنظمة التي كانت ترى نفسها في غاية القوة والثبات والاستمرارية، وبخاصة التي كانت تقدم خدمات مميزة للدول العظمى لضمان رضاها ودعمها للبقاء على حساب شعوبها كرامةً وعدالةً ومعيشة على مساحة البلاد العربية والإسلامية، ولا بد من النظر الدقيق لأسباب سقوط أنظمة كانت قوية قاهرة لشعوبها ، وكانت تقدم كل الخدمات للمستعمر ن وبعضها كان يُطلَق عليه شرطي الخليج (نظام الشاه ) ،ومنها تجربة النظام السوري الحدث الأقرب :
- حال الجيش السوري وتسليحه وتماسكه حيث لم ينشق عنه الا النّادر القليل خلال عقود زادت عن نصف قرن
- أجهزة أمنية سوريّة تتفرع عن أربعة أجهزة رئيسة وربما زادت عن ستة عشر جهازا، وبصورة عَزّ مثيلها وكانت في معظمها موجهة لمتابعة المواطنين وبخاصة المعارضين أو المتوقع معارضتهم بحيث يحاسبون على النياّت ويزج بهم في السجون التي تزيد عن سجون ومحاكم التفتيش والباستيل قمعا وعنفا لكنها لم تغن عنه شيئا .
- النظام السوري له طائفة كبيرة تدعمه وتحافظ عليه وهذه العائلة لا تتوافر لمعظم الأنظمة العربية إضافة للمنتفعين من السوريين النفعيين، والتظاهر بوجود حزب وحيد متجذر ومع ذلك لم تغن كلها عن النظام شيئا .
- وهو النظام الذي كان يصنّف من شرائح كثيرة من العرب ومن مثقفيهم وإعلامييهم أنه نظام ممانعٌ لم يُطبعّ مع العدو ولم يعقد أي اتفاقيات او معاهدات مع العدو الصهيوني ، بينما توصف أنظمة أخرى بأنها متماهية مع العدو ، أو أنها وظيفية لصالح المستعمر .
- وانّه النظام الذي مدّ يد المساعدة لحزب الله والمقاومة في لبنان طيلة سنوات عديدة .
- وأنّه النظام العربي الأخير المتبقي الذي يتمسك ويتمسح به القوميون العرب ومعهم الشيوعيون، وهم شريحة ٌمثقفة ونشيطة ٌوانْ كانت وهي محل احترام وتقدير في معظمها للأسف كأنما تنازع البقاء ، ويبذولون وسعهم لتحسين صورته وتبرير أخطائه ، وتسويق طروحاته ومواقفه مهما كانت ، بالرغم من أن الاتجاه الإنساني اليوم ومنه العربي يبحث عن الحرية وعن سلطة الشعب لا تفرّد الأنظمة التي لم تعد تغطيها شعارات التحرير دون حريّة للشعوب !!
- علينا أن نعيد قراءة ما تَوصّل اليه خبراء علم الاجتماع من قبل ومن بعد، منذ العلامة ابن خلدون الذي أفاض في هذا المجال ،وفي العصر الحديث نجد الكثيرين كتبوا بهذا الشأن وليس آخرهم الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي الذي وضع اربعة عشر مظهرا تسبق سقوط الدول في محاضرة له ومن أبرزها :
شعور #صاحب_السلطة بفائض القوة والثقة الزائدة
فقدان الصلة بالمحيط إلا ّمن قلة تزيّن له عملَه
اسكات #القوى_المعارضة أو اسكاتـــــــــــــها بالترغيب والترهيب لإدخالها في بيت
الطاعة طغيان مفهوم السلطة على مفهوم الدولة، حيث تهيمن الأجهزة الأمنية على أجهزة الدولة تمركز القوة والثروة بيد مجموعة صغيرة
غياب العدالة وتدمير سلطة القضاء واستقلاله شيوع الفساد الإداري والمالي وترهل أجهزة الدولة غياب الثقة بين الاكم والدولة
الاعتماد على الدعم الخارجي والثقة بالحلفاء في تثبيت أركان الحكم وعدم الثقة بالشعب
التحكم بوسائل الاعلام العامة والخاصة بالترغيب والترهيب وسجن كل اعلامي حر واغلاق كل مؤسسة تعارض سياسات النظام وعدم تحمل النقد.
على أي واقع عربي ينطبق هذا الوصف،؟
وكلما ارتفعت نسبة انطباق معظم هذه المواصفات على دولة كلما أصبح النظام أقرب الى الزوال وعلى جمع الحريصين على بقاء بلدانهم متماسكة وقوية التقليل من هذه المواصفات
إنّ حالة الإنكار التامة للواقع، وتعمّد ذلك لا يغني شيئا، ولا بد من الاعتراف الصريح بالوضع كما هو والحذر الشديد والمراجعة الدقيقة و الجريئة .
سالم الفلاحات 11/12 /2024