الشيخة والوليمة (2) / د . ماجد الزبيدي

الشيخة والوليمة (2)
إعتقال عاطف وحضور الحجّاب ابو صالح!!
مضت الليلة الاولى من اعتقال قريبي الاستاذ عاطف في فندق ابو اللولو، من دون ان تتمكن حمولتنا من توفير المبلغ المالي المستحق لتاجر المواشي ،والذي أعتقل ولدنا على اساسه ،وان كل ماجمعته الحمولة مترامية الأطراف هو 1955 ليرة!في حين ينزل من الحمولة كل دورة إنتخابات اكثر من عشر مرشحين دون فوز اي منهم !!(قلة حظ او ضربة عين!!!).
وعليه،فقد مثل ُ قريبنا “المستشيخ” في اليوم التالي أمام القاضي الذي حكمه سنة سجن حكومية(9شهور)،مع تثبيت قيمة الشيك بحقه ،وحبسه 3 شهور كل سنة إن لم يتم التسديد!!ولا مفر من التسديد او العودة ل”ابو اللولو”.
وقد كانت المفارقة ان كل نزلاء الفندق المذكور البالغ عددهم 5650 نزيلا ،ليس من بينهم من تتشابه أسباب تهمته مع أسباب تهمة ولدنا الأستاذ عاطف من حيث ان أصل الدين بسبب حب الشيخة وإنشاء الولائم الباهظة للحصول على ختم الشيخة!!مما يعني فرادة حمولتنا بين كل الحمائل المشابهة (النازحة واللاجئة) ،وتميّزها من حيت التطلع للعلياء والمهام الجليلة!!في وقت تلاشت الحدود بين الدول والقارات ،وذابت الأسواق في سوق تجارية إلكترونية واحدة، وصار حجم الكرة ألأرضية بحجم شاشة الهاتف الذكي !ونحن في الحمولة نعود للعصر الحجري وخاصة فترة “لحد وأنا اخو صبحية”!! ذلك انه حسب علماء الإجتماع المعاصرين فإن الشيخة اوالوجاهة العشائرية غير المنتخبة ،ليست سوى “عرط في عرط” و”ضحك على الدقون” ،او مايسمّيه الناس البسطاء “كبرة على خازوق مبشرم”،على طريقة “شوفيني وشوفي قفاي”!!،في حين ان كوكب الشرق عندما كانت تشدو:”لقيت روحي فى عز جفاك.. بافكر فيك وانا ناسي. صعبان عليّ جفاك.. بعد اللى شفته فى حبك. مش قادر انسى رضاك.. ايام ودادك وقربك. لكن اعمل ليه ..وانا قلبي لسه صعبان …”،كان قريبي الراعي “عقله الحمد المريعي” يعتقد أن الحجّة تعني “قفا” حبيبها ،اي مؤخرته!أو خلفيته الجنوبية!!مما يجعله يغني معها :”آخ يا أم كلثوم لو تشوفي قفا ابوي ما أعرضها”!!!.حمولة ثلثينها “سارح والرب راعيه”!!
سألت كاتب الإستدعاءات الوكيل اول متقاعد “إحمد السالم الحوراني”عن العقوبات التي سينالها ولدنا “المستشيخ” بعد حبسة السنة الحكومية ،فرد :” ياهمللالي:والله وإذرب(أضرب) على الصليعة!!!إذا لم يتم تسديد فلوس التاجر ،رايح شيخكم الموعود عاطف ينحبس تسعين يوم سنويا!!
وأضاف كاتب الإستدعاءات:”أنتم من وين ياخالي”؟
– قلت:ليش السؤال ياخالي؟
– رد: “ياهمللالي!واللهوإذرب (أضرب)على الصلعة”(جملة إفتتاحية دائمة على لسان أخونا الحوراني)..أبيش عندكوختيار محترم متعلم ،يقرأ ويكتب ،إتحطّوه (تضعوه)شيخا عليكم؟؟!!
احرجني الحوراني!واخرصني! لكنه تابع بعد ان لاحظ الأسى على وجهي ووجه ولد خالتي ابو شاتي فقال:”أني (انا)بدّي أساعدكم لوجه الله !فيه عندنا بقريتنا :قرية “النايم” شيخ حجّاب ،حجابه ماتخرّ منه الميّه!بس حجابة بأربعين ورقة،ورقة تنطح ورقة! رأيي تكتبوا عندي طلب كفالة لنصف يوم لإخراج ولدكم الشيخ عاطف وتأخذوه لعند الحجّاب ابو صالح ،ويروح معكم شرطي تكون يده اليسرى مشبوكة بكلبشة واحدة بيد شيخكم عاطف”!!
وهنا تحمس ابو شاتي بحكم قرابته لعاطف أكثر مني ، وقال:هاي بسيطة !رايح استشير البيك مدير الفندق ،وأرد لك خبرا!
لم يوفق البيك بحكم القانون ،فأقترح ابو شاتي أن يحضر الشيخ ابو صالح وحجابه من قرية “النايم” للفندق،ويقرأ على رأس ولدنا عاطف في غرفة خاصة محروسة،فوافق البيك فورا!
وافق ابوصالح على الحضور مقابل ورقة الخمسين وغداء مشاوي عند” مطعم ابو أسامة “المعروف،على حسابنا ،وإعادته لقريته !
(يتبع،الحلقة الثالثة قبل الأخيرة :تفاصيل قراءة الشيخ ابوصالح على رأس شيخنا عاطف ومحاولات إخراج الجني “برقوق” من عقله وجسده،وكيف عملها شيخنا على حاله ،وإغماءة ابو شاتي وتحوله من حمولتنا لحمولة “إخوان نورة”)!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى