الشهيد البطل عطا عقله

الشهيد البطل عطا عقله
م. عبد الكريم أبو زنيمة

عقله وسمير مواطنان يحملان جنسية مملكة العجائب وشاءت الاقدار ان يتزوجان بنفس العام ونفس الاسبوع، على يد الداية سعدية انجبت حفيظة زوجة عقله مولوداً اسموه عطا بينما جانيت زوجة سمير انجبت مولودها جوني في مستشفى لوس انجلوس للاطفال على نفقة حكومة المملكة حيث حصل على الجنسية الامريكية فور ولادته، تمضي الايام ويلتحق عطا بالمدرسة الحكومية التي تبعد عن منزله حوالي ثلاثة كم بينما يلتحق جوني بالمدرسة الانجليزية الدولية، عقلة وقبل بدء العام الدراسي يذهب للمدينة ويشتري لعطا قميص وبنطلون وجرابات وحذاء وغالبًا ما يكون كبير المقاس مما يضطره لوضع حشوة بداخلها ويطلب من عطا ان يلبس الحذاء قبل وصول المدرسه ويخلعه فور مغادرته لها لكي يحافظ عليها خلال العام الدراسي، كما يطلب من ابنه ان يخلع الحشوة ويرميها في القمامة بعد انتهاء مفعولها، عطا ينهض من نومه ويغسل وجهه ثم يتناول افطاره من الخبز والشاي غالبًا وأحيانًا يضاف للشاي القليل من الحليب، عطا يذهب الى مدرسته مشيا على الاقدام صيفاً وشتاء وبعد عودته من المدرسة يتناول غداءه مما تجود به الارض وأغنام والده ودجاجات والدته، يقضي بقية يومه اما راعيا مع الاغنام او مساعدا والده في شؤون المزرعة، ليلا ينزوي الى ركن في الغرفة يراجع دروسه ويحل الواجبات المدرسية، يتقدم عطا لامتحان الثانوية العامة ويحصل على تقدير ممتاز، يتقدم للقبول الموحد مرتبا خياراته هندسة.. فيزياء.. رياضيات..ادارة..الخ ، كان حلمه ان يصبح عالما إن قُبل في أي من خياراته الثلاثة الاولى، لكنه قبل في تخصص الادارة وسّلم بقدره على مضض حيث لا يوجد امامه اي خيار آخر! التحق بالجامعة ليتخرج منها بعد اربع سنوات بتقدير امتياز، سجل في ديوان الخدمة منتظرا دوره في التعيين .. طال انتظاره..بحث عن عمل ولم يجد .. اتجه للعمل في الزراعة مستعيناً بالقروض من هنا وهناك وما هي الا شهور قليلة حدثت اضطرابات خارجية.. تدهورت الزراعة عاما بعد عام وأصبح عطا مطارداً من قبل القضاء لعدم ايفاءه بسداد الديون .. شارك في الاحتجاجات مطالباً بالتعيين الا انه وجد نفسه بالسجن بتهمة تقويض أمن الدولة!
جوني يستيقظ من نومه ليجد المربية تنتظره، يستحم ثم يتناول افطاره المكون من العسل والكرواسان والعديد من اصناف الجبن والزبده والقشطة والبيض والمربيات ثم يرتدي ثيابه ذات الماركات العالمية ويخرج ليجد الجاكوار تنتظره بالخارج لتقله لمدرسته، يعود منها ويتناول غداءه المكون من عدة اصناف من اللحوم والاسماك والكافيار والسلطات وغيرها ثم ينشغل بالعابة ومراجيحه، كبر جوني وأصبح لديه شلة من الصديقات والاصدقاء يقضون ليلهم وسهراتهم في افخم الفنادق والنوادي الليلية كما كان يقضي العطل المدرسية في المصايف العالمية، تقدم لامتحان الثانوية وحصل على معدل ضعيف، تم ابتعاثه على حساب المنح الحكومية للدراسة في امريكا ليتخرج منها بعد عدة سنوات بتقدير مقبول ثم يعود الى مملكة العجائب وعاصمتها “نهب”، بعد الافراح والليالي الملاح يسأله والده سمير: ماذا تحب ان تعمل يا جوجو ! يجيبه جوجو: بابي احب ارجع امريكا..ما احب الحياة هون! ايام قليلة ويصدر قرار بتعيين جون سمير ملحقا دبلوماسيا في بعثة مملكة العجائب بمنظمة الامم، سنوات اخرى تمضي وقرار اخر يصدر بتعيين جون سفيرا في فرنسا ! قرار آخر سفير قي بريطانيا ، بعد سنوات جانيت تلح على جوجو بالعودة للوطن والعيش مع الاسرة..بعد الحاح عاد جوجو لمدينته نهب ويعين رئيساً لمجلس ادارة المؤسسة الوطنية للتميز والابداع بالاضافة لرئاسة مجالس ادارة ثلاثة موسسات وهيئات اخرى، سنوات قليلة وتتشكل حكومة جديدة ويعين معالي جون وزيرا للتخطيط، بعد مضي خمسة سنوات من عودته الميمونة لمملكة العجائب يكلف دولة جوجو باشا بتشكيل حكومة الانتماء!
تتوسع الاضطرابات الخارجية وتتعرض مملكة العجائب الى التهديد المباشر ، تتشكل حكومة عسكرية وتعلن حالة الطواريء والتعبئة العامة، يصرخ عقله من داخل سجنه مطالبا بالاطلاق سراحه مردداً.. مكاني عالحدود لا بالحبس والقيود! يطلق سراحه ويلتحق بالخدمة العسكرية على الجبهة حيث تدور المعارك .. تتطور الاوضاع وتشتد المعارك يوماً بعد يوم .. يفتح عقلة والد عطا التلفاز على احدى المحطات الاجنبية التي تنقل اخبار المعارك واذ بفريق البث من امريكا يجري مقابلة مع دولة جون باشا من امام منزله المتوشح بعلم جنسيته الامريكية في لوس انجلوس يحلل فيها فرص الاستثمار في مملكة العجائب بعد توقف الحرب! ينتقل لمحطة اخرى واذ بالمراسل الميداني يتحدث عن بطولات احد الجنود وشراسته في الدفاع عن تراب وطنه..لحظات وتعرض المحطة الجندي البطل مضرجاً بدماءه..أنه الجندي البطل الشهيد عطا عقله!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى