الشقيري يكتب .. كانت جنازة تليق بمثله

#سواليف

كتب .. #أحمد_الشقيري

كانت #جنازة تليق بمثله..

تأخرت في الخروج إليها إلى ما قبل الجمعة بساعة… فقدر الله أن تغلَق الطُّرق على السيارات، وتفتح للمشاة..

وعلى مسافة كيلومترين تقريبا مشيناها إلى المسجد..لا تلتفت يمنة، ولا يسرة إلا وتجد الناس يملؤون الشوارع المؤدية إلى المسجد…

عرب وعجم، رجال ونساء وأطفال..

كلهم يريدون الصلاة على الرجل..

ورغم أننا في شهر أغسطس، وما أدراك ما أغسطس في الخليج، إلا أن الرطوبة خلت من الجو، والنسائم الباردة كانت تداعب وجوهنا كل حين..

لم أقف حائرا أمام ما رأيت من #جموع و #دموع..

فالقبول هبة الله… يلقيه في قلوب الخلق، وإن لم يفهموا لغة هذا المحبوب. أو يلتقوا به ولو مرة!!

والفقيد كان آية في القبول..

يقدره الخصم حتى وإن لم يحبه، ويشعر نحوه بالطمأنينة التي تنساحُ من بشاشة وجهه!!

يا لمربحه وخسارتنا، ويا لروعة نهايته، وتخبط طُرقنا إن لم يرحمنا ربنا..

خسارتنا فيه خسارتان..

خسارة القيادة، وخسارة الأبوة… فقد كنت تشعر أنه أبوك قبل أن يكون قائدك!!

يقول من عايشوه:

كان عجيبا ذلك الرجل..

يملك قلبا يسع الدنيا بأسرها حبا وعطفا وحنانا…فلا تكاد تخلو من تواجده العزاءات، والتفقدات، والمشافي، والمناسبات..

بينما هو ذات القلب الممتلئ قوة، وأنفة، وعزة، وإيمانا بالقضية!!

ما إن دخلت بيتي حتى شعرت بوجيعة من عاد من دفن أبيه… حتى أنني تذكرت مقولة ضرار الصدائي لمعاوية رضي الله عنه، حين سأله:

كيف حزنك على عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه فقال:

“حزني عليه حزن من ذُبح واحدُها (ابنها الوحيد) في حجرها..

وحزننا عليك يا أبا العبد كذلك!!

فقد كنت للأمة شيئا عظيما، توجعت لأجله قلوب لم تتوجع مثله على أقرب الناس لها..

اليوم كذلك حضرني قول الإمام أحمد رحمه الله:

“بيننا وبينهم الجنائز!!”

وقد أثبتت اليوم الجنائز أن الذين فقدناه لم يكن إلا محبوبا من الخلق، وأحسبه محبوبا كذلك من الخالق…فالناس #شهداء_الله في #الأرض..

رحمة الله عليك وبركاته عليك يا أبا العبد، وعلى رفيقك وسيم، وعلى إسماعيل الغول، ورامي الريفي، وعلى كل من نعلم ومن لا نعلم من #الشهداء… يكفي أن الله يعلمهم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى