الشقاء والدماء عربيان بأمتياز..لماذا..؟

الشقاء والدماء عربيان بأمتياز..لماذا..؟
ا.د حسين محادين

1-توصف الدول في القانون عادة بأنها شخص معنوي، وهذا الشخص المعنوي يشبه في شقاءه ودمويته الشخص /الفرد العربي والمسلم ايضا ، فالتطابق واضح وبليغ ،فكرا وسلوكيات معبرة عن الشقاء والدماء معا بين الدول والأفراد في وطننا العربي الممتد من صحارى الجوع إلى حروب الانابة عن غيرنا وبالضد من أنفسنا أفرادا ودول عربية ومسلمة متخلفة.
2- للاسف بسِمتي الشقاء والدماء معا تميزنا راهنا عن غيرنا من سكان هذا الكون الذي أصبح بحدود كف يد تُطبق على هاتف خلوي ذكي، ونحن مازلنا نختلف ونُدمي ارواحنا وايامنا أيهما الاهم الشخص الحاكم المُلهم والمُتخم، أم البشر أو الرعايا المحكومين من قِبله ؛ وكأن التوافق الوطني والديمقراطي المؤسسي الحقيقي بينهما ، وبالتي هي أحسن شبه مستحيل للآن ، فيا اللوجع، ويا لكِبر وعمق “الربيع العربي” المتنام وبعناوين مختلفة مرشحة لانبلاج..؟ .
3- لعل الموجع أكثر في حياتنا العسِرة هذه، هو أن هذا الشقاء وهذه الدماء ليسا ناجما عن فقر مدقع في الموارد الطبيعية الكثيرة والمستثمرة عالميا من بلداننا ، أو اننا نعاني من شُح في اعداد الجامعات، الجوامع، ،الكنائس،
الخطباء السياسين، والفضائيات الرسمية..الخ.، اي بمعنى متم هل نعاني من قِلة في العلم واعداد المتعلمين، كي نبقى غير سعداء في حياتنا الحراهنة، ولماذا علينا التميز بتعاستنا، وضبابية مستقبلنا مقارنة مع شعوب ولغات اخرى في هذه القرية الكونية الصغيرة المعاصرة ، تلك الشعوب التي تعرف تحديدا، من هي حضاريا، وماذا تريد ، والى أين ذاهبة في صناعة مستقبلها رغم انها اقل مستوى من امكاناتنا العربية المهدورة والمُستنفذة في سرقات المال العام ، والفساد الجمعي اي من قِبل الحكام والمحكومين معا،
وضائعة كموارد في الحروب القبائلية المتوالدة من قِبلنا مسؤولين مستقويِين ومواطنين مُستضعفِين.
4- لسنا سعداء فعلا ،لابل نحن اشقياء العصر العولمي نتيجة تعاملنا المتخلف مع انفسنا اولا، وثانيا بدليل تدني منسوب الحريات، والكرامات، والاستقلال في يومياتنا الذابلة، وارتفاع منسوب وتحديات الفقر والبِطالة، وهبوط مؤشر مشاركة المرأة في التعليم والانتاج رغم نها نصف ارواحنا وموارد انسانيتنا الادوام والمغيب للآن؛ لماذا أذن كل مؤشرات معيشتنا وشقاءنا، وجداول دماءنا في حروبنا البينية الضاغطة علينا هي الأعلى تدفقا ، وتخلفا كعرب مسلمين مقارنة بغيرنا من شعوب العالم بمختلف ألوانه ولغاته وتطوراته، رغم غزارة مواردنا الطبيعية والبشرية في الوقت ذاته..؟.
5- لماذا، نزعُم أن الأديان السمحاء والمقدسة التي نؤمن بها كنموذج قد ظانبثقت من عندنا وعبر بلادنا، هداية لأنفسنا اولا، ولغيرنا ثانيا، ولكن الوقائع الدامية التي يعيشها المواطن العربي المسلم لحظيا لا تشير إلى اي نوع من الهداية أو حتى السماحة فيما بيننا للمفارقة، ، ولم تشير فكرا وممارسات حية، بأننا قد احسنا التمثل والتمتع الآمن بهذا المورد الروحي المضاف في حياتنا عربا ومسلمين .

واخيرا، كل هذه التفكرات العلمية والفكرية التي اطرحها كأكاديمي هن ، هي صدمات دامية وأكثر إيلاما وغموضا لنا كباحثين، وسياسيين، وصناع قرارات وحروب انابة عن غيرنا ومن حرقة دمنا ومواردنا الموشكة على النضوب كصبرنا تماما للأسف.
*عميد كلية العلوم الاجتماعية-جامعة مؤتة.
*عضو مجلس محافظة الكرك”اللامركزية.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى