الشعب يستحق الأفضل
المهندس: عبد الكريم أبو زنيمة
لم يعد خافياً على غالبية #الشعب_الاردني ان السلطة الحاكمة ماضية وبلا أي مراعاة لمشاعرهم وبكل #عنجهية الى الامعان في تركيعهم وتجويعهم واذلالهم، الاصرار على اعتماد نفس السياسات وبذات الادوات التي جُربّت عبر العقود الماضية، وهذا لن يفضي الا الى مراكمة المزيد من #الفشل ” النظرية العلمية تؤكد أن ادخال نفس البيانات لن يعطي الا نفس #النتائج ” ما هو المتوقع من #حكومات التوريث المحصنة من المساءلة والمحاسبة تحت عباءة #الديمقراطية المزيفة وقضاء مسلوب الاستقلالية ! لا شيء سوى تكرُش الفساد وتعاظم سطوته وتضخم طوابير مرتادي الحاويات ومتعاطي #المخدرات وتجارها .
ما يعانيه الشعب الاردني من #جوع وفقر وعوز لا يتوافق عما يزخر به وطننا من موارد طبيعية مثل الفوسفات والاسمنت والنحاس والصخر الزيتي واليورانيوم والصخور الجرانيتية والرمال الزجاجية والسيليكونية والغاز والمياه “الفقر المائي مصطنع” وما يتمتع به من مقومات ومقدرات انتاجية عالية كالزراعة والصناعة والتعدين وتوليد الطاقة النظيفة من الشمس والرياح والتنوع السياحي والطاقات البشرية المؤهلة – هذه الموارد لولا تواطؤ وتبعية وتآمر اعداء الداخل عملاء الغرب الاستعماري وبني صهيون لكان دخل المواطن الارني في المراتب الاولى عالمياً .
اليأس والاحباط والاذلال وامتهان الكرامة التي يعاني منها غالبية الشعب الاردني لا تتوافق مع تاريخه وثقافته وعقيدته وقيمه ومبادئه وأصالته ، الاردني كان يأبى الرشوة والنفاق والكذب والتزلف والخيانة والضيم والمهانة ، الكاذب منهم كان لا يجرؤ الاقتراب من مجالس الرجال ! فما بالك باللص والديوث ! كانت القيم العربية “النخوة ،الشهامة ، عزة النفس ، النبل ،الصدق ، الوفاء ، النزاهة ، الصفاء..الخ” تضبط السلوك والامن الفردي والمجتمعي ، للأسف مؤسسة الفساد وخونة الاوطان عبثوا بكل شيء – النصابون والكذبة اليوم يتصدرون المجالس ، اللصوص اصحاب مقامات ومراتب عليا متوشحين أصناف الأوسمة والالقاب الرفيعة ، المنافقون والمتزلفون يجوبون الشوارع مختالين بالعباءات الصينية كالطواويس ويتسيدون المحافل الرسمية ، لا زالت كلمات ذاك الشيخ الجليل تحفر بداخلي كل معاني الاسى والالم عندما سألته ونحن ذاهبون لاحدى المناسبات أين عبائتك ! أجابني وبنظراته اختزال لكل آلام وحسرات الاردنيين على وطن أضعناه وقيم تهاوت : يا عم والله صرت استحي البسها… أخاف يلاقيني واحد ما يعرفني يفكرني من الجماعة اللي معك خبرهم ويسمعني كلمة تغث بالي !!! للأسف.. اليوم يتسيد اللئام والسفلة واللصوص والسرسرية وتجار المخدرات ومروجي ودعاة الانحلال الاخلاقي ، هؤلاء نسجوا وينسجون الدستور على مقاسهم ويلوون أعناق القوانين ليطوعوها على حجم جشعهم ونهبهم ، اليوم تتلاشى وتندثر الاعراف والقيم الاخلاقية وفرص نجاة وخلاص الوطن والمواطن ويصبح الامل بالعيش الكريم شبه مستحيل .
نعيد ونكرر وننبه ما قاله ويقوله كل احرار وشرفاء هذا الوطن – لا تصدقوا الوعود والاكاذيب على قدوم الايام الجميلة ، فانها لن تأتي وايامنا القادمة اسوأ وأتعس من سابقاتها ، عندما ضج الشعب الاردني بكامله ضد سياسة التخريب والتدمير التي قادها باسم عوض الله “كوهين الاردن كما سماه الراحل ناهض حتر” وصلعان تلك المرحلة نُعتنا بالجهل والتخلف ومعاداة التطور وضحالة فهمنا لحركة السوق العالمية وبمعاداة الوطن والحمرنة وغيرها من أصناف النعوت، بعد عقدين وبعد خراب مالطا حوكم بتهة التآمر لا بتهم الجرائم الاقتصادية الكبرى على أمن الوطن هو وشركاؤه من بني كوهين الذين يصولون ويجولون شرق البلاد وعرضها، والمضحك المبكي انه لم يعترف ولم يعتذر أي أحد لنا بأننا كنا الاذكى والاكثر وطنية وانتماء عندما نبهنا لخطورة كوهين الاردن منذ بداية غزوته على الاردن ! لا تراهنوا على برلمانات الدمى فهي اشبه بالمعطرات لتخفيف نتانة الروائح الكريهة التي تزكم أنف الوطن برمته، أمس أفضل من اليوم، واليوم أفضل من الغد ، فقط بحالة واحدة ستشرق شمس ايامنا الجميلة؛ إذا عُدل الدستور ليتضمن أهم بنوده ” الشعب مصدر السلطات ،حكومات منتخبة ديمقراطيا وصاحبة ولاية كاملة غير منقوصة ، فصل حقيقي للسلطات ، استقلال تام غير منقوص للقضاء ، جهات رقابية تابعة للسلطة التشريعية ” وقبل كل شيء استرداد الاموال المنهوبة من الصوص كبيرهم حتى صغيرهم .