الشعب و أخطاؤه / كامل نصيرات

الشعب و أخطاؤه
الشعب بحاجة لمن يحميه من نفسه. فهو يفيق في الصباح.. وهذا خطأ.. يجب ألاّ يفيق. والشعب يذهب للعمل.. وهذا إجرام.. يجب ألاّ يعمل..،، والشعب يركب مواصلات ويتشعبط باصات ويتهاوش على دور السرفيس.. وهذا تخلّف: يجب أن يمشي مشياً.. والشعب يرد السلام على بعضه والكشرة تعزف سيمفونية موسيقية اسمها (إعرفْ على مين تسلًّم)..!!
الشعب: الشعب.. كلمة صغيرة جدا لمجاميع كبيرة جدا.هذه الكلمة التي يتنافس عليها الحكومات والبرلمانات والتجار والفنانون والشعراء والكتّاب ومصاصو الدماء: وآكلو لحوم البشر.. إلا الشعب.. فهو الوحيد عند حزّها ولزّها لا يعلم أنه شعب.. يفكر حاله حد ثاني.!!
كل الحكومات تدعي أنها شعبية.. كل النواب يدعون أنهم شعبيون.. كل الكتاب يكتبون للشعب لأنهم منه.. كل التجار يقولون أن جهنم أسعارهم شعبية.. تنزيلات في كل اتجاه.. ولكنها تنزيلات مُلتهبة.. تنزيلات لا تنزل إلى مستوى الشعب.. لأن الشعب (وأقصد هنا الغالبية) لا يدري عن تفاصيل ما يحدث معه.. ولكنه يشعر به فقط..فالشعب لا يعرف لماذا ترتفع الأسعار على وجه الدقة..؟ لكنه يشعر بذلك: كيف؟ أنا أقول لكم.. كان بالأول: صعب أن يأكل كباباً بلدياً مثلاً.. أما الآن فمستحيل.. مثال آخر.. بالأول: كان يحلم باقتناء سيارة بالأقساط.. أمّا اليوم يحلم بألاّ يتأخر على وهو واقف على طابور الباص.!
وقِسْ على ذلك ما تريد من تفاصيل أخرى.. لماذا يحدث معه كل ذلك..؟ لا أدري.. رغم أن هناك تنظيرات طويلة عريضة.. وأنا لا أصدّق منها إلا تنظيراً واحداً فقط وهو أن (الحق على الشعب).. كيف؟ لا أعرف أيضاً. ولكن الذي أعرفه.. أن الشعب رغم كل ذلك: ما زال يفيق في الصباح.. وما زال يذهب للعمل.. وما زال يرد السلام بكشرة جبصينيّة.!!.
اللهم احمً الشعب من الشعب… أما الاخرون فالزمن كفيل بهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى