ا#لشعب #الاردني و #الهجرة #النبوية
ضيف الله قبيلات
لنا أسوة حسنة بهجرة الأنبياء و المؤمنين الذين تعرضوا للاضطهاد و التعذيب وقمع الحريات و خاصة حرية الاعتقاد و الرأي من قبل الأنظمة البلطجية المستبدة القديمة .
وقد قضى بعض الأنبياء و انتقلت روحه الطاهرة إلى باريها على يد هذه الأنظمة مثل يحيى عليه السلام الذي ضرب عنقه الملك ” هيرودس ” كرمال عيون الراقصة سالومي اليهودية .
كما تعرض سيدنا و نبينا و حبيبنا و قائدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه و اله و سلم للبلطجة بالضرب و الإيذاء و السخرية و الاستهزاء .. إذ قام السفيه البلطجي عقبة بن أبي معيط بإلقاء الأذى على رأسه الشريف و هو يصلي .. فلما رأته فاطمة على أبيها و عليها السلام أسرعت اليه و أزاحت الأذى عن رأسه وهي تبكي .. فقال لها لا تحزني يا فاطمة ان الله ناصر أباكِ .
و تعرض صلى الله عليه و سلم هو و صحبه الكرام
_ كحال الأردنيين اليوم _ للتهميش و الإقصاء و الحصار و المقاطعة في شعب بني هاشم 3 سنوات حتى أكلوا أوراق الشجر .
فلما يئس النبي من نظام أبي جهل و بلطجيته قرر اللجوء إلى الطائف و بصحبته زيد بن حارثة .. لكن الطائف و أهلها آنذاك لم يكونوا مثل قطر أو تركيا اليوم أو إيران أو السويد تحسن استقبالها لطالبي اللجوء .. فأدموا قدميه الشريفتين و أدموا رأس زيد وعاد محزونا .. فسرّى الله تعالى عنه .. فأعطاه الأمل و المعنوية بإسلام نفر من الجن و برحلة الإسراء و المعراج ليتزود بهذا الأمل و المعنوية العالية لمواصلة السير في طريق الحرية و التحرر من أنظمة الفساد و الاستبداد .
أمر صلى الله عليه و سلم أصحابه بالهجرة إلى الحبشة .. و بعد اسلام فئتين من الأوس و الخزرج من أهل يثرب أمر أصحابه بالهجرة اليها .
هاجر أصحابه سرا .. ثم هاجر هو و صاحبه أبو بكر سرا أيضا .. الا ان عمر بن الخطاب عندما أراد أن يهاجر أعلن للبلطجية و سادتهم أنه مهاجر و قال .. اني مهاجر فمن أراد منكم أن ييتم أطفاله و يرمل زوجته فليلحقني إلى بطن ذلك الوادي .
الله أكبر ما أوسع الإسلام .. إذ لم يفخر عمر على اخوته المهاجرين سرا بهجرته علنا و لم يقل لهم أنا أشجع منكم .. أو لماذا لم تهاجروا مثلي أنا عمر بن الخطاب و كذا و كذا .. لم يحدث .
كما أن المهاجرين سرا لم يعيبوا على عمر فعله و لم يقل له أحدهم ( لويش هالتنبط يا عمر .. ليش ما تهاجر مثلك مثل الناس .. وهاهو رسول الله صلى الله عليه و سلم قد هاجر سرا ) لم يحدث أيضا .
أنظروا إلى سعة الإسلام .. القوي بقوته يعمل و الضعيف بضعفه يعمل .. الغني بغناه يعمل و الفقير بقدرته يعمل .. و رحم الله امرءا عرف قدر نفسه ..و رسول الله صلى الله عليه و سلم أشجع الناس و أقواهم لكنه يُعلّم الناس .
أما سراقة بن مالك البلطجي الذي سعى للحصول على جائزة 100 ناقة بإمساك بالحراكيين المهاجرين طالبي اللجوء إلى يثرب فقد كان أفهم و أعقل من فرعون لأنه أدرك بعدما تعثرت فرسه مرتين أن مطلوبه ممنوع .. فعاد أدراجه في حين أن فرعون الذي لحق بالمهاجر الحراكي موسى عليه السلام و رأى بأم عينه كيف جاوز موسى و قومه البحر لم يفهم و أصر على اللحاق بهم فكانت نهايته .
علمنا الإسلام أن الصراع بين أهل الحق و أهل الباطل مستمر إلى يوم القيامة .. فاختر لنفسك أيها الأردني أن تكون مع أهل الحق بمناسبة الهجرة النبوية الشريفة ولك في نبيك و أجدادك الصحابة أسوة حسنة .. فاذا كنت ذا عزم ومضاء و صبر و جلد على مقارعة أهل الباطل فبها و نعمت .. وأن لم يكن لك جلد فاطلب اللجوء إلى أية دولة عربية أو إسلامية أو أجنبية فيها مجال للحرية حتى يأذن الله بالفرج .. و أخص بالذكر هنا الأحرار الذين تعرضوا للاعتقال و التعذيب و التنكيل بالطلب إلى المحكمة أو تعرضوا للتهديد أو الذين تعرضوا للبلطجة أثناء احتجاجهم السلمي أو الذين يضيق عليهم النظام المستبد بعيشهم أو يحرض على قتلهم أو إيذائهم أو حتى من يتعرضون للتهميش و الإقصاء و منعهم من الظهور على الفضائيات المحلية لإبداء أرائهم أو الذين تغلق فضائياتهم أو مواقعهم الالكترونية أو حتى من يشعر أن هذا النظام المستبد يتجسس على هاتفه أو يراقب منزله .. لأن الأحرار لا يمكنهم العيش في ظل هذا القمع و الاضطهاد و الاعتقال و التعذيب و التجسس .
واعلم أيها الأردني أن حرصك على أن تكون مع أهل الحق و من أهل الحق سواء في الأردن أو خارجه هو الذي سينفعك عند الله سبحانه و تعالى أولا , ثم يساهم في تعبيد طريق الحرية للأجيال القادمة .. و الله المستعان .