“الشباب والاستقلال والنهضة”.. ندوة تناقش الترابط بين هذه الثلاثية وتشهد إطلاق مختبر سياسات المشاركة الشبابية

#سواليف

في غمرة #احتفالات #الأردن بعيد استقلاله السادس والسبعين الذي صادف اليوم الخامس والعشرين من الشهر الفائت، جاءت ندوة “الشباب والاستقلال والنهضة” التي نظمتها منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية ( #أرض ) بالشراكة مع مركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الأردنية يوم الأحد 5 حزيران / يونيو 2022، في كلية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني للدراسات الدولية، مؤكدة على الترابط الكبير بين العناصر الرئيسية الثلاث الواردة في عنوان الندوة، فلا نهضة بدون استقلال، ولا يتحقق كلاهما بدون الشباب، فهم درع الحاضر وعماد المستقبل وأساس التغيير.
واشتملت الندوة على ثلاث جلسات، الأولى بعنوان ( #الشباب و #الاستقلال و #النهضة: الطريق إلى المستقبل) تحدث فيها رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عمر الرزاز، وتمحورت الثانية حول الشباب والأحزاب والتنمية والمشاركة السياسية، فيما شهدت الجلسة الثالثة إطلاق مختبر سياسات المشاركة الشبابية التي صممت لتراعي حقيقة أن صنع السياسات لا يقتصر على الأدلة البحثية فقط، بل يجب أن توفر هذه المختبرات المساحة اللازمة للتعبير عن القيم، والتوجهات، والتجارب، والتصورات المتعلقة بمختلف الجهات المعنية واستثمارها بالشكل المناسب، إلى جانب اهتمامها بالأدلة البحثية بالطبع، حيث تسعى هذه المختبرات إلى استخلاص مجموعة واسعة من وجهات النظر لضمان مناقشة الخيارات والأفكار والتوصل إلى حلول لها.
وقال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، د. زيد عيادات، إن: “الثلاثية التي نتحدث عنها مترابطة فيما بينها؛ فالاستقلال قيمة قبل أي شيء، وهو فعل وعمل وبناء وصيرورة وحركة تاريخية، والشباب هم عماد الفعل ووعد المستقبل وهدف التحرر والنهوض، ومن هنا تتأتى أهمية استلهام جذور النهضة العربية وأن نعمل على بناء عقد اجتماعي جديد يعيد الأمة إلى ممارسة دورها الحضاري، باعتبارها قيمة لا تعلو عليها أي قيمة، فغياب الحرية وضعف المؤسسات هي أهم عوامل التراجع والزوال، مضيفاً أن نجاح الأمم يمر عبر بوابة الإرادة وإيلاء الأخلاق أولوية قصوى والقبول بالآخر ورسم هوية جامعة لا مفرقة، وتحرير الدين من سلطة النص والسلف وتحرير المرأة وتمكين الشباب.
من جهته، أكد رئيس الجامعة الأردنية، د. نذير عبيدات، على أن الوطن لا يبقى حياً فينا ما لم نعش قصته ونرويها كل ساعة، مؤكداً أن ربط ثلاثية الشباب والنهضة والمستقبل ببعضها “مهم جداً”، لافتاً إلى أن الشباب هم “المعول والمحرك لتحقيق أي تقدم وتطور وجمال، وعليهم المطالبة بحقوقهم والانخراط بالعمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي ويجب أن يكون لهم دور ريادي من خلال تطوير كفاءتهم على جميع الأصعدة”.
وبشأن الجلسة الأولى: “الشباب والاستقلال والنهضة: الطريق إلى المستقبل”، قال د. الرزاز : “إن الاستقلال حدث هام وحالة نعيشها ونراكمها يوماً بعد عبر الإنجازات التي تتحقق، معتبراً أهمية الاهتمام الملكي بالشباب وضرورة وجود دور لهم في تحديث المنظومة السياسية والرؤية الاقتصادية وتطوير القطاع العام، كما أكد على أن النهضة حالة نتطلع إليها وعلينا بلورتها بحيث يكون الإنسان مركزها .
وتابع:”من واجبنا إعطاء الشباب صلاحيات حقيقية وليست شكلية في مؤسساتهم والمراكز والجامعات التي ينتسبون إليها، فهم الأغصان اليانعة التي ترى الشمس وتقتنص نورها”، مؤكداً ضرورة التخلي عن فكرة أن الإصلاح الاقتصادي أهم من السياسي، والتخلي عن الخوف من التقدم للأمام بحجة المؤامرات التي تحاك بنا، والإيمان بأننا لم نصل لمرحلة التعددية السياسية التي تتيح لنا تداول السلطة.
أما بخصوص الجلسة الثانية، التي ناقشت أهمية مشاركة الشباب في الانتخابات البرلمانية والعملية السياسية ككل، فأكد عضو مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب، رائد العدوان، أن دعم الشباب لتحديث المنظومة السياسية والأحزاب مهم جداً، فبدونه لا يمكن أن نعبر المرحلة القادمة بشكل صحيح”، مشيراً إلى أن المخاوف من انخراط الشباب بالحياة الحزبية ليس له مبرر، فلا يمكن أن ندخل المئوية الثانية من عمر الدولة الأردنية بذات الأدوات والإرهاصات والمخاوف التي كانت في المئوية الأولى، ولذلك عليهم التفكير بجدية بملف الأحزاب ومناقشته والقيام بدور فاعل فيه.
فيما بين أمين عام وزارة التنمية السياسية والبرلمانية، د. علي الخوالدة، أن مشاركة الشباب السياسية والمدنية ليس لها علاقة بحصولهم على فرص وظيفية، إنما الهدف من هذه المشاركة ممارسة حقوقهم وواجباتهم وإيصال أصواتهم والمشاركة الفاعلة في المجتمع”، مؤكداً أن دورهم قادم لا محالة وهذا واضح في التركيز الملكي والحكومي على أهمية دعمهم وإعطاءهم كامل الحقوق.
وقالت ممثلة طلبة الجامعات الأردنية سماء القدومي: “الشباب قادر على التكيف مع جميع التغيرات، مستذكرة الدور الذي قاموا به خلال أزمة كوفيد 19 وكيف ابتكروا العديد من التطبيقات التي سهلت الحياة على المواطنين وخففت من وطأة الإغلاقات، مطالبة الشباب بمشاركة إنجازاتهم وتجاربهم الناجحة حتى تستفيد منها الأجيال القادمة.
وفي كلمة لشبكة شباب النهضة، اعتبر عيسى نشيوات أن معنى الاستقلال بالنسبة للشباب لم تتغير في أي مكان وأي مجتمع، فأينما كانوا ستكون إجابتهم عن الاستقلال واحدة لا تتغير: أن نملك هوية وطن ونقف على أرضه الصلبة أينما كنا، مسلحين بالعلم والمعرفة، نستطيع الاعتماد على أنفسنا ونملك قوت يومنا، مؤكداً أن مشاركة الشباب في الحياة المدنية والسياسية وعلى كل مافيها بات حاجة ملحة، فلا يمكن لهم الاستمرار في العيش في حاضر لا يشاركوا في تنفيذه أو مستقبل لن يشاركوا في تحضيره، فالشباب يريدون أن يكونوا على طاولة القرار وليس انتظار نتائجها كمتفرجين.
بدوره؛ تساءل الطالب في جامعة جرش، أسامة الضمور: “هل أعدت الهيئة المستقلة للانتخاب برامج توعوية وتوجيهية حقيقية لتحفيز مشاركة الشباب السياسية؟”، معتبراً أن قانون الأحزاب السياسية غير محفز لاستقطاب الشباب وحثهم على المشاركة السياسية.
بينما أكدت الطالبة في جامعة اليرموك، هنادي الطويل، أننا نريد التحرر من قيودنا المجتمعية وتحفير الشباب والشابات في المشاركة الحزبية وعمليات صنع القرار، لافتة إلى أن هناك مخاوف كبيرة أصبحت تصيب الشباب، وخصوصاً البطالة وقلة الفرص الوظيفية لذلك نجد أن “الهم الأكبر” للشباب إيجاد عمل، ومن ثم التفكير بالعمل السياسي.
وفي نهاية الجلسات؛ دارت حلقات نقاشية حول تحديات الشباب في السياسة والاقتصاد والثقافة، والانتخابات والأحزاب والمشاركة السياسية، والاستقلال والنهضة، حيث تم الخروج بتوصيات عديدة، تمثلت بـضرورة تفكير الشباب بأدوات مناسبة للتعبير عن أنفسهم وأفكارهم السياسية، والنهوض بالتعليم وتوجيه الجهود لتطوير الآليات المناسبة لتمكين الشباب.
كما أوصوا بأهمية تكاتف الجهود الحكومية والحقوقية والمدنية والإعلامية لتوفير بيئة حاضنة لتعزيز قيم الثقافة والفنون لديهم، وتطوير قدراتهم ومواهبهم الإبداعية للتعبير عن أنفسهم في مختلف المجالات السياسية والحزبية والاجتماعية، وغيرها.
يشار إلى أن برنامج السياسات سيكون بداية تعاون استراتيجي مع الجامعة الأردنية ممثلة بمركز الدراسات الاستراتيجية، للعمل مع الشباب والطلبة المهتمين بالعمل على سياسات عامة تتعلق بالمشاركة السياسية والمدنية للشباب، والذي تنفذه منظمة النهضة العربية (أرض) ضمن برنامج “جيل جديد”، والذي سيحاول العمل مع الشباب لتطوير أفكار جديدة ووضع نهج يسعى إلى تحسين اندماج الشباب بالعمل العام والمشاركة السياسية، وزيادة الوعي بالقضايا التي تواجه النساء والشباب وإيصال تصوراتهم وحلولهم حولها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى