الشاعر دريد جرادات في ديوانه الجديد “إليها تُشدُّ الرحال” راسما بانوراما إنسانية

#سواليف

بعد مجموعتين شعريتين هما ( #أسفار_القوافل ) و(وابتدأ الحلم طويلاً) الصادرتين عن (الآن ناشرون موزعون)، واصل الشاعر الدكتور #دريد_جرادات اشتغاله نصوصه النثرية بدأب وجهد عميقين، فقد صدر له حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، مجموعته الثالثة التي أسماها “إليها تُشذُّ الرحال” جاءت في زهاء 136 صفحة من القطع المتوسط، واحتوت على مجموعة النصوص النثرية من مثل :” اهلا بملهمتي، أيا مدللتي، عودة الدفء، مفاجأة، لأنك وحدك، مداواة جرح، إلى قلبها تشد الرحال، حرف يزهر عشقاً، القلب الأسير، السر الكبير، ظنون، خيام الرحيل، الأم العربية وغير ذلك من النصوص التي استطاع الشاعر يقف على محطات كثيرة مستبصرا الأشياء على مهل راسما للقارئ خيوطا بيانية تفضي إلى مساحات من العشق الإلهي وفضاءات تتجادل بفنية ولغة عالية البناء مع واقع مصاب بالشلل والعطب، شاعر يترك أيضا مساحات ومفاتيح للقارئ للتأويل لهذه النصوص المشبعة بالتراتيل بصوت الشاعر المنغمس والمشتبك مع واقعه المحيط، لغة عالية البناء ضمن فلسفة القول المؤثر في نفسية المتلقي، هذه اللغة السهلة المباشرة القريبة من القارئ والتي لا تحتمل التعقيد أو الإبهام.

يقول في نص بعنوان”دموع” التي أمعن فيها راسما لنا بانوراما إنسانية مع الحب:
كنت امسح الدمع …
عن أهداب عينيها بأطراف أصابعي
ألملم بقاياه المسكوبة على الوجنتين
وابقى جالساً قبالة الرمش
اتمعن بريق الثغر والعينين
اسمع بوحها
حتى يبلل الدمع مني الشفتين ..

ويواصل الشاعر د. جرادات زفرات قلبه المسكون بالانتظار وتفاصيل أسرار القلب وأمواج الشوق والحنين مع من أحب وهام بها قلبه المُعَنى.

نقتطف منها حيث يقول:
رباه …
ما زال هذا القلب مُذ خلقتَه اسير انتظار …
ما زال على العهد .. ما زال ينتظر الوعد ..
ما زال عصيّاً على الهجران … وعلى الصد …

ويذهب بنا الشاعر إلى نص( الأم العربية) فيقول:
أماه … غداً ستضع الحرب أوزارها ..
وسيحتفل القادة بنصر مزعوم ..
أما الجند …
فبعضهم … ستبقى جثته للغربان في ساحة الوغى ..
وبعضهم سيعود محمولاً على الأكتاف
بتوابيت الخشب ..
وسيبقى بين يديكِ اكليل الورد …
كبقية الأمهات …
يرتوي بالدمع …
كيف تضعيه على شاهدة القبر …
قبل الغسق ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى