اخصائي قهوة وأنف وأذن وحنجرة / عودة عياصرة

اخصائي قهوة وأنف وأذن وحنجرة
البارحه في كوفي شوب corner sport جلسنا على الطاوله فأتي شاب تظهر عليهِ كل علامات النجابه ، أخذ يوزّع الابتسامات ويرحّب بنا ، رأيت التفوق والذكاء يحومُ حوله ، أحضر لنا ما طلبناه وقلتُ لهُ ممازحاً : ( يسلمو حبيبي بس شكلك بهالزمانات كاين الأول على الصف لأنه انا عندي فوبيا من الأوائل ) فردَّ علي بلكنة الحكماء ( فعلاً كنت الأول على الصف وأنا الآن على مقاعد الدراسه طالب طب سنه ثانيه ) .

صعقني ذلك النادل الطبيب ثم صفعني على وجهي بتلك الجمله ، ذهبَ الى طاولةٍ أخرى وأخرى وأنا أحدّقُ بهِ كأنّني أرى سماعةَ طبيب يسمعُ بها نبض القلوب ويشخّص حالات الجلساء ، طبيبٌ مخضرم يتقنُ عملَ القهوه ليلاً وتلخيص محاضرة التشريح نهاراً .

بغض النظر أن العملَ شرفٌ وفخرٌ وعباده ، لكنَّ الطبقيّه في وطننا هي التي تلاعبت بالمسميّات ليصيرَ مصيرُ الطبيب محصوراً بينَ طاولةٍ في مقهى وحالةٍ مستعصيه في غرفة عنايةٍ مُركّزه .

يا دكتور نحنُ المزيّفونَ وأنتَ الحقيقه ، تعجرفَ عليكَ وطنك ولم يؤمن بتفوّقكَ وطموحك ، يا دكتور لو أتاك الى ذلك المقهى ابن وزير وعلم بقصتك لاعتقدَ بأنكَ تتسلّى ليس الا ، لا وربّي يا معالينا المُنتظر فالحاجةُ أبداً ليست هوايه .

مقالات ذات صلة

أيها الطبيب فنجانُ قهوتكَ الساده أكثرُ مراراً من غيره ، وكأنّ حبات القهوه شعرت مع عرّابها وآمنت بمركزه فأعلنت عصيانها للنكهه ، أيها الطبيب وفّقكَ الله فقد علّمتني درساً كبيراً في حياتي وهو أنَّ الطموح تؤامُ الهجره ، لا تستسلم يا حكيم وابتسم للزبائنِ في المقهى ، ستصيرُ تلكَ الليالي العصاميّه مجلّداً في الذاكره ترويها أنتَ بمحطةٍ تلفزيونيه لتباركَ لكَ هذا الانجاز مذيعةٌ شقراء وتختم الفقره باغنيةٍ وطنيه .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى