.يأس

[review]الأربعاء 28-7-2010

حتى الحيوانات الأليفة والداجنة باتت مصابة بالكسل والملل و«قلة الخواص»..

***

في السابق كان للحيوان الأليف مهمة يشكر ويكافأ عليها بسبب اجتهاده في محاربة اعداء الإنسان المتخفين والمتسللين..

مقالات ذات صلة

مثلا، معظم أمهاتنا كن يعتنين بالدجاج البلدي ليس لغايات البيض والتكاثر وحسب..وإنما للتخلص من العقارب والعناكب والحشرات الضارة التي تنسل إلينا من كل شق قريب..

كذلك القطط ، كنا نغض الطرف عن هفواتها والسطو على الطعام المكشوف او «منسفة الخبز» مقابل ان تبقى على أهبة الاستعداد اذا ما صادفت فأراً مارقاً أو لمحت جرذاً «غير مرخص«..

وكان مشهداً مألوفاً ان تضع الدجاجة «عقرب« في فمها وتمشي«غندره« من الحاكورة الى «خمّها» ..بينما نصف الدجاجات تلحقها بتباهٍ وزهو وأحيانا بقلوب لا تخلو من الحسد..حتى الديك كان يرمقني بنظرة اعتزاز ممزوجة بالمنّة ؛وكأنه يقول لي« شايف يابو حميد..مرتي اخت جاج.. ما بنخاف عليها»..ثم يلحقها ليكافئها على الشجاعة والإخلاص في العمل..

ولو كنت متعمقاً قليلاً بلغة الحيوان..لأقسمت لكم ..ان ثمّة «زغاريت» كانت تنطلق من الخم عند الغروب ، عندما تمسك احداهن «ابو السفايف/أم 44» وتشطره الى نصفين وتمسح بكرامته الأرض ..

حتى القط، لمجرد مرابطته – امام جُحر مريب- نصف نهار ، او محاولته الإمساك بفأر غرّ..كان يقترب مني ، ويحتك بساقيّ عاقفاً ذيله ملازماً حركته بالمواء وكأنه يقول : ((أي هاتلك شلن بدل هالركاض)) …

***

الآن تمر العناكب والعقارب من أمام الدجاج ومن بين أرجلها ولا تحرك ساكناً،بل أحياناً ترفع الدجاجة رجلاً وتبقي أخرى كي لا تزعج الحشرة أو تعيق حركتها ..كما يمر الجردون «قزدرة» من أمام القط..فيغمض الأخير عينه « ..بخلي حاله نايم»..

***

لا تفسير لسلوك حيواناتنا الأليفة والداجنة سوى واحد من اربعة احتمالات : اما انها ملت مهنتها،او قنطت من التغيير، أو باتت تستخسر بالإنسان تعبها، او انها "طبّعت" علاقتها مع عدوّها وريّحت رأسها…

ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى