السياسات العربية ودورها في قضية القدس / أزهر طوالبه

السياسات العربية ودورها في قضية القدس

الصِّدامُ قادم لا شكَّ فيه، والحربُ بين الخيرِ والشر ستندَلِعُ في أي يوم ، شئنا أم أبينا، فسُنَّة الكون التغيير وسُنّة الله أن ينتَصِر الخيرَ على الشر، وسنشّهَد مُواجهات لا يعلم نهايتها سوى الله، وما يقومُ به المُحاورون والمفاوضونَ ليس سوى تأخير الأمر المحّتوم، وما المُناوشات التي تدور بين الحين والأخر إلا شحّذاً للألسِنة والعقول .
فقد ابتلانا الله بفئات باغية ظالمة من انّفُسِنا، رأت في طريق الشر مغنماً ومكسب، وتمادت في عُدوانِها، واسّتباحَت لنفسها ما لم يُباحُ لها، واستبدَّت بالوطنِ والمواطن، فطغَت وبغَت، وروِّعَت الآمنين، ولم تجد لها مانع ولا رادع، واشتدَّ البلاء وعظُمَت المِحَن وضربَت الفوضى أطنابها، في ظل حكوماتٍ مُنهارة وقيادات لا تُقدِّم ولا تؤخر بل تقفُ متفرجة ، وكأنَّ ما يحدُث بالمريخ وليس بالقُدس ولا بالوطن العربي بشكلٍ عام ، فكل همِّهم بقاءهم على كراسيهم وما يحصُدونه من رزقٍ حرام ،وأصبحَ الناس يُبايعون فُلاناً وعلان على أساس فرق وعشائر وبدع جديدة ما كنا نعرفها وما أنزل الله بها من سلطان، وكأنَّ أباؤونا الأولون كانوا يعيشونَ في باطلٍ وجهالةٍ وظلال ، مع أنَّهُم هم المنقذون برأي الشخصي .
لقد تركوا الناس الروح وتعلّقوا بالمظاهر، وأصّبَحوا يَبيعونَ كلامَ الله ويشترونَ به جاهاً ومناصباً وثمناً قليلا ،
وانّتَقلوا إلى عبادة الأشخاص بدل عبادة رب الأشخاص ورب البيت الذي أطّعمنا من جوعٍ وأمننا من خوف، فصرنا إلى ما نحن فيه، ولقد وصل الأمر إلى نهايته، وأزفت الساعة، فانتظروا إنا لمُنّتَظرون وستحينُ لحظة الحسم ، هذه سنة الله في خلقه ولن تجدوا لسنة الله تبديلا .
فالقُدس ستُحرَّر تحقيقاً لوعد الله الصادق ، وبهمة أهل العهد المرابطون على أبوابها الراسمينَ للخُطط القتالية في ازقَّةِ القدس وأحياءها الضيقة بجغرافيتها والكبيرة بشهدائها ، والشاملة للحضارات بتاريخها العريق ، فخُطَطِهم هذه لا تمّلِكُ صواريخاً بالستيه ، ولا طائرات حربية ، ولا مدافعاً داتُ فوهةٍ كبيرة ، ولا أسلحةً نارية ، ولا حتى قنابلَ صوتيه ، بل كُلُّ ما يمّلِكونَهُ أسلحةً بسيطة ومُتواضِعة ، كالحجارة الصُوانية وعبوات المولوتف التي يضعونَ فيها حقدهم وكراهيتهم لبني صُهيون ، والسكاكينَ الحديدة التي تُظهر للعالم أنَّهُم رجالاً ولا يقبلون إلا بالمواجهة الحقيقية بعيداً عن الإختباء وراء الحواجِز ، فهذه الأسلحة البسيطة هي فخرٌ واعتزاز لهُم ؛ لأنها حققت لهم مطلباً دينياً عظيم وهو الشهادة في سبيل الله ، فنسأل الله أن ينصر شباب وشُياب فلسطين ، وأن لا يجعلهم في حاجة أصحاب المنابر والخُطب الرنانة البعيدة عن الأفعال .

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى