سواليف
وجه النائب السابق علي السنيد رسالة قاسية الى رئيس الوزراء الأردني الدكتور هاني الملقي اتهمه فيها بالتفريط بالسيادة الاردنية، وذلك على خلفية السماح للضابط الاسرائيلي الذي قتل مواطنين أردنيين بدم بارد بمغادرة الأردن مع وفد السفارة الأسرائيلية في عمان.
وتاليا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد رئيس الوزراء الأردني
الدكتور هاني الملقي
رسالتي اليك تخلو من تبادل السلام او القاء التحية لانني لم اطق مخاطبتك بالسلام بعد فعلتك الشنيعة بحق شعبك، و لقد ساءني والله ما أقدمت عليه حكومتك التي لا تظهر بطولاتها سوى على مواطنيها من التفريط بكرامة الأردنيين، والحاق المهانة بهذا الشعب المضمخ بالكبرياء وبمثل هذا الشكل الفادح ، وانت المؤتمن بحكم الموقع الدستوري الهام الذي تشغله على السيادة فتسهل مهمة خروج قاتل أردنيين اثنين من الأردن لمجرد انه صهيوني، وتؤمن له وصوله الى الكيان المغتصب دون ادنى مراعاة لمشاعر اسر الضحايا من الأردنيين او احترام لأبناء شعبك المجروح على خلفية هذه الجريمة النكراء، واذا كانت التحقيقات الأولية قد حكمت بأن اطلاق النار على الحدث الأردني المغدور محمد الجواودة كان على خلفية مشاجرة كان هو المبادر بها فهل يحق لأي طرف في مشاجرة – تندلع العشرات منها يوميا في الاردن- ان يقدم على قتل الطرف الاخر وينجو من العقاب بموجب القوانين الأردنية. وماذا عن الطبيب الأردني الذي قضى بسبب رصاص الضابط الإسرائيلي الذي ملآ المكان فهل ليس له في القوانين الأردنية أي حق. وهل يضيع دمه ويذهب هدرا هكذا بلا أي ثمن، واذا كانت هنالك صفقة في الموضوع فهل تدار الصفقات على حساب دماء الابرياء.
أي سوء الحقته بشعبك يا رئيس الوزراء وكيف تماديت في إهانة الأردنيين وقدمت معاملة خاصة لقاتل اثنين من مواطنيك لانه صهيوني، ولأن نتياهو وعد هذا القاتل وعبر الاعلام العبري بأنه سيعيده سالما غانما الى الصهاينة متحديا سيادة الدولة الاردنية ، وها هو قد وفى بوعده فعلا وفي غضون اقل من يومين. واسألك هل لو كان القاتل اردنيا في سفارتنا لدى الكيان الصهيوني فهل سيسمح نتنياهو بعودته دون اخضاعه للقوانيين الإسرائيلية!!!! او دون ان يتم تصفيته فورا.
وحسبك يا رئيس الوزراء الأردني انك أجريت مقارنة بينك وبين رئيس الوزراء الصهيوني في فهم كل منكما لكيف تكون الدول عزيزة. وقد الحقت إهانة بالغة بكل اردني، وفرطت بكرامة الأردنيين، ولم تقم بواجبك وبمسؤولياتك الدستورية، ولم تصن السيادة ، ونحن مصدومون مما حدث، والشعب الأردني في حالة ذهول من هول ما وقع، ومن شدة الانبطاح للعدو الصهيوني من قبل حكومتك. ومن سرعة انكسار ارادتنا الوطنية. ومن الاستهانة بدماء الأردنيين وكسر القوانيين الأردنية إرضاء لرئيس وزراء العدو ، وكي يفي بوعده لاحد القتلة من مواطنيه.
وانا أؤكد لك يا رئيس الوزراء ان هذه الحادثة المؤلمة ستؤسس لهوة غائرة في الذات الوطنية الأردنية وان حجم المهانة التي يتجرعها الأردنيون اليوم بسبب هذه الحادثة ستفجر في الأجيال القادمة المشاعر السوداء الكثيفة، وسيكون لها حضورها المدمر في المستقبل القريب.
وانا اجزم انك ارخصت كرامة شعبك، وكنت تستطيع ان تحمي سيادة الدولة وقوانينها وانت الممثل الاول للولاية العامة فيها، ولكنك أحدثت جرحا غائرا في قلوب الأردنيين واصبت شعبك في مقتل وهو الذي بدلا من الانتصار لدماء أبنائه تسهل مهمة خروج قاتلهم الصهيوني دون ان تطاله يد العدالة تلك التي انت المؤتمن الأول على تنفيذها.
وانا ادعوك صادقا الى الخروج من المشهد الوطني فلا اعتقد ان رئيسا للوزراء قبلك قبل على نفسه مثل هذا التساقط فاخرج من حياتنا السياسية فلقد كنت المثل الاسوء في فهمك للسيادة على مدار عمر الحكومات الأردنية.
25/7/2017