السنوار يتحدى: (سنهشمهم)
لم يمل الحديث عن المقاومة طوال فترة اللقاء التي استمرت لأكثر من أربع ساعات، فبين كل موضوع وموضوع كان يحيى السنوار يعود الحديث عن المقاومة وعن قدراتها، حتى ظننت أن المقاومة هي بسطة الدرج التي يلتقط عليها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أنفاسه، وهو يصعد درجات العمل السياسي الفلسطيني المثقل بالهموم اليومية.
تحدث السنوار عن المشروع الوطني الفلسطيني، وما لحق به من تشويه ظالم، فقال:؟
رؤيتنا للمشروع الوطني الفلسطيني تقوم على جمع شمل كل القوى والقيادات والتنظيمات والكفاءات والطاقات والقدرات الفلسطينية على قلب رجل واحد، لنعمل معاً من أجل التحرير والعودة، ونحن جاهزون لنمد يد العون والمساعدة لكل فلسطيني يريد العمل معنا من أجل التحرير والعودة، لذلك كان التوافق الشديد بيننا وبين حركة الجهاد الإسلامي، والعديد من حركات المقاومة، ومن هنا كانت التفاهمات مع التيار الإصلاحي الذي يقوده محمد دحلان، وأضاف: هكذا هم يسمون أنفسهم، وأنا أفضل أن أنادي الأشخاص والتنظيمات بأسمائهم التي يعرفون فيها أنفسهم، ولمزيد من التأكيد، فإننا في حركة حماس لا نفكر في استخدام دحلان لمرة واحدة، ولا نوظفه مطية لنعبر من خلاله المرحلة، بل نفكر جدياً بالشراكة معه، وأبوابنا مفتوحة للشراكة مع محمود عباس أيضاً، ولكن ليس وفق الطريقة القديمة للمصالحة، ولذلك لم نعترض على وجود مجموعات مسلحة لمحمد دحلان في قطاع غزة، طالما كان الهدف مقاتلة المحتلين الصهاينة.
وكي نؤكد حرصنا على الوحدة الوطنية في إطارها المقاوم، طرحنا فكرة تشكيل جيش التحرير الفلسطيني، ليضم في أحشائه كل القوى والتنظيمات والكفاءات الوطنية الفلسطينية، ونحن مستعدون لتقديم يد العون لكل فلسطيني يرغب في مقاتلة المحتلين.
ثم تحدث السنوار عن الحاضنة الشعبية وأهميتها، وجهد حركة حماس مع مصر من أجل تخفيف الحصار، وأكد على حدوث تحول استراتيجي في الموقف المصري تجاه حماس، وأن المصريين جادون في تخفيف الحصار، وقد تحدثنا معهم عن 100 ألف خريج جامعي بلا عمل، وعن 200 ألف عاطل عن العمل، وأثر ذلك على حياة الناس في غزة، وأشار إلى أن التضييق على حياة الناس يهدف إلى تحريض الشعب ضد المقاومة، ومن هنا جاءت قرارات عباس الأخيرة بناءً على تقارير أمنية، تؤكد بأن الشعب الفلسطيني في غزة سيخرج ضد حركة حماس، وهنا أؤكد، أن حركة حماس لن تسمح بذلك، ففي اللحظة التي سيخرج فيها أول متظاهر ضد حماس، سنحرق المنطقة، ونرد السهام إلى نحورهم، فأنا أتحمل غضب الناس على حماس، وأتحمل شتيمتهم ضدي شخصياً، ولكننا لن نسمح بأن تمر المؤامرة على المقاومة التي بذلنا من أجلها دماءنا وأرواحنا، نحن لم ننفق مئات ملايين الدولارات من الدولارات على التجهيز والإعداد من أجل الدفاع عن غزة، قدمنا الأرواح وأنفقنا مئات الملايين من أجل التحرير والعودة، من أجل القدس، ولكن إذا فرض علينا القتال، فإننا جاهزون لاتخاذ القرار بالحرب، ولن نتردد، وعدونا يعرف ذلك، وقد تكون التقارير الإعلامية الإسرائيلية التي تتحدث عن قدراتنا القتالية دقيقة إلى حد ما، ولا نخشى حين نقول: نحن أقمنا مدناً للمقاومة تحت الأرض، ولم نقم مدينة واحدة.
وأضاف السنوار: قلت لمحمد دحلان: سلاح المقاومة جاهز لدعم أي مشروع سياسي يخدم أهدافنا الوطنية، ولكننا ضد الخنوع والخضوع، والحديث بمسكنة عن ضعفنا، وهزالنا، نحن أقوياء، ولدى الشعب الفلسطيني مقاومة قادرة على ردع الإسرائيليين، وإجباره على الاستجابة لمطالبنا السياسية، لقد حقننا توازن الردع، وإذا ارتكب عدونا أي حماقة، سيتفاجأ بقدراتنا القتالية، التي تضاعفت عشرات المرات منذ عام 2014، سنهشم الإسرائيليين، سنهشمهم!!
تحدث السنوار في اللقاء عن أضرار الانقسام، وعن استعداد حماس لحل اللجنة الإدارية في غضون أربع وعشرين ساعة، ولكن، من يضمن لنا قيام الحكومة بواجباتها؟
ويبقى السؤال الأهم: كيف نعيد للقضية الفلسطينية حضورها الواعي في العقل والوجدان العربي؟ وكيف نقف مع القدس، وأهلها، وهم يدافعون عن مقدساتنا الإسلامية؟ وكيف نعانق الضفة الغربية في حربها المفتوحة ضد الاستيطان والعدوان؟ ولا سبيل لذلك كله إلا بالشراكة، الشراكة الحقيقية، ونحن جاهزون لأي شراكة تستند على وثيقة الوفاق الوطني.