السلّم والحية / رائد عبدالرحمن حجازي

السلّم والحية
لعبة من ذكريات طفولتي كِدتُ أنساها , كُنا نلعبها بكثرة في فصل الشتاء أنا وأخي , لُعبة سهلة لا تحتاج إلا لبعض الحظ فإن وصل حجرك لأسفل السلم إرتفع بك السلم لنهايته لتقترب من الفوز , ولكن غالباً ما كانت تطول هذه اللعبة والسبب بسيط وهو وجود الأفاعي التي غالباً ما كانت تتربص بنا وخصوصاً بالقرب من أعالي السلالم .

هذه اللعبة بعدما كانت حِكراً على الصغار أصبحت من تخصص الكِبار , وبعدما كان موسمها في فصل الشتاء أصبحت على مدار السنة , وبعدما كأن الهدف منها التسلية وقضاء الوقت , أصبحت للقتل وسفك الدماء .

للأسف لعبة السلم والحية أصبحت تتصدر المشهد يومياً على الفضائيات , فما أن نسمع أو نشاهد البعض يُحاصر هنا أو هناك إلا ويتبع ذلك فك لهذا الحصار . أو إستيلاء هذا الطرف على مكان إلا ويتبعه الطرد على يد طرف أخر من نفس المكان , وهكذا دونما ينحسم الأمر لأي طرف من أطراف هذه اللعبة .

قد تكون لعبتنا قديما لا تحتاج لجهد وتفكير , فقط ما كُنا نقوم به هو رمي أحجار النرد وتحريك القطعة بعدد مجموع أرقام حجري النرد . أما لُعبة السلم والحية اليوم فهي تحتاج لكثير من البراعة والتخطيط والدهاء والمكر, مثلاً لا بد لرامي حجري النرد أن يكون ماهراً في الرمي لكي يحصل على العدد المطلوب للحركات , لكي يتسنى للقطعة المتنقلة على الرقعة أن تتحالف مع قاع السلم هنا ومع رأس الأفعى هناك .
للأسف لعبة أصبحت واسعة الإنتشار وخصوصاً في وطننا العربي بسلالم وأفاعي عربية ورامي الأحجار ليس عربياً . ليفوز الرامي ويخسر الدم العربي .

مقالات ذات صلة

نسيت أن أخبركم بأن هذه اللعبة يمكن لعبها بلاعب واحد فقط .
رائد عبدالرحمن حجازي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى