السلط والجاردنز … بات الإنسان أرخص ما نملك !
يقول المثل الشعبي “الشاطر الي يتعلم من کيسه”,هذا المثل يتحدث عن محتوی الکيس عندما يکون من المال علی سبيل المثال لا الحصر ,لکن عندما يکون محتوی الکيس أرواح تزهق علی مذبح الشفاء المأمول أعتقد أن التکلفة مرتفعة لأبعد ما يوجع ,والضريبة التي بات يدفعها الشعب باتت باهظة حدّ الألم .
أربعة شهور تفصل فاجعة #مستشفی #السلط عما حدث في مستشفی #الجاردنز ليلة البارحة ,فحادثة السلط کانت نفاذ مادة الأکسجين ,وليلة الجاردنز السوداء إن صح التعبير انقطاع التيار الکهرباٸي ,والمخجل أکثر في عصر الديجاتل تحدث هذه الحادثات ,في وقت أحرج ما يکون هو الجاهزية القصوی في جاٸحة کورونا سواء التقليدي أوالمتحول ,کيف لا ونحن علی المحك في عداد الإصابات والمٶشر الوباٸي غير المسيطر عليه لا محليا ولا عالمياّ باضطراب متزايد.
عندما يکون الشهيق والزفير أٓمانة في عنق وزارة الصحة بکل مستويات کوادرها ويتم بعثرة هذه الأمانة ودحرجة تلك الأرواح علی سلم الإهمال واللامبالاة وعدم تحمل المسٶولية الإدبية علی أقل تقدير ,تصبح الظاهرة حالة مزرية ترتدي عباءة الخوف والرعب وصولجان اللانهاية للأخطاء المتوقعة والمحتملة والممکنة .
عندما تتکرر مثل هذه الحوادث في أي بلدٍ ما ,لا بد من مراجعة سريعة وشاملة ووضع الخطط البديلة لمجابهة هکذا حوادث ,ومحاسبة کل أطراف القضية وحسب موقع المسٶولية وليس محاولة تقليص أعداد لاٸحة الاتهام کصاحب کيس الزبيب الذي تبول عليه وعندما جاع عاد له ,وأخذ يرميها واحدة تلو الأخری بحجة أن البول وصل إليها ,وعندما وصل للحفنة الأخيرة قال إلا هذه لم يصبها البول والتهمها .
أخطاء بالجملة وعثرات بالعشرات ,والتعاطي معها يتبع نهج تبريد الأزمة علی نار هادٸة ثم سکبها في إناء من الثلج وتجميد کل أوصالها بصولجانات ;”النفوذ الماليٕ, الواسطة ,المحسوبية الخ”,وکما يقال “التاريخ يعيد نفسه علی من لا يقرأ التاريخ جيداً “.
طاقم من الادعاء العام للتحقيق في قضية الجاردنز علماً أن الشارع هو أولی من يصدر أحکامه علی المتسببين والمتخاذلين ,فلماذا عندما کان مستشفی الجاردنز خاصاً لم تحدث مثل هذه القضايا ,لکنها اليوم تحدث ربما بقصد رسالة واضحة أن الحکومة أينما حلت حل الفساد والدمار والاستهتار ?.
لقد صدق بوح الشاعر الذي قال :
ما کل ما يتمنی المرء يدرکه
رب امریءٍ حتفه فٸما تمناه
أبرياء السلط التسعة ,وکذلك أبرياة الجاردنز الاثنان ذهبوا من تحت دلف المرض لينتهي بهم المطاف تحت مزراب الإهمال والموت والتسيب المقصود وغير المقصود ,لقد باتت أخطاٶنا تتعدی المال والإدارات الفاسدة حتی باتت تفتك بالأرواح ,وليست أية أرواح ,فهي أرواح بريٸة استجارت من رمضاء المرض بلهيب الموت والفناء .
الإنسان أرخص ما نملك بات شعاراً لمرحلة أقل ما يقال عنها مخيفة وأکثر ما يقال عنها مرعبة بامتياز !.