
السعادة ليست شخصاً
شادن صالح
ما من أم في مجتمعاتنا الشرقية إلا وترى أن ‘ سترة ‘ البنت وسعادتها لا يتحقق إلا بزواجها وأن تراها في بيت ‘ عدلها ‘…. وكأن الفتاة الغير متزوجة ليست مستورة او سعيدة أو حتى حققت أي نجاح…
وكوني أملك أمهات كثر غير أمي الحقيقية.. وكل واحدة منهن تتمنى أن تراني مستورة وسعيدة فهن دائماً ما يقدمن لي العروض المغرية من العرسان ‘ بحسب وجهة نظرهن طبعاً ‘… .. فلك أن تتخيل حجم معاناة إيجاد اسباب منطقية وغير منطقية ل ‘ تطفيش ‘ العرسان… وذلك ليس رفضاً للمبدأ وإنما لأنني أملك تجربة سابقة فاشلة في الزواج.. وهذا الفشل لا يعيب أي فتاة على وجه الأرض كونها ستتحول في نظر المجتمع الى ‘ مطلقة ‘ أو ‘ عانس ‘ بحسب مسمياتهم طبعاً ويعتبرونه انتقاصاً لآدميتها…
أنا لست ضد الرجل ولم أكن يوماً كذلك بل على العكس أؤمن بأن علاقة الرجل بالمرأة هي علاقة تكاملية ولا يطغى أحدهما على الاخر.. لأي سبب كان… أما أن يكون وجود الرجل هو سببا في عودتها للوراء وقمعها وتحولها الى خادمة بالمجان فهذا مرفوض جملة وتفصيلاً… ..
لنا ان نعي حجم النجاح الذي قد تحققه المرأة بمفردها لكن هل لك أن تتخيل مقدار النجاح المضاعف الذي قد تحققه بوجود شريكها داعما ًومسانداً لها؟ ..
قد آن الأوان لأن نبتعد تماماً أن سترة أو نجاح أو سعادة المرأة هو عريس…. إن أتى من يكمل دربه معها ومحققاً لسعادتعا وذاتها فيا ‘ أهلا وسهلاً ‘.. وإن لم يكن هذا الشخص متواجداً فكل أبواب الحياة مفتوحة لك إن كنت بمفردك وستحققين ما لا يقوى على تحقيقه الرجال وحينها فقط سيؤمن كل من هو حولك ان المطلقة او العزباء هي ليست عبئاً على احد بل المعاقون في تفكيرهم هم العبء على هذه البشرية جمعاء