السعادة الموسمية / وفاء الشلول

السعادة الموسمية
تقديم : ماجدة يني هاني….

واحدة من التجارب الجميلة هي متابعة إبداع الطالبات في المرحلة الثانوية ، لتكتشف أن ثمة موهبة أدبية تشرئب لترى النور ، في عمر الزهور ، في ذكاء وأدب رائعين …وكنت قد وعدت بأن أنشر لها مقالة ، هنا على سواليف منبر الأدباء والنخبة …
وها أنا يا وفاء وبكل فخري واعتزازي أقدم مقالتك الأولى ، كما هي …وكما طلبتي ..ولكن على وعد أن تنشري الجزء الثاني منها قريبا بنفسك وبروحك ….وتحت اسم وفاء يوسف الشلول.

السعادة الموسمية…
يقال أن الصمت هو السكوت عن بحور من الكلمات، وها هو يحط رحاله لدينا جراء ألم نعيشه ، يخيم كما يغلف الشجرة الاصفرار …فيكون إنذارا باقتراب موتها…
والصمت قد يخفي كثيرا من الأسرار ، وأحيانا قد يكون احتجاجا على الطرف الأخر ، حين تكتشف أن لا تواصل ولا تفاهم …فتتفاجأ بالعجز عن الرد وتتبعثر الثقة بالنفس …
عندما تصمت الفتاة ، إعلم أن هذا الصمت هدوء ما قبل العاصفة ، والعاصفة تولد إبداعا، يكسر حواجز الصمت وقوانيه للوصول إلى النجاح ..بل هو النجاح بحد ذاته …
عندما كنا صغارا ..كانت قلوبنا بيضاء لا تحمل شيئا من حقد ، وكانت أصفى من نهر يجري على الفضة ، وأنقى من صوت ناي في ليلة ربيعية دافئة ، كنا نملك ما لو عرفه أصحاب الشركات والأموال الطائلة لنازعونا عليه … ال س ع ا د ة …
السعادة التي لو تحولت لمطر لأغرقت العالم ، كانت ترافقنا أينما نذهب ، وننشرها بضحكاتنا الجريئة ، كان أكبر حلم لنا بناء بيت من الحلوى، تقل فرحتنا ، عندما تقول أمي : لا تكثروا من أكل الحلوى . ..كيف لها أن تعلم أنها أحلامنا مصنوعة من الحلوى !!
وكيف لصغار مثلنا أن نفهم ماذا تقصد الأم وكيف تخشى على صحتنا !!
كنا نرسم أحلامنا بأدق التفاصيل ، ونظن عندما نكبر ستتحقق أحلامنا ، بيت واسع ، وسيارة فخمة ، لونها أحمر ….أتمنى لو يسرع بي الزمن فأحقق أحلامي وأركب سيارتي الحمراء وأجوب بها بلدان العالم …
كنا نصعد سلم الأحلام منطلقين ، محلقين بأجنحة الخيال، ونظن أنها قوية …فنرتفع إلى أعلى ….إلى أن كبرنا …وارتطمنا بحائط قوي يسمى – الواقع-
والذي كنت أجهل معناه ! والجميع يعلم أننا كلما ارتفعنا إلى أعلى كان سقوطنا أقوى ، وأشد إيلاما ، وكيف لفتاة عمرها أربعة عشر عاما أن تتحمل هذا الوجع !!
لقد صرت في السابعة عشر …انتهى عالم تصورته كاملا ، وتحطمت أحلامه وطارت مع نسائم الخريف الباردة ، وبدأت مرحلة يلفها الغموض ، ويوشحها بسواد المجهول …ثم يعود الصمت إلى مكان يقال له قلبها …ويصير الصمت سيد الموقف…..
وللحديث بقية ……….

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

‫2 تعليقات

  1. ما شاء الله 🙈 الله يقويكي وينفع فيكي اهلك
    وان شاء الله بالمعدل العالي بالتوجيهي الي يفرحك ويفرح اهلك

  2. بارك الله فيكي يا خالتو احساس رائع بالكلمات 😍 وشعرت انني امام اديبه كبيره واتمنى ان اقرا لكي مقالات اكير
    بالتوفيق 😍

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى