السخرية
د. عبدالله البركات
السخرية بالآخرين من اكبر الذنوب وربما هي من الكبائر وهي من سمات المجتمعات المتخلفة ولذلك تكثر في هذه المجتمعات الالقاب المسيئة . وآثارها مدمرة للفرد وبالتالي للمجتمع. وقد يقوم بها الناس بقصد التسلية متجاهلين اثرها التدميري على الطفل والشباب والكبير والذكر والانثى وقد تكون السخرية من الصفات الجسمية او الملابس او الحركات او الاعاقات. وقد قال الله تعالى
(ويل لكل همزة لمزة ) ١ اللمزة
وقد تكون السخرية حضورياً او غيابياً.
والسخرية اسلوب معروف في الحرب النفسية. وقد استعملها الكفار منذ القدم. لذلك قال الله تعالى حكاية عن سيدنا نوح
وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ ۖ إِنِّي إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ (31) هود
وكان هذا شأن الكفار مع كل الانبياء فاتهموهم بالسحر والجنون والكذب. الا ان السخرية بلغت مبلغها على يد كفار قريش في حربهم النفسية على النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ولست بحاجة ان استعرض اشكالها وألوانها ومعاناة النبي منها الا انه استوقفتني السخرية المبطنة في قولهم كما يرويه القران : (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ) ٣١ الزخرف.
وقد تكون السخرية بالقول والاشارة والرسم والغمز.
فلنحذر من هذه السمة المرذولة ولنحفظ ألسنتنا من سمومها