
.. أيها السادة ، أحدثكم اليوم عن فنجان السادة .. و كلنا نعرفه .. نعرفه بشكله التقليدي ، قبل أن يصبح ” مسخا ” من البلاستيك .. و يلقى مصيره في سلة المهملات .. فقد عرفناه يملأ اليد .. من الخزف .. تزينه خطوط أو نقوش ..
هذا الفنجان بعكس شقيقه .. فنجان القهوة الحلوة .. يشكل جزءا من تقاليدنا و تراثنا
و هو يحوي ” صبة” القهوة السادة .. أي التي لا يداخلها السكر .. و الفنجان قنوع لا يحوي إلا القليل .. فهو غير مترع !!
فنجان السادة – حضرات السيدات و السادة – له حضور في مناسبات الفرح و الحزن – لا أراكم الله حزنا .. و له وقاره و جلاله ..
إذ يكون مترافقا مع عبارات الترحاب .. و قد قيل فيه الكثير .. و ذكروا أنواعه
واحد للضيف .. و واحد للهيف .. و واحد للسيف .. و تكفي هزة الفنجان .. للتعبير
عن الاكتفاء ..
هذا الفنجان حاضر في طلب الشيخ أو كبير القوم أو الوجيه . . للموافقة على خطبة أو زواج .. أو سعي بالصلح .. حيث
يوضع الفنجان و يبقى رهن الإشارة :
اشربوا قهوتكو .. مما يعني الموافقة
الطلب ..
هذا الفنجان أصبح رمزا .. و ايعازا لحلحلة الأمور .. و إتمام الطلب .. فإذا تم شرب
الفنجان .. فكأنما تصاعد الدخان الأبيض
الذي يبشر بالاتفاق ..
لله درك ايها الفنجان .. بك و بالكرام تحل
أصعب المشكلات .. و تتحقق أغلى الطلبات
… و لكن أيها الفنجان .. أبو القهوة السادة ،
لا تجعل مرارتك مرارة بيد بعض الناس
حينما تضيع بك الحقوق .. فرفقا بأيتام و أرامل .. و أطفال سقتهم الأقدار مرارة
الحياة .. فلا تكن عنوان التنازل عن حقهم
و تتركهم ، بعد انفضاض المجلس ، يكابدون
وحيدين مصيبتهم ..
كن ايها الفنجان .. نصيرا للحق .. داعيا
للتسامح .. و لكل الأخيار .. لكم من قلبي
ألف تحية .. خذوا قلبي ..
و اشربو قهوتكو ..