سواليف
يبدو أن المجرمين والسفاحين لديهم طريقة “مذهلة” في إبراز إجرامهم بصرف النظر عن هول فظاعاتهم وما ارتكبته أيديهم، وعن كمية الدماء التي سالت برصاص أسلحتهم.
ومن بين هؤلاء السفاحين والمجرمين القتلةسفاح كرايست تشيرتش في نيوزيلندا برينتون تارانت.
الغريب في أمر سفاح كرايست تشيرتش أنه أراد أن يعرف عدد ضحاياه بعدما هاجم مسجدا ومركزا إسلاميا في المدينة، في مارس الماضي، وخلف 51 قتيلا و49 جريحا.
فبعد القبض عليه مباشرة ظل تارانت، الأسترالي البالغ من العمر 28 عاما، يسأل وبشكل متكرر “كم شخصا قتلت؟” و”كم كانت نتيجة ذلك (الهجوم)؟”على الرغم من أنه ذكر في المحكمة لاحقا بأنه “غير مذنب” بجميع التهم الموجهة إليه، بحسب ما ذكرت صحيفة “الأسترالي”.
وأشارت تقارير إلى أن تارانت كان “مشوشا” وفي حالة “ذهول” عندما تم القبض عليه، ولكن بعد أن اتضحت الأمور عنده، كان مهتما فقط بعدد القتلى الذين سقطوا ضحية “إرهابه”.
ولم يجب عناصر الشرطة على أسئلة تارانت المتكررة هذه، لكن يعتقد أنهم أضافوا تلك الأسئلة إلى أقواله، والتي ستكون جزءا من قضية الادعاء ضده، وفقا لما ذكرته صحيفة الديلي ميل البريطانية.
الجدير بالذكر أن تارانت، الأسترالي الذي يؤمن بتفوق العرق الأبيض، يقبع حاليا في سجن يخضع لأقصى درجات الأمن في أوكلاند بانتظار المحاكمة بتهمة قتل 51 من المصلين المسلمين في أسوأ حادث إطلاق نار جماعي في تاريخ نيوزيلندا الحديث.
وكانت تارانت قام، في 15 مارس، باقتحام مسجد النور ومركز لينوود الإسلامي قبل أن يطلق النار ويقتل أكثر من 50 من المصلين وجرح 49 آخرين.
كما قام ببث المذبحة بأكملها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وخلال جلسة الاستماع الأولية في المحكمة، أنكر تارانت 51 تهمة قتل و40 محاولة قتل وجريمة إرهابية واحدة لدوره في إطلاق النار في 15 مارس، وهي مجموع التهم التي وجهت له.
وستكون تهمة الإرهاب ضده أول محاكمة من نوعها في نيوزيلندا، ويقول بعض الخبراء القانونيين إنها قد تؤدي إلى محاكمة معقدة، من المقرر إجراؤها في مايو المقبل، ولكن هناك تكهنات حول إمكانية تغيير موعدها.
وخلال جلسة استماع في أغسطس، طلب محامو تارانت نقل مكان المحاكمة إلى أوكلاند، حيث يحتجز في سجن مشدد الحراسة، حسبما أفادت الإذاعة النيوزيلندية “آر إن زد”.
ويخطط القاضي كاميرون ماندر لسماع حجج تغيير المكان خلال الجلسة التالية المقررة في الثالث من أكتوبر المقبل.
وكانت المحكمة استمعت إلى أن تقييمات الصحة العقلية بالمتهم، قد وجدت أن تارانت مناسب للمحاكمة، وأنه ‘لا يعاني من أي مشكلة فيما يتعلق بمدى اللياقة لدى المدعى عليه، ومحاكمته”.