الزوجة …. والمرأة …. والصاحبة
دائماًً دستورنا القرآن الكريم وما جاء فيه القرآن الكريم هو مرجعنا الأول والأخير، ومن خلال قراءة القرآن توقفت عند الزوجة والمرأة والصاحبة وبعد البحث عنهم أردت أن اشرح عنهم قليلاً وأبين الفرق بينهم.
الزوجة : هي الزوجة التي يكون بينها وبين زوجها توافق تام بالأفكار والدين والمودة وأمور كثيرة متعلقة بالعلاقة الزوجية لتستمر بنجاح، بدلالة الآية : قال تعالى : “وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ”. (البقرة: 35) ، من مفهوم الوصف كما جاء في الآية أنها زوجة آدم وليس إمرته وهناك آيات كثيرة على هذا الوصف، طَّبَّعَاً لا ننسى زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام.
أما المرآة : فهي عكس الزوجة لا يكون بينها وبين زوجها أي توافق ديني أو اجتماعي وأمور كثيرة من هذا القبيل ، قال تعالى : “امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا” (التحريم : 10) ، وواضح من سياق الآية انه تم وصف امرأة نوح وامرأة لوط وليس زوجة نوح و زوجة لوط ، لم يكونوا على توافق مع أزواجهم بل كانتا مخالفين لهم في العقيدة، طَّبَّعَاً امرأة أبي لهب لم تكن بمثابة الزوجة بل كانت امرأته .
أما الصاحبة : فهي التي تكون معه في يوم القيامة وتنقطع العلاقة بينهما تماماً فتصبح الصاحبة ، قال تعالى : “يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ”. (عبس : 34-36) . وهذا الوصف ليوم القيامة كما هو واضح ومفهوم يفر المرء من صاحبته وبنيه، وفي هذا اليوم لم يكن بينهم أي توافق جسدي أو فكري كما كان في الحياة الدنيا ففي هذه الحالة تصبح صاحبة حتى ولو كانت زوجة في الدنيا ، والله اعلم.