#الزوجة #المخدوعة
سهير فهد جرادات
كانت ( المالكة ) تعيش في أمان وسلام في بيتها الذي تركه لها والدها الذي ورثه عن والده وأجداده ، #منزل #جميل (سيّاح نيّاح )تحيط به #ارض #واسعة تنتج احتياجها من القمح والخضار والفواكة فهي بمثابة (سلة الخضار والفواكة )لها وللمنطقة المحيطة والجيران والاحبة ، ويحتوي منزلها على بئر #ماء يكفيها ويسد حاجتها ، وكانت تخصص جزءا من ارض الدار لرعي الأغنام وحظائر للدواب ..اي انها كانت تعيش في حالة اكتفاء ذاتي.
امتازت حياتها بالهدوء الى ان جاءها ( زائر ) وبدأ يفكر بالاستقرار بعد ان كانت نيته ( العبور ) فقط ، الا انه بعد أن فشلت اطماعه قرر البقاء والارتباط بصاحبة البيت فهي مطمْع له ( خاصة انه غريب دِيَار ) وخرج من بلده لعدم أهميته وللخلاص منه ، وإفساح المجال له للحصول على فرصة وفي أي بقعة بعيدة عنهم ..
وبدأت الواسطات والضغط علي (سيدة الدار) التي رفضت الارتباط به ، وعقدت (مؤتمرا) دعت اليه الاهل والجيران والاحبة لدعمها في رفضها ، الا انه كان هناك اختلاف في الآراء وبعد أن تعرضت للضغط والزن من بعض (الخَونة) الذين اقنعوها بإبرام ( العقد ) للارتباط، وافقت على الارتباط الذي وضع له ميثاق خاص بأن لا تُمس حقوقها في المنزل ، وأشترطت أن يكون ( أمام الناس ) هو الزوج ، لكن (إدارة وحُكم )المنزل مشترك .
وُقع ( العقد )، ومرّت السنون وصاحبة الدار تشعر بأن من ترتبط معه بعقد شرعي بدأ ( يَنقض ) بنود الاتفاقية ، وكانت تشعر بتصرفاته المشبوهة سواء مع الجيران او مع الاهل والمعارف ، وبدأت تشعر بالتغير في تنفيذ الاتفاق حيث أصبح هناك تفرد في القرارات ، وتلحظ فقدان الكثير من ( موجودات ) المنزل ، وتجد هذه المفقودات تباع في سوق الجمعة أوالجملة ، وتغض الطرف من باب انها بنت أصول وتريد ان تحافظ على المنزل من الضياع ، واحتراما لكلمتها التي وردت في نص العقد ..
وبدأ الماء ينفد والمواشي تنفق ووصل به الأمر الى ان منعها من زراعة القمح بحجة أنها سبب نقص الماء ، وأقنعها بشراء القمح من الأصدقاء الحلفاء ، وانه يحتاج الى المال ، وتزوده هي بالمال كونها ( المالكة )التي تعمل وتملك المال ، وبعدها اقنعها بشراء الماء من الجيران الذين لا تربطها أي علاقة معهم ، سوى العداء والبغضاء على الرغم من (الاتفاقيات والمعاهدات).. ووصل به الأمر أن حصل على ( قُروض ) على راتبها ، وصل به الأمر أن ( رَهن) راتبها والمنزل والحديقة وبئر الماء وحتى الهواء ،وأصبحت بلا دخل ، حتى أصبحت تعيش في منزل تم( خصخصة ) بعض أجزائه الحيوية ، ولم تعد ( تملكه ) بمعنى الكلمة ( سوى ظاهريا ) ، ولم تعد تُطبق بنود ( العقد )..
دَبْت الخلافات بين طرفي الاتفاقية ، بعد أن اكتشفت الزوجة أن من احتوته في دارها وصرفت عليه مالها ، تزوج بأخرى
، ويريد ان يحول ملكية المنزل الى (ابنه ) من الزوجة الجديدة، وأخذت ترفع صوتها المطالب بحقوقها وممتلكاتها وورث الأجداد ، وبدأ يأكل بعقلها حلاوة من خلال إقناعها بأن هناك (هجمة خارجية ) يتعرض لها ، في محاولة لتخريب العلاقة بينهما ،وهي لا تأبه لهذا الحديث ، وأخذت تهدده بطلب ( فسخ العقد ) وتجادلة بحقها بموجودات المنزل المفقودة ، وإعادتها ، وتطالبه بمعرفة أين ذهبت أموال القروض التي أخذها من البنوك والجيران والأصدقاء ؟! ومعرفة أين ذهبت هذه الأموال حتى انها أصبحت ( مديونة ) فوق راتبها وجميع ممتلكاتها مما لن تتمكن من السداد
لا هي ولا احفاد احفادها ، حتى باتت لا تتمتع لا بمنزلها ولا بمالها ولا بمخصصاتها ..
لم تعد تتحمل خاصة انها في كل يوم والثاني يزودها الأصدقاء بوثائق تؤكد ان اموالها ومساعدات الاهل واثمان ما
باعة من ممتلكات المنزل ، تم تحويله للخارج ، حتى بات من (الملاكين ) وأصحاب رؤوس الأموال ، ويمتلك العقارات والأموال ، وهي وابناؤها يعيشون على الكفاف مقابل الرغد الذي يعيشه هو وأبناؤه من الزوجة الجديدة ، حتى اكتشفت أنه يمتلك (جزيرة أو غابة) لغايات ان (يفضي باله ) عندما يشعر بالتعب من إدارة المنزل حسب ما نص عليه
العقد المبرم بينهما .
جلست الزوجة وأخذت تفكر بما آلت إليه امورها .. فوجدت أن الزوج عندما حَضْر لم يكن يملك المالك ، إلا أنه بعد أن تولى أمور المنزل ( وحَكم بحجة الإدارة )اصبح لديه ثروات وحسابات ، وأصبح المنزل والاثاث والحديقة وانتاجها وبئر الماء والحظيرة (ملكه) وتحت تصرفه ،بعد أن ( نقل الملكية ) أغلبها لاسمه دون راسمال فقط بمجهوده الشخصي معتمدا على اخلاقنا والتزامنا ( بالعقد ) .. لتكتشف أنها ( زوجة مخدوعة ) .. وما عليها الا الصحوة ، ودحر هذا الزوج الاستغلالي ( الناقض للعقد والعهد) ، وطرده خارج المنزل ، وان تعيد تنظيم أمور المنزل من جديد ..
كاتبة وصحافية اردنية
com.Jaradat63@yahoo