الزنزانة / يوسف غيشان

الزنزانة
سجين في عصر لويس الرابع عشر كان محكوما عليه ….هذا السجين لم يبق على موعد إعدامه سوى ليله واحده.. ويروى عن لويس الرابع عشر ابتكاره لحيل وتصرفات غريبة .. في تلك الليلة فوجئ السجين بباب الزنزانة يفتح ولويس يدخل عليه مع حرسه ليقول له :
– : أعطيك فرصه إن نجحت في استغلالها فبإمكانك إن تنجوا ….هناك مخرج موجود في جناحك بدون حراسه إن تمكنت من العثور عليه يمكنك الخروج وان لم تتمكن فان الحراس سيأتون غدا مع شروق الشمس لأخذك لتنفيذ حكم الإعدام…..

غادر الحراس الزنزانة مع الإمبراطور بعد إن فكوا سلاسل المحكوم .وبدأت المحاولات وبدا الرجل يفتش في الجناح الذي سجن فيه والذي يحتوى على عده غرف وزوايا . لاح له بصيص أمل عندما اكتشف غطاء فتحه مغطاة بسجاده باليه على الأرض وما إن فتحها حتى وجدها تؤدى إلى سلم ينزل إلى سرداب سفلي ويليه درج أخر يصعد مره أخرى وظل يصعد إلى أن بدأ يحس بتسلل نسيم الهواء الخارجي مما بث في نفسه الأمل إلى أن وجد نفسه في النهاية في برج القلعة الشاهق والأرض لايكاد يراها . عاد إدراجه حزينا منهكا و لكنه كان واثقا بإن الإمبراطور لايخدعه
وبينما هو ملقى على الأرض مهموما ومنهكا ضرب بقدمه الحائط وإذا به يحس بالحجر الذي يضع عليه قدمه يتزحزح …فقفز وبدأ يختبر الحجر فوجد ان بالإمكان تحريكه، وما إن أزاحه وإذا به يجد سردابا ضيقا لايكاد يتسع للزحف فبدأ يزحف وكلما زحف كلما استمر في الزحف كان يسمع صوت خرير مياه وأحس بالأمل لعلمه إن القلعة تطل على نهر لكنه في النهاية وجد نافذة مغلقة بالحديد أمكنه أن يرى النهر من خلالها .

عاد السجين الى زنزانته يختبر كل حجر وبقعه في السجن ربما كان فيه مفتاح حجر آخر لكن كل محاولاته ضاعت سدى والليل يمضى واستمر يحاول…… ويفتش….. وفي كل مره يكتشف أملار زائفا جديدا… فمره ينتهي إلى نافذة حديديه ومره إلى سرداب طويل ذو تعرجات لانهاية لها ليجد السرداب أعاده لنفس الزنزانة

وهكذا ظل طوال الليل يلهث في محاولات وبوادر أمل تلوح له مره من هنا ومره من هناك وكلها توحي له بالأمل في أول الأمر لكنها في النهاية تبوء بالفشل

وأخيرا انقضت ليله السجين كلها
ولاحت له الشمس من خلال النافذة ووجد وجه الإمبراطور يطل عليه من الباب ويقول له : أراك لازلت هنا ….

قال السجين كنت أتوقع انك صادق معي أيها الإمبراطور….. قال له الإمبراطور … – لقد كنت صادقا…
سأله السجين:
– لكني لم اترك بقعه في الجناح لم أحاول فيها فأين المخرج الذي قلت لي انه موجود.

قال له الإمبراطور :
– لقد كان باب الزنزانة مفتوحا وغير مغلق .

أما نحن فإنني اعتقد اننا ادركنا اخيرا ولو بشكل مبهم بأن باب زنزانتنا كان مفتوحا …..كل ما علينا هو فتح الباب ، لكننا للأسف نساهم في ابقائه مغلقا ، ونمنع من ينوي فتحه.

ghishan@gmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى