الزكاة والتمكين من مُضعِفات الفقر واغتراب الاردنيين كورونيا..رؤية تحليلة..

الزكاة والتمكين من مُضعِفات الفقر واغتراب الاردنيين كورونيا..رؤية تحليلة..
ا.د حسين محادين

(1)
يبدو ان الاردنيين في ظل جائحة وتحديات كورونا المهول في ظل سيادة القطب العولمي الواحد، لم ينتبهوا بعمق- افرادا ومؤسسات- الى ضرورة تمثل ونشر قيم الزكاة النوعية كحصانة حياتية للبشر تتميز بها ثقافة المجتمعات العربية الاسلامية تاريخيا.
(2)
– أن تفعيل الزكاة كل حسب امكاناته في ظل هذه الظروف الاقتصادية والصحية واليومية الاستثنائية، اصبح ضروة انسانية مُلحة اردنيا ؛إذ رغم انها فرض على كل المؤمنين، الا انه فرض شبه معطل هذه الايام نسبة وتناسب ، او حتى مهمل حاليا للأسف في احسن الاحوال.
(3)
– أن هشاشة عمل نظام الزكاة قد انجب للأسف، اهمية تشخيص الواقع اليومي للاردنيين الذي يشير الى تورم ثنائية الواقع الصراعية الحادة والتي تُبين للمتفكرين والتنويرين حقيقة الواقع المعيش وهو ما يلي؛-
وجود قدرات كبيرة جدا بيد وتحت سلطة قِلة من الاثرياء – تكدس ثروات ،نفوذ ،سلطة- في مجتمعنا الاردني الذي يعاني بصورة اقسى من ذي قبل، خصوصا بعد دخولنا المتسارع ضمن منظومة الخصخصة المعولمة منذ منتصف تسعنيات القرن الماضي ، الامر الذي قابله في ظل غياب الاقتصاد الاجتماعي المتدرج المفترض انه مخصص لحمايه الشرائح الفقيرة بالمعنى الانساني من جشع السوق الراسمالي المعولم، وهو بلا قلب كما نعلم.
فهذا الواقع بثنائية المُرة ، قابله زيادة هائلة في اعداد الفقراء والمتعطلين عن العمل في مجتمعنا الاردني في المحصلة، خصوصا بعد ضمور “الطبقة الوسطى”.
(4)
– ربما سيقول احدهم هذا هو الواقع الذي نعيشه ،ما الحل الاجرائي الانسب حاليا للتغلب على حقيقة هذه الهوة الاقتصادية والثقافية السحيقة التي يعيشها مجتمعنا الاردني بين قِلة تملك، وكثرة فقيرة في ظل جائحة كورونا ؟.
اعتقد ان الحل العملي المعقول هو، ضرورة تفعيل نظام الزكاة فكرا وعملا بالمعنى الفردي المؤسسي معا ، لانه النظام الديني والدنيوي القادر طوعا على تقوية العلاقات الانسانية بين الاردنيين اغنيائهم وفقرائهم نتيجة لتنام الاحساس الجمعي الخطير لدى فقراء الاردن، بأنهم بالضد من الاثراء المستغلين لهم ولطاقاتهم وفرصهم المختلفة في ظل غياب العدالة في اسباب العيش وفرص العمل وتحسين مستوى المعيشة لدى اغلبية ابناء الشرائح الفقيرة ؛ ترابطا مع تنام احساس الفقراء الآخذين في الزيادة والتبرم بأنهم في صراع مع الاثرياء على ثرواتهم التي جعلت من الفقراء يعيشون ضنك الحياة هذه الايام، في وقت نحتاج فيه جميعا الى التكاتف واعادة التوازن الى البناء الاقتصادي للمجتمع، وتنمية الحس الانساني المشترك بين افراده للوقوف بوجه جائحة كورونا ومحاصرتها؛ رغم معرفتنا بأنها عابرة للجغرافيا والبشر على هذه الارض، بغض النظر عن لغاتهم ومعتقداتهم او حتى ألوان بشرتهم؛ كيف لا؟.وفيروس كورونا الفتاك اصبح اكبر مُهدد عرفته البشرية في تاريخها يتعرض له الامن والوجود الانساني منذ بدء الخليقة ربما.
(5)
– ان تفعيل منظومة الزكاة مؤسسياً بوعي وعدالة كما اجتهد، انما يقود الى يلي:-
أ- إعادة توزيع الثروة طوعا ونبلاً بصورة نسبية وآمنة بين الفقراء والميسورين والاثرياء.
والمتنفذين معا.
ب – يعطينا في ظل هذه التحديات، نتائج ايجابية وعملية لاهمية تفعيل دور وعناوين الزكاة في تخفيف فرص حدوث صراع دموي بين الاغنياء والفقراء لا سمح الله.
ج- ان نتائج تفعيل ادوارنظام الزكاة الايماني والطوعي من قبل الاثرياء نحو الفقراء لن تقتصر تأثيراته على موضوعات الثروة المادية فقط، بل على الصعيد الداخلي، ستصل الى تمكين ومنح الفقراء فرصا قوية من التمكين الغذائي المُحصِن لهم بالضد من كورونا ومصاحباتها المختلفة، اما خارجيا فأن العلاج الصحي لهم ايضا سيمكنهم بالضد من هذه العدوى القاتلة، فالغذاء والدواء هما التحديان البارزان اللذان من خلال تقويتهما سيعملان معاً على صد ومحاصرة تحديات وخطورات كورونا لحياة ومبررات وحق الشرائح الفقيرة والهشة في العيش السوي كجزء من مجتمعنا الاردني بالمعنى الانساني.
فماذا نحن فاعلون..؟.
* عميد كلية العلوم الاجتماعية-جامعة مؤتة.
*عضو عضو مجلس محافظة الكرك”اللامركزية “.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى