الزعتر / نبيل عماري

الزعتر
رفيق الصباح ورحيق الصباح رائحتة تقتحم البيوت والحواكير . في كل صباح تغمس لقمة الخبز في الزيت والزعتر فهما توأمان ، رائحة الزعتر ننتشقها منذ الطفولة من طبلية البيت في الفطور الصباحي إلى صناعة تلك الوجبة والتي لا تخلو من كل بيت أردني سوري لبناني فلسطيني والذي يدخل في مكوناته الزيت والسماق والسمسم ومرات يضاف له القلية وبعض البزورات ، الزعتر هو ساندويشة الطفولة و”عرايس ” الزيت والزعتر في حقائب التلاميذ ، وطبع الزيت على دفتر العربي والحساب وفطاير الزعتر في يوم ربيعي جميل وتعب أم صحت من عباب الليل لتعانق رائحة الزعتر والزيت مع كل فجة صبح ، ففضاءات الخير والبركات قادمة والعجين ينتظر أن يزهو بلمعان زيت الزيتون الممزوج بالزعتر يخرج من تنور النار يتسلل بخار ذاك الرغيف فطير الزعتر أو ما سمي مناقيش ليفتح في مسارات الأنف طريقاً نحو قلب يفرح ويعشق كل نبتة وكل خير وكل حبة قمح خرجت من جوف الأرض لتقول أنا العطاء أنا رائحة الوطن الذي لا يجاريه وطن وطن الزعتر والدحنون والطيون ، ها هو الفطير يخرج طازجاً شهياً فخلطة الزعتر هي خلطة المحبة والعطاء وقلب أم تعرف مقادير تلك الخلطة وتغني للزعتر والزيت على دلعونا وعلى دلعونا ، زيتون بلادي أحلى ما يكونا ، زيتون بلادي واللوز الأخضر ، والميرامية ولا تنسى الزعتر ، وقراص العجة لما تتحمر ، ما أطيب طعمها بزيت الزيتونا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى