#الروابده هل ينبش #تاريخ و جغرافية “ #الأردن الحديثه ”
د. عبدالفتاح طوقان
اهداني دولة د.عبد الرؤوف الروابده رئيس وزراء الأردن و عمده مدينه عمان مشكورا ، “هكذا افكر” و هو كتاب يحمل اراء و مواقف خاطب فيه ووثق للوطن والأرض والانسان والنظام ، نشر عام ٢٠٢٠ لابو عصام الانسان العصامي ذو الفكر والحس و الاعتزاز الوطني ، حمله لي ممهورا بتوقيع د.الروابده الي كندا صديق عزيز هو معالي وزير الثقافة السابق د.فيصل الرفوع و احد وزراء حكومة الروابده .
و في صفحاته الأولى من ١٥ الي ٣٩ تحدث عن التاريخ و الجغرافيا بما هو غائب عن كثيرون من العامة و به معلومات تاريخية جديرة بآن تصبح ضمن مقررات دراسية و قد فاتحته في ذلك و شكرته عليها، و غدا اول يوم من الشهر الحادي عشر (١/١١/٢٠٢٢) يستضيفه منتدى الاعتدال للفكر والثقافة بالتعاون مع الجمعية القادرية لديوان ال الكيلاني الساعة الخامسة بدعوة من الصديق المهندس محمد خير الكيلاني.
تاريخ و جغرافية الأردن كانت العشق الدائم و البحث المعمق لدولة المفكر ، و اشدد هنا علي المفكر ، لان الروابده صاحب فكر و مواقف مثلما أشار في عنوان كتابه ، له من المتابعين الكثير ، منهم من يؤيده ومن يختلف معه و لكن في كل الأحوال الجميع يحترمه لجرآئته و شجاعته في الطرح و بلاغته في الحديث وعدم تجنيه على احد، وعقلانيه طروحاته و سرعه تراجعه و اعتذاره اذا لزم الامر خصوصا اذا كان هناك من يحمل فكرا مخالفا مقنعا ذو أساس وجذور و مرجعية.
هذه المحاضرة مهمة ، و سبق ان القاها في جامعة البلقاء ٢٠٠٥،مهرجان القحيص ٢٠١٠،كلية القيادة و الأركان ٢٠١٢،كلية الدفاع الوطني الأردنية ٢٠١٣ و الجامعة الأردنية ٢٠١٧ و لكن اليوم تزداد أهميتها ضمن محاولات الوطن البديل الذي لاحت بوادره بوصول لاجئي عام ١٩٦٧ الي منصب رئيس الوزراء، رئيس مجلس النواب، رئيس مجلس الاعيان ، واقصد دولة طاهر المصري الذي ارتقي فجاءه المنصب من موظف درجة سادسة في البنك المركزي الي اعلي السلطات ، و اسقط حكومته د. عبد الرؤوف الروابده و المرحوم المهندس عبد الهادي المجالي رئيس مجلس النواب في حين يدعي المصري انه استقال حفاظا علي الديمقراطية و دعما لها بعد حفل عشاء في مدينة العقبة بحضور الملك الحسين الذي وضع يده على كتف المصري و قال له انك من اخلص الناس !!
.وهذا جزء من تاريخ يجب الحديث عنه بشفافية للأجيال ، و فتح ملفات تاريخ الدمج الفلسطيني في الخاصرة الأردنية ، و انه – اصبح مثلا لا حصرا – للمخيمات حق الانتخاب وممثلهم ، وهو لاجيء أيضا ، اصبح نائبا لرئيس مجلس النواب ، و مؤخرا مع تعديل مجلس الاعيان ٢٠٢٢ اصبح المواطن الفلسطيني حامل الجنسية الأردنية و الذي كان نائبا أيضا وهو عضو الجبهة الشعبية الفلسطينية من مستشاري الملك و عضوا في مجلس الاعيان الأردني و خرج من المجلس عضو المجلس الأردني الأكثر ولاءا و انتماءا وهو الشرفات فماذا يشكل ذلك لتاريخ و جغرافية الأردن ؟، و اقصد كلا من الزملاء الافاضل خليل عطية عضو مجلس النواب و خالد رمضان عضو مجلس الاعيان ، فماذا يعني ذلك التمثيل الفلسطيني نحو ما يدار من حديث ملتوي عن ” الحقوق المنقوصة و الدمج للاجئين في الجسد الأردني ؟” ، و اين بجغرافية الأردن و تاريخها من كل ذلك دون حساسية و دون تخوف من التعامل مع الجرح و الخراج السياسي ، مع كل الاحترام لكل من الساده الافاضل المصري و عطية و رمضان.
ثم عن جغرافية الأردن، ما هي روايات مؤتمر اريحا و إضافة جغرافية للاردن سياسية ، ثم فك وإلغاء الارتباط ، وماذا عن الاراض الي ضمت للعقبة من السعودية و اتفاقات الهدنة١٩٤٩ الموقعة بين إسرائيل و الدول المجاورة مصر و لبنان و سوريه و الأردن، و الخط الأخضر الاردني العراقي الاسرائيلي ، وما هي الحدود الأردنية و الجغرافيا التي تنازل عنها الأردن في معاهده السلام ٢٦/١٠/١٩٩٤ ، تحويل مجرى نهر الأردن و غيرها من أراض و مياه مست جغرافية الأردن .
انه حديث يطول و الاكفاء و الاجرآء للحديث عنها هو د.الروابده لسعه اطلاعه و خدماته في عمق الذاكرة الاردنية لاكثر من نصف قرن و أولوياته التي تقف مع الأردن الوطن و عشائره و أصحاب الأرض الأصليين .، انه ليس مؤرخا هنا بل جزء من صناعة التاريخ.
نريد ان نستمع الي اين يسير الأردن تاريخيا وجغرافيا و ليس فقط عن مراحل سابقه ، فهل هناك تاريخ جديد وجغرافيا- تشكل – ويكتب كلاهما بناءا علي دمج و توطين و صلاحيات علي حساب الأردن و الأردنيين و مقابل ماذا ؟
ادعو لحضور تلك المحاضره و تسجيلها للبث تلفزيونيا لانها احد مفاصل التآريخ للاردن الذي نعشق و نفتدى علي لسان احد اهم رموز الحفاظ علي الوطن ، و صاحب مدرسة اليقظة و منهجها ، انها يقظة من يقظات نحتاجها نتعرف علي الحقيقة و نتدارس كيف تم تطويع التاريخ و الجغرافيا ليتسلق عليها بعض المنافقين اصحاب الحكي المنمق و اليات الركوب علي ظهور المواطن و الوطن.
اعتقادي ان د. الروابده جريئا وفق طروحاته لكشف مثل تلك الممارسات التاريخية التي تلاعبت بجغرافية الوطن ..
aftoukan@hotmail.com
