#الروائي #المدادحة… #صيدلاني يصرف #مرهم #التاريخ علاجاً لتقرحات الراهن..
ا.د حسين محادين*
(1)
مدخل …
تساؤلات قارئ هاوٍ عن وقائع وتفرد النسغ الفكري والثقافي الناظم لأعمال الروائي المبدع الصيدلاني عبد الهادي خليل المدادحة..استنادا لاطروحات علم اجتماع الادب وتحديدا في رواياته الثلاث المُثمنة بالتأكيد وهي”هوامش البساط الاحمر، رسائل المدينة – كِركا موبا،الحارسة/ وهي كرك”.
( 2)
تُرى..
ما رسالة الأنسان المبدع الذي نحتاج اليه والى نتاجاته الواخزة هذه الايام المُشبعة بالانكسارات إن لم يوقد الوجدان الوطني الغاف عن حقيقته الملهمة لنا في هذه المدينة الأردنية الصابرة او تلك عبر رصد وتحليل عناصر الإحياء لكل من:-
الاجيال وقادتهم عبر التاريخ، تاريخ وعفة الماء الناظم لضيفتي نهر الاردن الخالد تماما كعلاقة الكرك بالقدس وباقي مدن الوطن بنون الاردن وفلسطين على الدوام، وهذا مقطع موحٍ من التاريخ الذي استحضره ووظفه الروائي المدادحة بعد ان استوثق من مصادرة المدونة فقط وبعيد عن الروايات الشفاهية او الموروث الشفافي ، إذ كتبه بلغة الحداثة في بناء الرواية وسردياتها الناطقة بالنبض المغالب لخدر الاهل في الوقت الحالي.
( 3)
هذا قبس من الضياء/التاريخ ايضاً الذي استند ووظف وتناص فيه الروائي المدادحة ضمناً مع شذرات من دقة تشخيص عِلم العمران للعلامة ابن خلدون، وتحديدا في قوله الناجز”تتأثر طبائع الناس بجغرافية أمكنتهم”. وبناء عليه اعتقد ان الاديب المدداحة قد استفاد من ذلك التشخيص الدقيق
وهو يصف السمات الجسدية الميزة في سحن أبناء منطقة مؤاب في مقابلته قبل ايام عبر إحدى والفضائيات الاردنية . حيث نجح باجتهادي في وصفه لسيكولوجية وتاريخ تمرد وثورات الاهل عبر التاريخ واستعصائهم على ان يحكمهم الغزاة ، هذا التاريخ الانساني الناطق بالكثير الذي نحته الاجداد رسالة مستمرة للاحفاد انطلاقا من وجدانهم الجمعي الخالد تماما كالبترا، وقلعة الكرك وتضحيات الشهداء ،ورفضهم الظلم والاستعمار رجالا ونساءً، مسيحين ومسلمين معا، وما الشواهد الأثارية المستدامة برقيّ الانسان المؤمن بقدراته كقائد للحياة وبالضد من قتامة الموت ودلالاته الى الآن كانت بعيدة عن متون هذه الروايات الملهمة لوجداننا الوطني كأردنيين …؟
( 4)
من الذي زعم ان الدكتور الصيدلي مثلا قد كُتب عليه ان يبقى اسيرا لكيمائية علاجاته المخنوقة في عبواتها وكأنه سؤال وعي ملقٍ على رفوف صيدليته الصماء بحجة لتزامه النمطي بتخصصه رغم ايمانه كمبدع ان هذا الحال سيبقيه اسيرا لمحدودية الامكنة والبشر المستفيدين كرهاً من علاجاته لانهم مرضى او منهكين بتقرحات وعيهم الذابل.. فاختار كمعالج بثقافته و بوعيه الناجز أن روايته الولودة بالحرية وبنسور معانؤها الحصيفة امكنة وشخوص دفعته للتعبير عن انحيازه لانسانية مضامينها الغراء، ثم
من الذي افتى بأن الاديب الذي يتمثل نسغ وعيه وخبرات طفولته -كما يُسميها عالم النفس الاشهر فرويد- ليس بوسعه أن يتحرر منها عندما يكبر كما فعل الادؤب المدادحة وإن ابقى على الحبل السُري لتذكره الواعي بها ومعها كونها موئلا غنيا لإحياء الوجد الجمعي الاردني وتوظيفه اللافت في سرده الروائي المتقد بمداد شخوصها وهج امكنتها في رواياته الثلاث.
شكرا للقراء الجادين ايضا الذين هم وسيلة التنوير وغاياته كجزء اساس من رسالة الاديب المدادحة..مناديا بضروة تكريمه حياً وله طول العمر ودوام الابدأع ..فهل نحن فاعلون..تمني مفتوح على التحقق بعون الله.
*قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة.