الرقّاصون / يوسف غيشان
نتأسّى على مصاب الهند الكوروني حاليا، لكن هذا ليس موضوعنا ولا ما نرمي إليه في هذا الشبر من الحروف المصفوفة.
تقول النكتة بأن تمساحا أمسك بأمريكي وروسي وهندي، فأكل الأول وازدرد الثاني، وأطلق سراح الهندي، الذي اندهش واعتقد أن التمساح خشي من السلطات الهندية، فأطلق سراحه. بعد أن استمع التمساح الى الرجل، أطلق ضحكة صفراء وقال له:
– انا ما بخاف من حدا، ولم آكلك لأني كنت أكلت هنديا قبل سنة، وما زلت أعاني من البواسير والنواسير من ذلك الوقت.
بالطبع المقصود هو أن الهنود يأكلون المزيد من الشطة ، وهذا ما لا أنوي تعليمكم إياه.
لا تستعجلوا في التكهن ، فلا أقصد إطلاقا أن أنقل لمجتمعنا ثقافة المقاومة السلبية والعصيان المدني ، على طريقة صاحب المعزاية والمغزل المرحوم غاندي، ولا أنوي نقل الديمقراطية الهندية الى ربوعنا العربية الحبلى بالديكتاتوريات ..ولا ولا ولا ، لا تردين الرسايل ..ويش أسوّي بالورق؟.
كل ما أريده، لي ولكم يأ إخوتي العرب من المحيط الهادر الى الخليج الثائر، والعكس صحيح ، هو أن نتشرب ونتعلم الطريقة الهندية في التغلب على المصاعب وتفتيت الخلافات ، وهو ما تحفل به الثقافة الهندية ، وخصوصا الثقافة السينمائية .
تلاحظون، أن أي فيلم هندي يمتلئ بالأغاني والتبطّح على الجليد وبين أزهار الربيع، ناهيك عن الرقصات الجماعية التي يؤديها الأصدقاء والأعداء، وحتى الأعدقاء…. ألوان جذابة، وأمنيات تدعو الى اللقاء بين (رادا) و(سنجام) كما يلتقي فرعا النهر في مصب واحد.
الثقافة الهندية تروّض المستحيل، ولا شك أن بعضكم سمع عن الفيلم الهندي الذي يتحدث عن ثلاثة شباب، يجدون طفلة رضيعة قرب الحاوية، فيأخذونها ويربونها حتى تكبر، والمفاجأة أنهم يكتشفون فيا بعد بأنها والدتهم.
ما اقصده أن أنقل لشعوبنا العربية، ولحكوماتنا أولا ، الطريقة الهندية في حل الخلافات عن طريق الرقص والغناء الجماعي بين الأطراف المتنازعة . مثلا، تجتمع المعارضة السورية وجماعة النظام على رأس جبل الشيخ ، وتبدأ الجماعتان بالمعاتبة النقاش والحوار والصراع ، عن طريق الرقص والغناء والتبطح على الثلج، دون إراقة دماء لا قصف ولا تفجيرات ، يستمرون حتى نهاية اليوم، ثم يعودون الى بيوتهم متعبين ، ليعودوا في اليوم التالي والتالي …الى أن يتراضوا، ويحسم الصراع في ساحة الرقص، بعد أن نفثوا عدوانيتهم ضد بعض .
الحل هو :
– ميري منتي جمنا
بول رادا ..بول سنجام
بولي كينا هيي