الرفايعة.. هي أموالٌ ندفعها من جيوبنا وضحكٌ على الذقون الغارشة

#سواليف

كتب .. #باسل_الرفايعة

هي أموالٌ ندفعها من جيوبنا على أيةِ حال، ليلتقطَ 500 “ #مؤثر_عربي” صوراً ومقاطع فيديو للبتراء وأم قيس وجرش، ومع رجلٍ يرتدي زيّاً بدوياً، ويصبُّ القهوة لزوار #الفنادق، ومع منسف، يشرحونَ عنه بدهشة لـ”الفولورز”، وكيفَ يُشرَّبُ على المواكل، وما هي التطورات الحديثة التي أثّرت على تقنيات صناعة الجميد، والمريس. أما الدحبرة، فهي اللحظةٌ الحاسمةٌ في الصورة والمقطع، التي ستجذبُ المجاميع السياحية الهائلة إلى بلادنا، كما فكَّرَ العباقرةُ منظمو ملتقى البحر الميت.
لا أعرفُ كم أنفقنا على 500 شخص في #ملتقى#المؤثرين” تذاكرَ سفر، وإقامة، و #مكافآت. أعرفُ مثلاً مصرياً: “اللي معاه مالْ ومحيّرهْ.. يشتري حمام ويطيّرهْ”. وأعرفُ أنّ مثل هذه الحركات مفيدة لأصحابها وأصحاب أصحابها، وفيها منافعُ لهم، ليسَ أكثر. زيادة متابعين. إعلانات. أموال سهلة. وترفيه. ولن تجد بينهم من يعرف شيئاً عن الحارث الثالث النبطي، ولا عن مدن الديكابولس، ولا طريق تراجان. السيناريو معروف. سهرة “زرب” وخلافه في وادي رم، ويخلف ع المعازيب.
لا يحتاج التسويقُ #السياحي لكلِّ هذه الهيلمة، ولا لشراء الحمام. الأهم منتجٌ سياحيٌّ مخدوم، في إطار صناعة شاملة، تُفكِّكُ الفخاخ المنصوبة للسياح العرب والأجانب في بلادنا. بدءاً من المطار والمعابر الحدودية، ومن سيارة الأجرة، والمطعم، والفندق، والمرافق الأساسية والمساندة، وضبط الأسعار، ومكافحة الشطارة والاحتيال. هذا هي الخطوة الأولى لتسويق ما لديك.
ما عدا ذلك، ضحكٌ على الذقون الغارشة، ومصالح مغروشٌ عنها، ولا يهمُّ إذا كنتَ تُسمي ذلك إنجازاً، أو وصلة هجيني في وادي رم، حيثُ يطيرُ الحمامُ، وقروشنا..!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى