كتب الصحفي #باسل_الرفايعة
رئيس الوزراء د. بشر #الخصاونة لديه ” #قصة_نجاح”. مزاجكَ الوطني يعلو كثيراً، حين يحقق رياضيٌّ أردني إنجازاً، وتشاهد ارتفاع علم بلادك على ساريةِ منصّةٍ عالمية، وتتنومسُ عندما يلمعُ اسمُ أردنية في العلوم والفنون والاقتصاد. فما بالكَ إذا كانَ الرئيس نفسه؟.
يقول الدكتور الخصاونة: “شكّلنا وبكل المقاييس قصّةَ نجاح”، وقد أنجزَ للتوِّ التعديل الخامس على فريقهِ الوزاري في عامين، وعليكَ أنْ تبدأ بمجهودكَ رحلةَ البحث عن “القصة” أولاً، فإذا كانت واقعيةً تحتاجُ إلى حبكة ومعمار زماني ومكاني وشخصيات وبناء سردي، وما عداه من أركان القصة الكلاسيكية، أمّا إذا كانت افتراضية، فالخيالُ دون قيد أو شرط، إذْ لا جمارك على الكلام حتى الآن.
نحنُ إزاء “قصة نجاح بكلّ المقاييس”. يعني بمقياس #الرئيس و #الحكومة، وبمقاييس البنك الدولي، وبالمقاييس الدولية في التنمية والموارد البشرية، وبمقاييس الإعلام “المحلي” والدولي، وبمقاييس دائرة الإحصاءات العامة، وبمقاييس مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، وأيضاً بمقاييس المنظمات الدولية المعنية بالحقوق و #الحريات… وغيرها كثير طبعاً، فالرئيسُ الذي يكرهُ ” #السوداويين ” مثلي، كان دقيقاً في التعبير: “بكلّ المقاييس”. ولم ينسَ أبرز إنجازاته في “تحديث المنظومة السياسية، ورؤية التحديث الاقتصادي، وخارطة طريق تحديث القطاع العام”.
إذا كانت القصةُ واقعيةً “بكل المقاييس”، فأرجو أنْ تعدَّ لي سريعاً على أصابعك:
واحد: 68% من الأردنيين لا يثقون برئيس الوزراء، و77% منهم لا يثقون بفريقه الحكومي، و80% يرون أنّ الأمور تسير ُ إلى الاتجاه الخاطئ. هذا الحكي، مصدره الجامعة الأردنية، وليس أي “سوداوي” يُريدُ تحقيق أرباح من لايفات “يوتيوب”..!
اثنان: 24% نسبة #الفقر في #الأردن، تبعاً لمقاييس وزير التخطيط في آب 2021. والبنك الدولي يتوقع نسبةً أعلى. أشكُّ دائماً في “مقاييس” هذا البنك!.
ثلاثة: رصيد الدين العام المستحق على الأردن، ارتفعَ خلال النصف الأول من العام الحالي 1.6%، إلى 29.16 مليار دينار (41 مليار دولار) مقابل 28.7 مليار دينار في نهاية 2021، وبلغ معدل البطالة خلال الربع الثاني من العام الحالي 22.6%، وهذا من دائرة الإحصاءات العامة، وهي مؤسسة علمية، لا تعملُ في قطاع السواد والسوداويين.
أربعة: “تحديث المنظومة السياسية” مجازٌ تعبيريٌّ مُلهمٌ، يفترضُ ألّا يُعتقل مواطنٌ بسبب رأيه، وألّا تتجاوزَ مدة توقيفه القانونية دقيقة واحدة، وألّا يُضربَ عن الطعام، ويزدادُ التعبيرُ بلاغةً، حينما نُشجّع الشباب على المشاركة السياسية والانتماء للأحزاب نهاراً، ونعتقلهم ليلاً، على سطرين ونص.
دولةَ الرئيس، نريدُ “قصةً واقعيةً”. فالأردنيون، كما تعلم، يشاهدون “نتفليكس” كثيراً هذه الأيام..