الرسالة الأهم من الإضراب / عمر عياصرة

الرسالة الأهم من الإضراب

لن يكون اضراب اليوم الذي دعت له النقابات المهنية، والتقى عليه الصناعيون والتجار والمصرفيون، مجرد معركة تخوضها الشريحة العليا من الطبقة الوسطى دفاعا عن مصالحها.
الرسالة اعمق من ذلك كله، وستكون الدولة مخطئة، اذا ما اكتفت بالنظر للاضراب وفق منطق الصراعية والانكار، بل من الانصاف ان يفهم صانع القرار لماذا يجتمع الاردنيون على رفض القانون، وان يدرك ان الناس لا يجتمعون على ضلالة.
ما يمكن فهمه من الاضراب ببساطة وبدون تعقيد ان الناس ملّوا سياسة الجباية التي تمارسها الحكومة، ملّوا رواية الفريق الاقتصادي التي لا تعرف الا جيوبهم.
الناس يتساءلون الى متى ستبقى فلسفة جيب المواطن حاضرة في ذهن الدولة الاقتصادي، لقد ملّ الاردنيون مصطلح “الاصلاح الاقتصادي” الى حد الكراهية.
فمنذ التسعينيات وهم يرددون كلمة اصلاح على اسماعنا، ونتلقى الوعود باقتراب الحل، فإذا بالازمة تتفاقم، وتعود حليمة الحكومة الجبائية لعادتها القديمة.
نعم، ببساطة وبدون تعقيد، على الحكومة ان تفهم، ان السيل بلغ الزبى، فالاضراب، والرفض العام للقانون، يوجهان للدولة كلام لا لبس فيه، عنوانه: كفى، نحن لا نثق بما تقولون، كفى، فمداخيلنا لم تعد تكفي لسد عوز فشلكم.
مرة اخرى، من الخطأ ان تفكر الحكومة ومعها اجهزة الدولة، بالاضراب على انه معركة تكتيكية، يمكن تجاوزها واحتواؤها، فتلك مكابرة خاسرة.
الحقيقة واضحة، فظهور الاردنيين اقتصاديا اصبحت مكشوفة واتجاهها الى الحائط، ولم يعد بوسعهم احتمال المزيد، وعلى الحكومة التفكير ببدائل بعيدة عن قوت الناس.
اليوم، يسقط رهان الحكومة على صمت الناس وكظمهم الغيظ، فلابد من فلسفة اخرى، ابداعية خلاقة، ولمن يسأل ويطلب “اعطونا بديل”، نقول هذا واجب من يحكم، وليس من واجبات المحكوم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى