الرزاز خليفة وصفي التل ؟! / باجس القبيلات

  الرزاز خليفة وصفي التل ؟!

مؤمن إيمانا مطلقا أن إصلاح البلاد لن يأتي إلا عن طريق إنسان على سجية (وصفي التل)، فنحن منذ موت (وصفي) يتامى، نعاني إفلاسا عاطفيا من حنايا الوطن يفوق إفلاس اقتصادنا الخائر، وعجزا في المحبة يفوق عجز ميزانيتنا المنهكة، وظلما وتهميشا يفوق ضخامة مديونيتنا الهائلة، وفقرا وبطالة تفوق ضآلة مواردنا الشحيحة، وخيبات وانتكاسات تفوق وهانة استثماراتنا الفاشلة .
 ومنذ موت (وصفي) والأغلبية الساحقة من الناس فريسة للخوف والحيرة والقلق، وتعاني من الإهمال وغلاء الأسعار والواسطة والمحسوبية والضعف ممن تبوأوا ريادة المسؤولية، حتى بات الناس يشعرون بالاغتراب في بلادهم، مما قلص حجم آمالهم وتطلعاتهم من أجل عيش حياة كريمة آمنة، خصوصا في الأعوام الأخيرة التي لجأ فيها المواطن إلى أساليب مؤسفة،
 كالتنقيب عن دفائن الأرض أو بالاصطفاف في طوابير الذل أمام السفارات، أو بيع الأراضي والعقارات، أو الاقتراض من البنوك والمؤسسات، أو الجلوس في المنازل وانتظار الهبات والمساعدات، أو الانتحار من فوق الأبراج والعمارات وهذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا الأردني شكلت الخيار الأبرز الذي لجأ إليه البائسون في التغلب على قساوة الحياة في السنوات الأخيرة .

والمؤلم في مجمل حديثي آنف الذكر أن عشرات الحكومات منذ تأسيس الإمارة عملت على تلافي مشاكل البلاد المتفاقمة من عام إلى آخر، ولكنها لم تستطيع تحقيق النجاح المأمول بقدر ما كبدت خزينة الدولة أموالا طائلة .
 وقد كان آخرها حكومة (هاني الملقي) التي انتهجت سياسات اقتصادية أنهكت جيوب الأردنيين بالضرائب والرسوم، مما أشعل الشعب غضبا وحفزهم للاعتصام في الدوار الرابع مطالبين بإقالة الحكومة التي تقدمت باستقالتها، ثم تكليف الدكتور (عمر الرزاز) بتشكيل حكومة جديدة ساد الرضا والهدوء في الشارع الأردني على أثرها، وكأن لسان حال الشعب يقول : الأردن في حاجة إليك، أنت الرجل المناسب الذي سينقذها من البنك الدولي

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى