الرد على د. وفاء ومن يؤيدها!

من #الوفاء لله ولرسوله ثم للوطن وأهله، الرد على د. وفاء ومن يؤيدها!
نايف المصاروه.

وَفاء: اسم، مصدر وَفَى، والوفاء يعني المحافظة على العهد والالتزام به ، ومنه: الوفاء بالالتزام ، والوفاء بالوعد .
والوَفاء: الإخلاص والإعتراف بالجميل، والوفاء  ضدّ الغدر.
من الوفاء لله، الإعتراف بفضله سبحانه، على  كل الخلق ، وبتكريمه لبني آدم  على سائر المخلوقات.

ومن فضله سبحانه وبحمده على الناس جميعا ، أنه خلقهم لمقصد  الإستخلاف في الأرض وعمارتها، وإقامة شرائعه المتعاقبة على إختلاف مسمياتها، وعبادته كما أمر وتعظيم الأوامر والنواهي.
ولذلك أرسل #الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام جميعا ، إبتداءا من آدم عليه السلام، وإنتهاءا بمحمد عليه السلام، وأنزل عليهم  الكتب من صحف ابراهيم وألواح موسى والزبور  والتوراة والإنجيل وإنتهاء بالقرآن.
كل ذلك ليعلم الإنسان، أنه في أصل خلقه مكرم، وأن غاية خلقه أكرم وأنبل.
تمايز الناس في إيمانهم، فمنهم من آمن وحسن إيمانه، كأصحاب الكهف، وإمراة فرعون، وصاحب ياسين  وغيرعم، وأخص منهم مريم ابنة عمران التي كانت تصلي في محرابها، فيأتيها رزقها بدون عناء او شقاء، بل إنها بفعلها ألهمت نبي الله زكريا عليه السلام، بعد ان بلغ من العمر عتيا، فدعى  ربه سبحانه ليرزقه غلاما زكيا ، فكان له ذلك.
ومن البشر  من كفر وأبلغ في الكفر، كفرعون وهامان والنمرود، ومن تبعهم من بعض الأمم والاقوام، كقوم صالح وثمود وقوم لوط، وبني إسرائيل الذين طغوا وبغوا واكثروا الفساد في الارض سابقا ولاحقا.
ووصولا إلى العاص ابن وائل الذي انكر البعث، او كأبي لهب الذي طغى فتبت يده وأمرأته التي كانت حمالة للحطب، وغيرهم من اهل الكفر والشقاق والنفاق.

وإنتهاء بأولئك الذين استهزأوا بالقراء، فقالوا..  ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب ألسناً، ولا أجبن عند اللقاء، فأنزل الله فيهم حكم الكفر، في قرآن يتلى إلى يوم القيامة، فقال سبحانه ” قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لاَ تَعتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ}” [التوبة:65-66].

في الرد على الفاضلة د. وفاء هداها الله  ، وهي عضو هيئة تدريس ، وعميد لكلية الآداب في جامعة خاصة، وعضو المركز الوطني لتطوير المناهج التعليمية، وعضو المركز الوطني لحقوق الإنسان، وعضو سابق اللجنة الملكية لتطوير المنظومة السياسية .

مقالات ذات صلة

فأقول.. بعد أن إطلعت على بعض آراءها وكتاباتها، أشير إلى أن فكرها وآراءها  وتدينها وإعتقادها، أمور تخصها، ولا سلطان لأحد عليها إلا الله سبحانه، وأمرها إليه، وعنده سبحانه يجتمع الخصوم.

لكن وحتى نكون على بينة وعلم، فإن مفهوم  حرية التعبير  يجب أن لا يتجاوز حرية الآخرين، ولا يخالف القانون ، ولا ينتهك  حدود وضوابط الدين، فلا يجوز  الإنتقاص منه، أو الإستهزاء بأي جزئية من شعائره وأحكامه ، ومن يفعل ذلك قاصدا ومتعمدا، فقد وقع في الإثم أو الكفر  وحكمه إلى الله، كما انه خرق القانون العام، الذي نطالب بالإحتكام إليه، ليعرف كل منا حدوده فلا يتجاوزها، حتى وإن كان بحجة او مسمى التعبير عن الرأي .

والموظف العام، او من هو في حكمه، ممن أوكلت اليه مهمة او مهام ، في مؤسسة عامة او شبه عامة او حتى في القطاع  الخاص ، يجب أن يحترم دين الدولة وقانونها وتقاليد أهلها.
ومن ابتلي بداء العظمة وطلب الشهرة، او بدافع الهوى من النفس او بدفع من الغير، فاليغادر  المكان الرسمي، ثم يكتب او يعبر عن آراءه كما يشاء، لكن بشرط أيضا ” بأن لا يتجاوز القانون والنظام العام” .

والجاهل في أحكام الشريعة، وإن كان يحمل درجات علمية في تخصصات أخرى ، فلا يحق له أن يفتي بالجواز او عدمه في أي مسألة صغيرة او كبيرة، خاصة أو عامة ، وعليه أن يستفتي أهل العلم ويسأل أهل التخصص ويصدر عن رأيهم.
سأذكر المخالفة الأولى للدكتورة الفاضلة وفاء هداها الله، والتي تتعلق بأصول العقيدة، فبصفتها عضو في المركز الوطني لتطوير المناهج،وكما نشرت هي على بعض وسائل التواصل، وعلى الدرس الرابع  للصف الثاني، والذي هو بعنوان مؤازرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى أعلى صورة تظهر  معركة بدليل وجود الرماح والسيوف، ورجل  يحمل علم التوحيد والمكتوب عليه ” لا إله إلا الله، محمد رسول الله ” ، علقت د. وفاء ” هكذا يتعلم طلبة الصف الثاني الفكر الداعشي في مناهجهم”.

فالرد على ذلك.. أن كل مسلم عاقل، يرفض أي فكر ظال ومنحرف، والأكثر رفضا هو ذلك الفكر  الذي يتخذ من الدين دثارا ومنطلقا، وهذا الرفض لهذه السلوكيات، ليس منهج جديد، بل هو منهج ثابت في نصوص القرآن والسنة.
وبما أنها أشارات للدواعش على وجه الخصوص ، فهم خوارج العصر، والإسلام منهم براء، وعليهم من الله ما يستحقون.

ومن ينكر شيئا معلوما من الدين بالضرورة، أو يستحل محرما، ولو كان بقدر بعوضه أو ذبابة فهو كافر، وهذا ليس قولي وإنما أمر جلي وواضح بنص الصحيح من السنة .
ولا أدري اين يكون الفكر الداعشي في تعليقها ، فهل تقصد  في مؤازرة الرسول عليه الصلاة والسلام، والسير على نهجه واحياء سنته، واتباع امره ونهيه! 
وأذكرها وغيرها بقول الله تعالى ” ﴿ لِّتُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُۚ وَتُسَبِّحُوهُ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلًا) ‘.
وبقوله صلى الله عليه وسلم” فوالذي نفسي بيده، لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده”.

ام انها تقصد ان  الفكر الداعشي  في شعار التوحيد ورمزيته ومعانيه!
فمن المسلمات التي لا تقبل الجدل عند المسلمين، أن لا اله إلا الله، محمد رسول الله “، هي شعار الإسلام، وركن الإيمان الأعظم، ومن قالها مؤمنا بها عصم ماله ودمه، ومن انكرها  فهو كافر مرتد، يهدر ماله ودمه ، ففي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: «‏من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله» (رواه مسلم).

ام أنها تقصد أن  الفكر الداعشي هو في الجهاد، الذي هو ذروة سنام الإسلام، وشعاره السيف والقوة لرد المعتدين عن حرمة البلاد وحقوق العباد!
وأسال د. وفاء،وغيرها ، بماذا يختلف الدواعش بأفكارهم وأفعالهم وجرائمهم عن الصهاينة واليمين المتطرف في بعض الدول؟
وهل التطرف لمن يحمل فكرا عقديا، ام هو مسمى لكل من يحمل فكرا هداما يخالف القانون ودين المجتمع؟

في تغريدتها او منشورها  الثاني، عن الأضحية والذي آثار  جدلا واسعا في الأردن والعالم الإسلامي، لأنه  تزامن  مع عيد الأضحى وأيام التشريق، حيث تقدم شعيرة الأضحية وفق ضوابط شرعية في سلامة الاضحية من العيوب، وفي وقت  او طريقة ذبحها. فكتبت. د. وفاء ما نصه ” العيد يستحق الإحتفال عندما نصنع شكلا من أشكال الحياة، او ننقذها من العبث وفوضى البقاء.
فالرد على ذلك، ان عقل البشر قاصر مهما أوتوا من العلوم، وقد ذكر الله تعالى وهو العليم بما يصلح عباده والخبير بهم وبطبائعهم، وهو الرحمن الرحيم، وهو سبحانه أرحم من الأم على ولدها، فقال سبحانه” وَلَكُمۡ فِي ٱلۡقِصَاصِ حَيَوٰةٞ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ” ﴿١٧٩﴾ البقرة.
ففي ظاهر  الحكم بالموت على  من تعمد إزهاق الروح المعظمة ،ولكن في باطنه  للمتبصر، تكون حياة للمجتمع وحفظا للدماء.
فهل تعلم الباحثة د. وفاء، ما حل في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، من ويلات القتل والثأر والعودة الى الجاهلية الأولى، نتيجة تغييب أحكام الشريعة؟

وقولها… وليس بالضرورة عندما نخطف الحياة ونبيدها ونضحي فيها بسبب طقوس تفتقر للرحمة والرأفة!

فأقول.. في شريعة الإسلام تظهر الرحمة والرافة بأسمى معانيها وبأبهى صورها، ففيها أوامر وزواجر للحفاظ على حياة البشر والطير والدواب والشجر وكل المخلوقات وفي كل بيئاتها ، ولمن أراد أن يتعلم ويستزيد ويستفيد، فاليقرا في القرآن وتفسيره، والأحاديث والسيرة النبوية، ففيهما ما يغني ويزيد.
وأما قولها… ذبح الأغنام وتقديم الأضحية غير مبرر، والإسلام بريء من هذا الطقس، في عصر تطور وتغيرت فيه المساقات المعينة، ومفاهيم التوازن البيئي، والطقوس الحقوقية والعقد البيئي.

فالرد على ذلك، أن الأضحية سنة نبوية، وهي واجبة على المقتدر مرة  في كل عام، وفيها معنى الشُكْرُ للهِ تعالى على نِعمةِ الحياةِ، وهي إحياءُ لسُنَّةِ إبراهيمَ الخليلِ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، حين أمَرَه الله عزَّ اسمُه بذَبحِ الفِداءِ عن ولَدِه إسماعيلَ عليه الصَّلاة والسَّلامُ في يومِ النَّحرِ.
وأنَّ في الأضحية  وسيلةٌ للتَّوسِعةِ على النَّفْسِ وأهلِ البَيتِ، وإكرامِ الجارِ والضَّيفِ، والتصَدُّقِ على الفقيرِ، وهذه كلُّها مظاهِرُ للفَرَحِ والسُّرورِ بما أنعَمَ اللهُ به على الإنسانِ، وهذا تحدُّثٌ بنعمةِ الله تعالى.
وأنَّ في الإراقةِ مبالغةً في تصديقِ ما أخبَرَ به اللهُ عزَّ وجلَّ؛ مِن أنَّه خَلَقَ الأنعامَ لنَفْعِ الإنسانِ، وأَذِنَ في ذَبْحِها ونَحْرِها؛ لتكونَ طعامًا له.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ يَوْمَ النَّحْرِ عمَلًا أحَبَّ إلى اللهِ – عزَّ وجلَّ – مِنْ هراقةِ دَمٍ، وإنَّهُ ليَأْتِي يَوْمَ القِيامَةِ بِقُرُونِها وأظْلافِها وأشْعارِها، وإنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِن اللهِ – عزَّ وجلَّ – بِمَكانٍ قَبْلَ أنْ يَقَعَ على الأرْضِ، فَطِيبُوا بِها نَفْسًا»؛ الترمذي وابن ماجه.

فيغفر الله تعالى للعبد، عند أول قطرة من دمها كل ذنب، عن  أَبِي دَاوُدَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: قُلْتُ : أَوْ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذِهِ الْأَضَاحِيُّ؟ قَالَ: “سُنَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ، قَالُوا: مَا لَنَا مِنْهَا؟ قَالَ: بِكُلِّ شَعْرَةٍ حَسَنَةٌ”، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَالصُّوفُ؟ قَالَ: بِكُلِّ شَعْرَةٍ مِنَ الصُّوفِ حَسَنَةٌ».

وقبل ذلك وبعده كله، فالأضحية امر الله تعالى لعباده، فصل لربك وانحر.
وهي من شعائر دين الإسلام، الواجب تعظيمها لقوله تعالى،” وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ» [الحج: 27، 28].
وقولهوتعالى أيضا: «وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [الحج: 36].
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إِذَا ضَحَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ)) أخرجه أحمد في مسنده.

وهي سنة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، الذي فعلها بنفسه، فعنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِكَبْشٍ أَقْرَنَ، يَطَأُ فِي سَوَادٍ، وَيَبْرُكُ فِي سَوَادٍ، وَيَنْظُرُ فِي سَوَادٍ. فَأُتِيَ بِهِ لِيُضَحّيَ بِهِ. فَقَالَ لَهَا: “يَا عَائِشَةُ هَلُمّي الْمُدْيَةَ”. ثُمّ قَالَ “اشْحَذِيهَا بِحَجَرٍ” فَفَعَلَتْ. ثُمّ أَخَذَهَا، وَأَخَذَ الْكَبْشَ فَأَضْجَعَهُ. ثُمّ ذَبَحَهُ. ثُمّ قَالَ “بِاسْمِ اللّهِ. اللّهُمّ تَقَبّلْ مِنْ مُحَمّدٍ وَآلِ مُحَمّدٍ. وَمِنْ أُمّةِ مُحَمّدٍ” ثُمّ ضَحّىَ به)) أخرجه مسلم في صحيحه.

ولها شروطها واحكامها ووقت الذبح وكيفيته،  والواجب على المضحي أن يسوق الأضحية  إلى مكان الذبح سوقًا لطيفا رحيما، ولا يجرها او يعنفها، ولا يجعل بعضها ينظر الى بعض في وقت الذبح.
وأذكرها والجميع، بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في الذبح سواء في الأضحية أو في غيرها، فقال: «إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ» أخرجه مسلم.
وأقول أيضا.. كما في قتل القاتل حياة للمجتمع، فايضا في تقديم الأضحية، فرح وسعادة للمضحي وأهله ولمن حوله في المجتمع.
فالحلال والحرام ما أحله او حرمه  الله تعالى، وبينه رسوله عليه الصلاة والسلام.
وأما التطور.. فالإسلام يوافق كل تطور، ويدعو الى كل حديث وتحديث، فما يضرنا إذا ركبنا الى الفضاء، أو الى أعماق البحر، وقلنا ربنا لك الحمد على كل نعمة انعمتها علينا،ولو ان الإسلام جامد، لما استطاع أن يكون دينا عالميا يتبعه أكثر من مليار ونصف المليار من المسلمين، وفي شتى بقاع العالم تنبى المساجد ويرفع الآذان،وتكون الدعوة للخير والفضيلة والحشمة والحياء .
وأما العقد البيئي، فالإسلام هو الداعي للحفاظ على البيئة وعناصرها، في اوقات الحرب والسلم، بل إنه صلى الله عليه وسلم أمر بالإبقاء على بيئة الحياة، حتى عند زوال كل الحياة، فقال عليه السلام ” ((إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تَقوم حتى يَغرِسَها، فليَغرِسْها)) رواه احمد والبخاري في الادب المفرد.
أراء الدكتوره وفاء هداها الله، ليست الوحيدة، التي بدأت تظهر على ساحتنا الوطنية الاردنية ،وتعلن لمز الدين وهمز اهل التدين، وقدح العشائرية والتمسك بالعادات والتقاليد الحميدة.
قرأت رأيا منشورا لأحد الأتباع والمؤيدين للدكتورة وفاء، يقول في منشوره، ” هل للدولة دين؟
ثم عقب ناشرا، فكتب ” الخطيئة الكبرى في إعتقادي والهوة القاتلة، التي تورطنا بها من عقود هي، ايراد عبارة ” الإسلام دين الدولة ”، في المادة الثانية من الدستور الأردني، والتي لا مفر من تعديلها، كأول خطوة نحو تأصيل جذور الدولة العادلة التي نبتغي” !
فالرد على ذلك.. ،دين الدولة الإسلام وسيبقى بإذن الله، ونفخر بذلك ونفاخر  بإسلامنا، ونفاخر الدنيا كذلك بأن قادة بلادنا وولاة الامر فيها، ينتمون الى بيت النبوة الطاهر، وهم الدعاة الى الإسلام الحقيقي، ومليكنا المفدى يحفظه الله، هو من يسعى في كل مكان لرد شبهات التطرف والارهاب عن الإسلام.

وبالأمس تحديدا، أطلت علينا الدكتورة والكاتبة زليخة ابو ريشة، هداها الله، فنشرت ما نصه ”
لقد أبدت” الدكتورة”، تقصد بذلك. د. وفاء.” ،لقد أبدت رأيَها في واقعةٍ تنتسب إلى المجتمعات الإسلامية، وباتت مذمومةً في العالم كله، وهي (أضاحي العيد الكبير)، هبَّ الجاهل قبل المتعلم، والمتأسلم المغلول، والحاقد وقليل الأدب وأفراد القطيع، للشتم والتكفير.
في حين أن كلامَ الدكتورة ليس سوى رأيٍ غير ملزم، واقتراح لإعادة النظر في هذا الطقس، والذي يبدو وحشياً في نظر العالم وكثيرين.
ثم قالت هداها الله ” أن #الأضحية للحاج في أرض الحج.. وخارج الحج ليست بشعيرة” .
فالرد عليها، بعضه سبق، وأزيدها من الشعر بيت،أهل الاردن ليسوا بالقطعان، وأهل أدب وحياء، وجلهم اهل علم ويشهد لهم العالم كله بذلك، وشيمتهم الصفح والعفو، وليس من طبعهم الحقد والغل.
لكن الرد عن دين الله وشريعته واجب على كل مسلم، إنكار بالقلب، او قول ونصيحة باللسان، او رد بالقلم والقرطاس، لمن يعلم ويقدر، وآخر الكي النار، اللجوء للقانون لردع أهل الغي والبغي.
وعندي سؤال للكاتبة د. زليخة، بحد علمي أن اكثر من يقتل الأنعام، كالاغنام والبقر وغيرها بالصعق او الذبح، هم اهل استراليا ونيوزلندا والهند، فهل افعالهم مذمومة، أم لانها على مسمى تجاري وفي بلد غير اسلامي ففعلهم مباح؟
وسلاما ويكفي!
ختاما.. واعتذر للاطالة،فمطلب محاكمة د. وفاء ودكتوره زليخة مطلب شرعي وشعبي وقانوني ووطني.
شرعي ،لأن كل من يتجاوز على الشريعة بإزدراء او تهكم او انتقاص، للنيل منها قصدا، هو كافر، والدليل هو الصحابة الذي استهزأوا بالقراء، واعترفوا انهم كانوا يخوضوا ويلعبوا ” يمزحوا”، فانزل الله فيهم ” لقد كفرتم” .
واما شعبي ،لان الغالبية العظمى تطالب بذلك، وهذا واضح لا جدال فيه .
واما قانوني ،لانهما إرتكبتا  فعلا يجرم عليه القانون،طبقا لنص المادة 278 من قانون العقوبات الأردني والتي  تنص : يعاقب بالحبس مدةً لا تزيد على ثلاثة أشهر أو بغرامة لا تزيد على عشرين ديناراً كل من:
1 -نشر شيئاً مطبوعاً او مخطوطاً او صورة او رمزاً من شأنه أن يؤدي الى إهانة الشعور الديني لأشخاص آخرين أو إلى إهانة معتقدهم الديني .
وقد فعلن ذلك وتكرر.
واما المطلب الوطني  بالإقالة فأصبح واجبا ،لان صاحبة الازدراء عضو في لجنة تطوير المناهج التعليمية،فهل تؤتمن  من هذه أفكارها، على مناهج التعليم؟

وبما أن. د. وفاء ،تم إقالتها من عضوية  اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، وهو اول الغيث، ولكني اقول.. أي تطوير للمنظومة  السياسية سيكون؟
إذ ظهرت أصوات  تطالب بحذف دين الدولة من الدستور!
وبما أن الدكتورة وفاء، عضو في المركز الوطني لحقوق الإنسان، فبأي حقوق تنادي، إذا كانت تستكثر على القلم والفرجار والميزان مساقات الذكورية، وتهمز وتلمز شعائر الإسلام الذي هو دين الدولة وعقيدة جل أهلها؟
وحفظا للشعور الوطني، وخوفا من جملة افكارها ان تطال ما هو ابعد، يجب اقالتها وفصلها من كل عمل، له صفة رسمية،وعدم قبولها في أي مهمة او عمل عام مستقبلا.
اللهم ولي أمورنا خيارنا، ولا تولي أمورنا شرارنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك يا إله العالمين.
اللهم ومن أرادنا وارد بلادنا واي من بلاد المسلمين وعقيدتنا بشر وسوء، فاجعل تدميره في تدبيره، ورد كيده الى نحره، إنك يا مولانا قوي قدير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى