
” الرجل المناسب في مكان ما ! ”
د. محمد شواقفة
أعترض ذلك الرجل موكب المسؤول الكبير و الذي تربطه به صلة بعيدة …. و راح يتوسل إليه: أرجوك يا سيدي … أنجدني …أريد وظيفة اعتاش بها و أنا صاحب عائلة كبيرة و الدنيا لم تضحك لي بعد …و ليس لي إلا الله و أنت …
أوصى المسؤول رئيس ديوان التوظيف أن يجد له عملا و طلب منه أن يستوصي به خيرا … بعد عدة أيام تساءل المسؤول عن مصير الموظف الجديد و علم أنه لم يتم تثبيته بعد …. استشاط غضبا و طلب رئيس الديوان مستجوبا : لماذا لم يتم تثبيته في أي وظيفة بعد … و اعتذر رئيس الديوان بعدم وجود أي شاغر يلائم مؤهلاته … لم يقتنع المسؤول …
و قال: عينوه محاسبا …
فقالوا: لا يعرف الحساب ….
فقال: عينوه كاتبا….
فقالوا: لا يجيد الكتابة
فقال: اذن عينوه مراسلا …
فقالوا: لا يتقن عمل القهوة و الشاي ….
فقال و هو يضيق باجاباتهم ذرعا: اجعلوه عاملا في المقسم يرد على الهاتف …
فقالوا: إن سمعه ثقيل و لغته غير مفهومة
فاحتد المسؤول و قال لهم: إذن اجعلوه رئيس للادارة !
و هذا ما كان ….
قابلت في احد الشركات في اواسط التسعينيات …و خضعت لعدة جولات من الاختبارات و قد تم قبولي مبدئيا من ضمن المتقدمين … في آخر مقابلة كان لزاما علي ان التقي بصاحب الشركة شخصيا للاتفاق على آخر التفاصيل … كانت الاسئلة عامة و غير فنية ولا علاقة لها بالوظيفة …و أخبرني أن مؤهلاتي تفوق ما يحتاجونه لهذه الوظيفة … و أقترح علي التوجه لمجال آخر مختلف تماما عن وظيفتهم المطروحة .. علمت فيما بعد أن من حصلت على تلك الوظيفة …لم تك معنا في المقابلات و الاختبارات . .. كانت هذه المقابلة نقطة تحول في حياتي ! و هذا ما كان ….
” دبوس على المؤهلات …”