الرئيس والفريق الوزاري في السلط … نتائج لا تلبي الطموح

الرئيس و #الفريق #الوزاري في #السلط#نتائج لا تلبي #الطموح
بقلم / احمد عبدالفتاح الكايد ابوهزيم
إستكمالاً لحملة العلاقات العامة للحكومات المتعاقبة مع المحافظات ” بدون نتائج تلبي الطموح ” ، وفي زيارة مستنسخة ” Copy paste ” إستدعت حضور الرئيس و 13 وزير من طاقمه الوزاري ، تحت بند النزول للميدان وتلمس حاجات المواطنين والعمل على تحسين الواقع المعيشي والتنموي ، إلتقى رئيس الوزراء وعدد من اعضاء فريقه الوزاري في مدينة السلط حاضرة البلقاء ، فعاليات شعبية ورسمية .
كعادته بشّر رئيس الوزراء بشر الخصاونة المواطنين الأردنيين والمقيمين من خلال مقولته الشهيره ” الحصرية ” بأننا مقبلون على الأفضل بعيداً عن الشعبويات ! ! .
لقاء ترقبه الشارع السلطي والبلقاوي ، المتعب والمرهق من تبعات زيادات كبيرة تصل إلى أكثر من الضعف على أسعار بعض السلع الأساسية ، نتيجة عوامل داخلية وخارجية ، وإرتفاعات محلية مبالغ فيها لإسعار المحروقات ” ونحن على أبواب فصل الشتاء ” ، وأيضاً إرتفاع كلف التعليم والصحة ، وإتساع جيوب الفقر ، وصعود نسب البطالة ” خصوصاً لدى الشباب ” إلى مستويات مقلقة جدآ ، على أمل أن تُحدث هذه الزيارة إختراق نوعي يرفع عن كاهلهم تبعات معاناة يومية في تدبير مستلزمات معيشتهم ، وتعينهم على تحمل تردي الخدمات ، وتهالك البنى التحتية ، بالرغم من مطالبهم المستمرة بضرورة تحسينها ، وسرعة إنجاز المشاريع قيد الإنشاء أو التي توقفت لعدم وجود تمويل ” المرحلة الثالثة من شارع الستين مثلاً ” ، لعل وعسى تُعطيهم بعض من جرعات الأمل في تجاوز صعاب الحياة ، وحتى يتشاركوا مع الرئيس في إنتظار رؤية حلم ” القادم أجمل وأجمل أيامنا لم تأتي بعد ” ، ولعلها تاتي في زمن دولة بشر الخصاونة وعلى أيادي أعضاء حكومته الموقرة .
من المفارقة بمكان وبعد بدء العمل في مشروع طريق السلط العارضة وإغلاقها لغايات الإنشاء وبدء معاناة سالكي الطريق من قاطني الأغوار والمزارعين وأهالي المنطقة في إيجاد طرق بديلة أن يعلن الرئيس عن تخصيص مبلغ 1.5 دينار لإنشاء طريق فرعي بديل عبر حمرة الصحن إلى دير علا في هذا الوقت وكأنها ” مكرمه ” ، وليس حق مكتسب يعينهم على تجاوز إغلاق الطريق الرئيسي قبل التنفيذ ، وكأن المطلوب ” سابقاً ” من المواطنين القفز فوق الطريق المغلق أو الذهاب عشرات الكيلومترات لإيجاد طرق بديلة ، ثم لماذا لم تكن هذه الطريق البديل مخطط لها ومرصود كلفتها ومنفذه مسبقاً ؟ قبل البدء بأعمال الإنشاء والإغلاقات ، وهذا يدل ” ربما ” على ان سبب تأخر البدء بتنفيذ هذا الطريق الحيوي منذ عدة سنوات ان الحكومات المتعاقبة كانت تتفاوض مع الصينيين على إنشاء طرق بديلة ” فوق البيعه” من المنحة ، علماً بأن إعادة تأهيل طريق السلط العارضة ممول بمنحة كريمة من حكومة الصين الشعبية تبلغ 31.5 مليون دولار وبتمويل جزئي من خزينة الدولة ، على نظام البناء الذاتي ، بطول 12.5 كم ، وقبل زيارة الرئيس وفريقه الوزاري إلى السلط بأسابيع أعلنت وزارة الأشغال العامة أنه سيتم إفتتاح طريق بديل قبل نهاية العام للمركبات الصغيرة فقط ، مع إستكمال تنفيذ الأعمال المطلوبة في بداية المشروع بطول 1.2 كم لربط التحويلات الجديدة من خلال طريق حمرة الصحن .
المدينة الصناعية في السلط ” ما في غيرها لإشعال الوقت ” على غرار مسلسل ” Peyton place ” الشهير كانت على أجندة الزيارة ، ” الوعد المنشود ” والعابرة لعشرات الحكومات تعاقب عليها 16 رئيس وزراء وعشرات الوزراء والنواب منذ العام 1993 من القرن الماضى ، تم إستكمال إنشائها حديثاً بمنحة كريمة من حكومة المملكة العربية السعودية ” الصندوق السعودي للتنمية ” ، لتبدأ بإستقبال المستثمرين ، تُعد من إنجازات المئوية الأولى والثانية ، تحدث الرئيس عن إستثمارات قادمة ملتزم بها ” قبل الزيارة بالتأكيد ” .
مليون دينار لبلدية السلط الكبرى لتعزيز القيمة التراثية لمدينة السلط بعد إختيارها وإدراجها على قائمة التراث العالمي ، ومليون دينار أخرى لجميع بلديات المحافظة والبالغ عددها 8 بلديات تخدم ما يقارب 570 الف مواطن بواقع 125 الف دينار لكل بلديه لعمل مشاريع إنتاجية !!! .
مبالغ على أهميتها لا ترقى لمستوى الحدث ، وحقيقة تحتاج البلديات إلى عشرات الملايين لسد العجز ومثلها للإرتقاء بنوعية الخدمات المقدمة للمواطنين وإنشاء المشاريع الخدمية والإنتاجية ، وهذا المبلغ البسيط لا يحتاج كل هذه البهرجة والزخم الإعلامي وزيارة رئيس وزراء وفريق وزاري بهذا الحجم للإعلان عنه ، فقط تصريح صحفي أو بيان من الناطق الإعلامي لوزارة الحكم المحلي يفي بالغرض .
ما تبقى من مداخلات للفريق الوزاري المرافق كلام عام ، فضفاض غير ملزم ، لا جديد فيه يستحق عناء السفر ” المضني ” ! من عمان إلى السلط .
دولة الرئيس يُتقن فن الخطابة بموضوع القادم الأجمل الذي لم يأتي بعد ، ويتحدث كثيراً عن أيامنا الجميلة المنتظره وستأتي حسب وعد دولته لكن لم يبح لنا كمواطنين رعايا في الدولة متى ذلك اليوم ؟ وهل من حقنا أيضا معرفة خطط حكومته بالأرقام عن كيفية خفض المديونية التي تزداد يوماً بعد يوم ؟ ومتى يستطيع أبناءنا وبناتنا الحصول على وظيفة تُخرجهم من قائمة العاطلين عن العمل ؟ ليرسموا مستقبل حياتهم كباقي أقرانهم من دول العالم المتحضر .
نصيحه برسم ” اللاشيء ” إذا كان هناك مخطط لزيارات وزارية مستقبلية إلى باقي المحافظات بنفس النهج والرؤية ، الأفضل العدول عنها لحفظ وقت الجميع ” ضيوف و معازيب ” ، وتوفير تكاليف الزيارات على خزينة الدولة التي هي بالأصل من جيوب المواطنين .
هذه حكومات المملكة الأردنية الهاشمية ، سلام على حكومات المملكة الأردنية الهاشمية .
حمى الله الأردن واحة أمن واستقرار . وعلى أرضه ما يستحق الحياة .
ناشط وكاتب أردني

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى