المواقف الدّاعمة لفلسطين وقضيّتها، لا يُمكن أن تمر مُرور الكرام على المنصّات التفاعليّة، بل وتحظى بإشادة، ودعم، وتصفيق، تماماً كما يحدث مع المواقف المُخجلة لبعض الدول الخليجيّة المُطبّعة، وحالة العشق الأبدي التي يُظهرها هؤلاء لمُغتصبي الأرض والعِرض، وما يطالها من نقد عربي، وإسلامي على المنصّات.
بوريك رئيس تشيلي يلغي حفل تسلم اوراق السفير الاسرائيلي في الدقيقة الاخيرة وبعد وصوله الى القصر الرئاسي بسبب تلقي الرئيس تقريرًا عن قتل الجيش طفلًا فلسطينيا عمره15عاما بالضفة وطلب من السفير المغادرة فورا..هل يفعلها رئيس أو ملك عربي ؟ زمن الرجال والكرامة واللا بهذا الزمن الرديء
— عبد الباري عطوان (@abdelbariatwan) September 16, 2022
#الرئيس_التشيلي #غابرييل_بوريك هذه المرّة، هو حديث المنصّات المُتصدّر، وفعلته اللافتة، بحق #السفير_الإسرائيلي الجديد، والذي رفض اعتماد أوراقه، احتجاجاً على #قتل دولة #الاحتلال الإسرائيلي للأطفال #الفلسطينيين الأبرياء العُزّل، ويأتي تصرّف الرئيس التشيلي، في توقيت يتهافت المسؤولين #العرب على إسرائيل، ويأخذوا مسؤوليها بالأحضان والقُبل، بل يتمنّون بوجودها شرقاً أوسطاً أكثر أماناً، وإشراقاً، ويُوسّعون بالاستثمارات مع المُحتل.
في الوقت الذي يطرد رئيس تشيلي سفير دولة الاحتلال بسبب استشهاد طفل فلسطيني صباح اليوم، مما أحدث أزمة دبلوماسية مع الاحتلال، تستقبل إسرائيل اليوم وللمفارقة، وزير خارجية الإمارات، ورئيس أركان جيش المغرب.
— Muath Hamed (@MuathHamed) September 15, 2022
معرفة الأصدقاء والمتحالفين مع الأعداء شيء مهم جدا
ووفقاً للإعلام العبري، فإن الرئيس التشيلي “غاضب جدًّا” لقتل إسرائيل لفتى فلسطيني يبلغ من العمر 17 عاماً في الضفّة الغربيّة، وهي الحادثة التي تزامنت مع التحضيرات لاعتماد السفير الإسرائيلي في بلاد الرئيس المذكور، ويغضب الرئيس التشيلي لقتل فتى فلسطيني، أكثر من غضب السلطة الفلسطينيّة ورجالها، ينتقد أحد المُعلّقين.
وفي تفاصيل الحادثة التي توقّفت عندها دولة الاحتلال الإسرائيلي، فإن السفير قد وصل فعلاً إلى الموقع المخصص لمراسم اعتماده، ولكن السلطات التشيليّة أبلغته بأنه جرى تأجيل الحفل “بسبب #قتل إسرائيل #الأطفال في غزّة”، وهُنا سببٌ صريح وواضح، لم يُحاول الرئيس التشيلي تجميله، أو تلطيفه، حتى لا يُغضب إسرائيل كما يفعل المُطبّعون معها.
https://twitter.com/hureyaksa/status/1570511974643159041?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1570511974643159041%7Ctwgr%5E187ba06c5c4b301894bec6d45dafde0cfbc83122%7Ctwcon%5Es1_c10&ref_url=https%3A%2F%2Fwww.raialyoum.com%2Fd8a7d984d8b1d8a6d98ad8b3-d8a7d984d8aad8b4d98ad984d98a-d98ad98fd8add8b1d990d8ac-d8a7d984d985d98fd8b7d8a8d991d8b9d98ad986-d8a7d984d8b9%2F
الإعلام الإسرائيلي اعتبر أن هذه حادثة، تُمثّل انتهاكاً خطيرًا للبرتوكول الدبلوماسي، ويُهدّد بتوتير العلاقات بين البلدين.
والرئيس بوريك، لا يُسجّل هذا الموقف الناقد لإسرائيل لأوّل مرّة، فهو معروفٌ بمواقفه الناقدة لها قبل وصوله للرئاسة، كما كان أيّد مشروعاً لمُقاطعة المنتجات والبضائع الإسرائيليّة.
رئيس تشيلي يرفض استلام أوراق سفير الاحتلال احتجاجا على قتل أطفال غزة
— ابو الباسل // A _s_s_i // (@assi_aroq) September 16, 2022
هاض الرئيس ال بتحكو عنه كافر
والرؤساء ووزراء المسلمين العرب استقبلوهم وصافحوهم واطعموهم وصار بينهم عيش وملح 😠#التطبيع_خيانة
ويتوقّف نشطاء عند اهتمام الرئيس التشيلي بمُتابعة تقارير قتل الجيش الإسرائيلي للأطفال الفلسطينيين، فيما دول عربيّة وإسلاميّة “تتراقص” على دماء الشعب الفلسطيني، وتُصافح قتلته، وتحتفل بعيد استقلال دولة الاحتلال الإسرائيلي المزعوم، ألا وهو يوم احتلال فلسطين، ونكبتها.
وفيما حظي الرئيس التشيلي بإشادة عربيّة وإسلاميّة، أعرب من جهته الناطق باسم حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) جهاد طه عن تقدير الحركة “رفض رئيس دولة تشيلي غابرييل بوريك تسلّم أوراق اعتماد سفير الكيان الصهيوني، احتجاجاً على قتل جيش الاحتلال الأطفال الفلسطينيين في غزّة”.
ألغى رئيس تشيلي، غابرييل بوريك مراسم اعتماد سفير الاحتلال غيل أرزيلي، بعد إبلاغ الرئيس بقتل الاحتلال لفتى فلسطيني قاصر في الضفة الغربية..
— Adnan Abu Amer (@AdnanAbuAmer2) September 16, 2022
ينتمي بوريك للحزب الشيوعي، وهو أصغر رئيس في تاريخ تشيلي بعد فوزه نهاية العام الماضي، وهو من ناقدي إسرائيل، وأيّد مشروع قانون مقاطعة بضائعها.. pic.twitter.com/XXkS5Ldf7J
الجالية اليهوديّة في تشيلي هاجمت خطوة الرئيس التشيلي، وعدّته حادثاً دبلوماسيّاً خطيرًا، وإهانة لصداقة عمرها أكثر من 70 عاماً، وتطلّعت لحكومة تشيلي بتصحيح الوضع.
ودعا مُغرّدون إلى التوقّف عن وصف الزعماء الوطنيين بالكفار حال عدم انتمائهم للإسلام، فالرئيس التشيلي كمثال وطني ليس مُسلماً، لكنه انتصر للأطفال الفلسطينيين المُسلمين، في حين داس الزعماء المُسلمون على دمائهم.