الرأي العام الأردني .. لاعب هام
اثبتت قضية التعيينات الاخيرة، واستجابة الملك لها، ان الرأي العام الاردني بات لاعبا لا يستهان به في اللعبة السياسية الداخلية.
نعم، «السوشال ميديا» الاردنية لا يستهان بها، فهي قادرة على تقديم المعلومة وتحشيد الجماهير، ومن ثم تحولت لجماعة ضغط كبيرة، لا حظنا اثرها في اكثر من قضية.
اضف لذلك، ان ثقافة الاحتجاج في البلد، اصبحت متجذرة، صحيح انها لا تخرج للشارع، لكنها قادرة للتعبير عن نفسها بطرائق مختلفة وقنوات متعددة.
من يدير المسألة مجهول، وقد لا يكون من المهم او المجدي معرفته، لكن في النهاية هناك شعبويا، عين تراقب، وتتكلم بوسائل متعددة، والاستجابات لها فاعلة ومؤثرة من الجماهير.
طبعا الاخطاء التي ترتكبها الحكومات والسلطات، هي الاكثر رصدا من الجماهير، وهذا منطقي، يساعده اجواء عدم الثقة المؤبدة التي تسود العلاقة بين المواطن والمؤسسات.
ملاحظة اخرى، على الرأي العام الاردني، وصيرورته، انه مع مرور الوقت وتعمق الازمة السياسية والاقتصادية، تختفي فيه ظاهرة «المبرراتية» او «السحيجة».
لا يوجد من يدافع عن اداء الحكومة، بدافع «عنزة ولو طارت» كما في بعض البلدان العربية المجاورة، مصر مثلا، فالناس يسهل جمعهم على رأي واحد كما قضية التعيينات.
من هنا على الدولة، بكافة مرجعياتها، السياسية والامنية، ملاحظة الرأي العام الاردني، وادواته وكيفية تشكله، وعدم انكار قدرته على التأثير، واحداث الضجيج.
ولعلها اللحظة التي يجب ان يقتنع فيها صانعو القرار بأن الاردنيين ناضجون الى الحد الذي يستحقون فيه ان تكون مشاركتهم في الحكم حقيقية وذات وزن ثقيل.
الناس اليوم يجلسون خلف الشاشات ليعبروا عن غضبهم ومواقفهم، لكن من يضمن بقاءهم هناك، الى الابد، بالتالي لا حل لضمان السلامة إلا بمزيد من المشاركة السياسية.