الذكــاء الاصطناعــي للمـوارد البشريــة محـوره الإنســان
الدكتـور يوسـف إبراهيـم درادكـة
وقد حدث انفجار معرفي عصري حديث في السنوات الأخيرة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي لتطبيقات الموارد البشرية. تم تصميم هذه الأدوات لتولي المهام الرئيسية للموارد البشرية بما في ذلك التوظيف والاحتفاظ بالمواهب والتدريب والمزايا ورضا الموظفين. هذه المنتجات لديها القدرة على تعزيز إنتاجية الموظفين، وتوفير الوقت والمال لإدارات الموارد البشرية، وتحسين نتائج الإنصاف والتنوع.
وفي الوقت نفسه، تشير المقالات التي تحذر من العواقب السلبية للذكاء الاصطناعي إلى استخدامها في الموارد البشرية كمجال رئيسي من مجالات الخطر. وهناك أسباب وجيهة لهذه المخاوف. ولقرارات التوظيف لها رهانات كبيرة مع عواقب وخيمة على الأفراد والمنظمات والمجتمع.
ويزداد القلق بشأن خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تُترميز التحيز والتمييز، مما يزيد من تعقيده قوانين العمل ومكافحة التمييز. كما أن الأخطاء في اعتماد منتجات الموارد البشرية القائمة على الذكاء الاصطناعي يمكن أن تقوض ثقة الموظفين، مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية والرضا الوظيفي. وأخيرا، فإن الجوانب الفريدة من إعداد الموارد البشرية، بما في ذلك مجموعات البيانات الصغيرة، والتفاعلات الاجتماعية المعقدة، والمخاوف المتعلقة بخصوصية البيانات، تشكل تحديات أمام تطوير خوارزميات فعالة.
الذكاء الاصطناعي هو لاعب جديد نسبيا في الموارد البشرية. قليل من المتخصصين في مجال الموارد البشرية لديهم معرفة تقنية بكيفية عمل أنظمة الذكاء الاصطناعي. وهم يواجهون ضغوطاً لاعتماد أدوات قائمة على الذكاء الاصطناعي في كثير من الأحيان بدون الموارد اللازمة لتقييم العواقب المحتملة لهذه القرارات تقييماً كاملاً. والهدف من الذكاء الاصطناعي التي تركز على الإنسان في مجموعة أدوات الموارد البشرية هو تزويد المتخصصين في مجال الموارد البشرية بإطار لاتخاذ القرارات السليمة للمنظمة والمجتمع.
ويعتمد العمل على مجتمع متعدد حسب أصحاب المصلحة للجمع بين المعرفة التقنية، وفهم السياقات التنظيمية، والخبرة القانونية والأخلاقية، والدروس المستفادة من التجارب السابقة. ويشمل أعضاء مجتمع المشروع متخصصين في مجال إدارة الموارد البشرية في البيئات الخاصة والعامة، الذكاء الاصطناعي لموردي الموارد البشرية، وخبراء تحليلات الناس، وعلماء أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وخبراء قانون العمل، والأكاديميين.
والمكون الأول من مجموعة الأدوات الناتجة عن ذلك هو كتيب قصير يقدم لمحة عامة عن كيفية عمل نظم الذكاء الاصطناعي والمخاوف الرئيسية حول استخدامها في سياق الموارد البشرية. وبقية مجموعة الأدوات هي دليل مشتريات مع أسئلة تطرحها على كل من البائعين والمنظمة الخاصة. وتغطي هذه الأسئلة المفاضلات في تصميم الخوارزميات، وجودة وتخزين البيانات المستخدمة، واقتراح القيمة والمستوى المتوقع من الدقة، وكذلك جوانب السياق التنظيمي، بما في ذلك مواقف واكتساب صانعي القرار والمتخصصين في الموارد البشرية والموظفين.
يعتمد نجاح مجموعة الأدوات على مساهمة جميع أفراد المجتمع المحلي لضمان أنها تلبي احتياجات المتخصصين في مجال الموارد البشرية، وتعكس فهمًا دقيقًا لخوارزميات الذكاء الاصطناعي، وتؤدي إلى اتخاذ قرارات تعود بالنفع على جميع أصحاب المصلحة بما في ذلك العمال والمجتمع ككل.
