الذكرى الــ 55 لمعركة الكرامة الخالدة / فيديو

#سواليف

جرت ” #معركة_الكرامة ” يوم 21 مارس/آذار 1968 على الأراضي الأردنية بين جيش #الاحتلال الإسرائيلي من جهة و #الجيش_الأردني والفصائل الفلسطينية من جهة أخرى، وانتصر فيها الطرف العربي. وجرت بعد أقل من عام على وقوع “النكسة” واحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة وجنوب لبنان وهضبة الجولان السورية، واستمرت نحو 15 ساعة.

الأسباب
تختلف وتتفق سرديات المعركة من حيث أسبابها ومجرياتها ونتائجها، تبعا لسياسات وأهداف أطرافها، لكن يعد تزايد قوة الفصائل الفلسطينية، وتحول الأردن إلى نقطة انطلاق لتنفيذ عملياتها، سببا رئيسيا في تأجيج غضب العدو وجعله يفكر أبعد من القضاء على تلك الفصائل إلى احتلال أراض أردنية.

وأراد الاحتلال تلقين #المقاومة الفلسطينية، والدولة الحاضنة لها، درسا لا يقل عن درس 5 يونيو/حزيران 1967، لكن الجيش الأردني التحم مع الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) ليقلب المعادلة.

وأخذت المعركة اسمها من بلدة “الكرامة” الأردنية الموجودة قرب الحدود الفلسطينية شرقي #نهر_الأردن، قريبا من جسر الملك حسين، وهو نقطة عبور فوق النهر الفاصل بين الأردن و #فلسطين.

وبدأت إرهاصات المعركة بتزايد العمليات الفلسطينية، مع رسائل دولية بعثتها إسرائيل عبر وسطاء إلى الأردن كي يضع حدا لتحركات الفدائيين على أراضيه.

وفي 20 مارس/آذار 1968 صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي “ليفي أشكول” أمام الكنيست بالتحضيرات للهجوم ومبرراته، وجاء ذلك في وقت استدعى الأردن سفراء بريطانيا وفرنسا وروسيا، ووضعهم في صورة التصعيد الإسرائيلي، وأخبرهم أن القوات الأردنية في حالة تأهب.

بداية المعركة

بدأت المعركة بقصف مدفعي إسرائيلي قرابة الخامسة والنصف صباحا على مواقع قوات الإنذار والخطوط الأمامية للجيش الأردني، بالتزامن مع اقتحام من 3 معابر باتجاه الأردن، وهي “جسر الملك حسين” و”جسر دامية” و”جسر الملك عبد الله”.

وتقول الرواية الأردنية إن قوات الإنذار اشتبكت مع القوات المهاجمة، وأخذت المدفعية الأردنية تركز قذائفها على مناطق العبور فدمرت الجسور الثلاثة وبعض المجنزرات وعطلت تقدم الاحتلال.

ومع مواصلة الجيش الإسرائيلي تقدمه نحو بلدة الكرامة كانت آلياته تتعرض للقصف المدفعي من الجيش الأردني، وإطلاق النار من قبل الفدائيين الفلسطينيين.

ومع وصول الاحتلال للبلدة، تحولت الدبابات والآليات العسكرية إلى هدف للألغام وقذائف “آر بي جي” والأسلحة الرشاشة والأسلحة البيضاء التي بحوزة الفصائل.

أهداف المعركة

تقول الرواية الأردنية، إنه رغم إعلان إسرائيل أنها قامت بالهجوم لتدمير قوة المقاومين العرب في بلدة الكرامة، فإن هدف العدوان كان مغايرا، وهو تحطيم القدرات العسكرية للقوات والقيادة الأردنية وزعزعة ثقتها بنفسها بعد حرب يونيو/حزيران 1967، واحتلال المرتفعات الشرقية والاقتراب من العاصمة عمان، للضغط على القيادة الأردنية ومساومتها سياسيا مستقبلا.

ويقول الجيش الأردني إن العدو فشل في مخططاته التي عرفت من الوثائق التي كانت لدى القادة الإسرائيليين وتركت في ساحة القتال، وهي احتلال المرتفعات الشرقية ودعوة الصحفيين لتناول طعام الغداء في عمان.

العدة والعتاد
استنادا إلى معطيات مديرية التوجيه المعنوي الأردنية، كان العتاد للأطراف وفقا كالتالي:

القوات الإسرائيلية: لواء مدرع 7، لواء الدروع 60، لواء المشاة 80، لواء المظليين 35، 5 كتائب مدفعية ميدان وثقيلة، 4 أسراب طائرات مقاتلة ميراج ومستير ومروحيات تستطيع نقل كتيبتين.

القوات الأردنية: فرقة المشاة الأولى ووزعت على: لواء حطين، لواء عالية، لواء القادسية يساند الفرقة اللواء المدرع 60. وفي الميدان توزعت القوات إلى كتيبة و3 سرايا دبابات، و3 كتائب مدفعية، وكتيبة هندسة.

ووفق الهيئة الأردنية فقد لعب سلاح المدفعية والدروع الملكي وقناصو الدروع دورا كبيرا في المعركة، وعلى طول الجبهة، وخاصة في السيطرة على جسور العبور، الأمر الذي منع الجيش الإسرائيلي من دفع أية قوات جديدة لإسناد هجومه. وتقول الهيئة “دون أدنى شك، معركة الكرامة كانت معركة الجيش العربي منذ اللحظة الأولى”.

أما إمكانيات المقاتلين الفلسطينيين فكانت ألغاما وقنابل وقذائف “آر بي جي” وأسلحة خفيفة.

وفي دراسة للباحث محسن صالح، نشرت عام 2003 استنادا إلى وثائق ومراسلات بريطانية عن تلك المعركة، محفوظة بالأرشيف الوطني في لندن، فإن التقديرات البريطانية تشير إلى نحو 4500 جندي أردني، مقابل 1100-2000 جندي إسرائيلي.

وتذكر تلك الوثائق أن إسرائيل شنت 450 غارة بتشكيلات من 2 و4 و6 و8 طائرات، واستمرت الغارات حتى نهاية المعركة.

وتتضارب الأرقام حول عدد القوات الفلسطينية، فبينما صرح الأمين العام للجبهة الشعبية الراحل أحمد جبريل بأنه يقدر بنحو 1500، تشير تقديرات بريطانية إلى أنهم كانوا في حدود 500.

نتائج معركة الكرامة
وفق الرواية الأردنية لجأت إسرائيل إلى طلب وقف إطلاق النار الساعة الحادية عشرة والنصف من يوم المعركة، في حين أصر ملك الأردن الحسين بن طلال على عدم وقف إطلاق النار طالما بقي جندي إسرائيلي واحد شرقي نهر الأردن.

وبدأ انسحاب القوات الإسرائيلية قرابة الساعة الثانية ظهرا، وتقول وثائق بريطانية إن رئيس أركان الجيش الأردني عامر خماش حاصر القوات الإسرائيلية حتى السادسة والنصف مساء ولم يهاجمها خشية تصعيد الموقف.

وبعد المعركة زار ملك الأردن الكرامة وصرح قائلا “الصلف والغرور يؤديان إلى الهزيمة، الإيمان بالله والتصميم على الثبات مهما كانت التضحية هما الطريق الأول إلى النصر”. أما رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات فقال إن المعركة “شكلت نقطة انقلاب بين اليأس والأمل”.

خسائر معركة الكرامة
استنادا إلى منشورات الجيش الأردني، كانت خسائر المعركة كالتالي:

القوات الأردنية: 86 شهيدا و108 جرحى، تدمير 13 دبابة و39 آلية مختلفة.

القوات الإسرائيلية: 250 قتيلا و450 جريحا، تدمير 88 آلية مختلفة شملت 47 دبابة و18 ناقلة و24 سيارة مسلحة و19 سيارة شحن، وأسقطت 7 طائرات مقاتلة.

في حين يذكر مركز المعلومات الوطني الفلسطيني أن عدد شهداء الجانبين الفلسطيني والأردني بلغ 185 و200 جريح.

“نزهة” تركت جنود الاحتلال في صدمة
في ذكريات نشرها موقع “أوريان 21” الفرنسي عام 2017، قال الدبلوماسي الإسرائيلي السابق آلون ليال (وهو أحد جنود تلك الحرب) إن المعركة صُورت للجنود على أنها “نزهة” وأن الجيش الأردني لن يقاتل إلى جانب منظمة التحرير الفلسطينية.

ويكشف ليال أن هدف المعركة “كان مقاتلة منظمة التحرير فقط، وأن مهمة القبض على عرفات كانت على عاتق المظليين”.

ويتابع “تم إيقاظنا نحو الساعة الرابعة صباحا ونقلنا في الحافلات إلى جسر الملك حسين أو ما يطلق عليه جسر اللنبي (نقطة عبور على نهر الأردن) وكانت حاملات الدبابات تتبعنا. تركنا الحافلات بالقرب من الجسر لنركب الدبابات وهكذا عبرنا الجسر”.

وأضاف “كان واضحا أن مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية يتحكمون في أغلب المباني على الطريق الرئيسية.. وما حدث كان مخالفا تماما لما كان منتظرا”.

وتابع “حسب معلوماتنا الأولية كان من المفروض ألا تشارك الدبابات الأردنية في القتال لكن حصيلة المعركة تركتنا جميعا في حالة صدمة.. وتحولت هذه العملية التي قدمت لنا على أنها نزهة إلى فاجعة”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى