الدول المعاوية
بأي حق نعفو عمن حرم الاطفال وامهم من النفقة، أو قتل اخته بحجة حماية الشرف، او ذاك الذي غرر بالشباب وطلاب المدارس لتعاطي المخدرات كي يتكسب، او تسبب بمقتل الناس بسبب الغش في البناء ونهب المال على حساب سلامة البشر او من يطعم الناس لحوم الحمير والاكل الفاسد
بأي حق نعفو عمن باع واشترى بأرواح الناس غير مبالي بقوانين أو ضوابط اجتماعية فافسد الحياة على الناس ونشر الرذيلة والاستقواء، إنه امر لا ترتضيه شريعة من الشرائع ولا عادات وتقاليد أصيلة.
أنا لست ممن يؤيدون العفو العام الذي يؤدي لإعادة الاشرار للطرقات من تجار ومتعاطين للمخدرات، او محترفي البلطجة والسرقة وغيرها من جرائم الشرف والاغتصاب، وبنفس الوقت لست مع سجن الغارمات او من تورطوا في موضوع الشيكات، لأنه كما هو معروف انه لا توجد دولة في العالم تسجن من هو مدين الا البلاد العربية، ولا يوجد اي دولة في العالم تُصدر ما يعرف بالعفو العام الا البلاد العربية لأنها دول اسست على أسس تُقارب ما أسس به معاوية دولة بني أمية .
مصطلح الدولة المعاوية سمعته على اذاعة اردنية وقد اثارني هذا العنوان، فمعاوية بن ابي سفيان الفصيح الحليم الصادق ستجد عدد كبير من المؤرخين يصفونه بالملك القوي، فكان يمارس العفو كما يمارس الحرب.! لكنه عفو خاص عن اصحاب الفكر او من حاربوه وخرجوا عليه.
لسنا هنا من اجل محاكمة التاريخ فليس يعنيني ان كان ما فعله معاوية صحيحا أم خطئاً لكني اسعى لفهم صحيح للعقلية العربية التي فهمت العفو بطريقة خاطئة فمقولات (العفو عند المقدرة) أو (العفو من شيم الكرام) لم تعطي لأي كان الحق في التمادي بأذية المجتمع ولا تحت اي ذريعة، فقليلون جدا من يستحقون أن نعطيهم فرصة اخرى قبل ان ينالوا عقابهم وإن القصاص هو درس لمن يرتكب الجرم زهو رادع لغيره، نحن نحتاج أن نبتعد عن الدولة المعاوية وأن نبني دولة تقوم على ضوابط القوانين التي تحمي المجتمعات، وارجو ان يؤخذ الكلام في سياقة دون الدخول بنظام الخلافة او الاعتقاد بمهاجمتي للصحابة رضي الله عنهم.
والله من وراء القصد
