اتفق محللون من إدارة #الأرصاد_الجوية الوطنية #الأمريكية (NOAA) ووكالة #ناسا على التنبؤ بأن يواجه #الحقل_المغناطيسي_للأرض طاقة جسم كتلي اكليلي (CME) بين 14 و 15 يوليو. وفقًا لتقارير موقع SpaceWeather.com المتخصص، قد يؤدي هذا التصادم إلى حدوث #عواصف_شمسية من الدرجة G1 مع ظهور الشفق القطبي في المناطق عالية العرض. تم إطلاق سحابة الجسيمات في الفضاء في 11 يوليو من خلال خيوط مغناطيسية انفجرت في نصف الكرة الجنوبي للشمس.
ما هو الخيط المغناطيسي؟
في سياق #الفيزياء_الشمسية، يشير مصطلح ” #الخيط_المغناطيسي ” أو “الخيط” إلى هيكل طويل ورقيق مكون من بلازما (غاز مؤين) يظهر كميزة داكنة أو باردة في ضوء الخلفية الأكثر حرارة للشمس. يُعرف الخيط أيضًا باسم التألقات الشمسية عند مشاهدته من زاوية مختلفة. وعادة ما يكون الخيط مرتبطًا بالحقول المغناطيسية ويوجد عادة على حدود المناطق النشطة على سطح #الشمس. يمكن أن تمتد الخيوط على آلاف الكيلومترات وتُحتجز في مكانها بفضل القوى المغناطيسية داخل الغلاف الجوي للشمس. في بعض الأحيان، يمكن أن تصبح هذه الخيوط غير مستقرة وتنفجر، مما يؤدي إلى إطلاق طاقة وجسيمات في الفضاء، وهذا ما يُعرف بانفجار الخيوط المغناطيسية.
ما هو ثوران الكتلة الاكليلية (Coronal Mass Ejection – CME)؟
ثوران الكتلة الهالية (Coronal Mass Ejection – CME) هو ظاهرة في الشمس تتمثل في إطلاق كمية كبيرة من المادة المشحونة إلى الفضاء من الهالة الشمسية. تتكون هذه المادة بشكل رئيسي من البلازما المكونة من الإلكترونات والبروتونات. تحدث ثورات الكتل الهالية عندما يتم تحرير وتسريع هذه الكتل المغناطيسية الضخمة بشكل مفاجئ من سطح الشمس نتيجة لتغيرات في الحقول المغناطيسية الشمسية. عندما تصل هذه الكتلة المشحونة إلى الأرض، يتفاعل معها المجال المغناطيسي الأرضي، مما يؤدي إلى تشويش في بيئة الفضاء القريبة من الأرض. ويمكن أن يتسبب ذلك في ظواهر مثل العواصف الشمسية وظهور الشفق القطبي في مناطق واسعة جغرافيًا.
ما هي “العاصفة الشمسية”؟
هي اضطراب في مجال المغناطيسية الأرضية يُسببه النشاط الشمسي، ولا سيما الفلايرات الشمسية المكثفة أو ثورانات الكتل الهالية (CMEs). عندما تصل ثورة الكتلة الهالية أو تيار الرياح الشمسية السريع إلى الأرض، يتفاعلان مع المجال المغناطيسي الأرضي الذي يحيط بالكوكب. ويمكن أن يتسبب هذا التفاعل في تقلبات واضطرابات في المجال المغناطيسي للأرض، مما يؤدي إلى حدوث عاصفة هندسية مغناطيسية.
خلال هذه العاصفة، يمكن أن تتشوه خطوط المجال المغناطيسي للأرض بشكل كبير، ويمكن للجسيمات النشطة من الحدث الشمسي أن تخترق المجال المغناطيسي وتصل إلى الطبقة العلوية من الجو الأرضي. يمكن أن ينجم عن ذلك آثار مختلفة، مثل ظهور الشفق القطبي في خطوط عرض أقل من المعتاد، تقلبات في شبكات الطاقة، اضطرابات في اتصالات الأقمار الصناعية وأنظمة الملاحة، وفي حالات نادرة، تلف في المعدات الإلكترونية الحساسة.
عادةً، تُصنف العواصف الشمسية حسب مستويات أو مقاييس مختلفة استنادًا إلى شدتها، وتُصنف العواصف الأكثر شدة كـ G5. ويمكن أن تختلف آثار العاصفة حسب عوامل مثل قوة واتجاه النشاط الشمسي الوافد وحالة المجال المغناطيسي الأرضي بشكل عام.
ذروة دورة الطاقة الشمسية الحالية ستكون عام 2025
تتميز الدورة الشمسية بسلسلة من التغيرات في النشاط الشمسي على مدار فترة تقدر بحوالي 11 عامًا. يتم مراقبة هذه الدورات من خلال تتبع عدد البقع الشمسية ونشاطها والظواهر المغناطيسية المرتبطة بها.
وبدأت “الدورة الشمسية 25” عام 2019 ومن المتوقع أن تستمر حتى عام 2030. ووفقا للتوقعات الحالية، فمن المتوقع أن تصل الدورة الشمسية الحالية لذروتها في يوليو/تموز 2025. ويشير النشاط الشمسي المرتفع خلال هذه الدورة إلى احتمالية زيادة عدد البقع الشمسية وحدوث ومضات شمسية وانبعاثات كتلية إكليلية.
تكون العواصف الشمسية عبارة عن نبضات كهرومغناطيسية، ويمكن أن تسبب آثارًا مدمرة على الأرض إذا كانت قوية بما فيه الكفاية.
ووفقًا للمتحدث باسم الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، يؤكد أن متابعة دورات الشمس وتوقعاتها تعطي فكرة تقريبية عن تواتر العواصف الفضائية بجميع أشكالها، بدءًا من انقطاعات الإشارات الراديوية حتى العواصف الجيومغناطيسية وعواصف الإشعاع الشمسي.
قد تتعرض بعض أنظمة الشبكة لانهيار أو انقطاع في التيار الكهربائي، وتنشأ مخاوف حول نهاية العالم على الإنترنت بسبب تعليقات الخبيرة سانجيث أديو جيوثي في عام 2021 في ورقة بحثية تتناول هذه القضية.
ومضة شمسية تقطع الاتصالات الإذاعية في غرب أميركا
وقعت ومضة شمسية ضخمة في الثاني من يوليو/تموز الحالي، وتسببت في انقطاع مؤقت للإذاعة في غرب الولايات المتحدة والمحيط الهادئ. تم وصف الومضة التي أطلقتها منطقة نشطة على سطح الشمس تعرف باسم “إيه آر 3354” (AR 3354) بأنها من النوع “إكس 1.0” (X1.0). وتعتبر هذه الومضة واحدة من أقوى الومضات التي تم رصدها قادمة من الشمس.
وفقًا للبيان الصحفي الصادر عن وكالة ناسا في الثالث من يوليو/تموز 2023، تأثر الغلاف الجوي العلوي للأرض بالومضة الشمسية. ونتيجة لذلك، تداخلت الإشارات الراديو عالية التردد في المنطقة المعرضة للشمس في تلك الفترة.
لم يكن للومضة تأثير خطير على الأرض كما هو متوقع، حيث تلاشت دون حدوث أي حوادث إضافية.
وبالإضافة إلى ذلك، لم يتم اكتشاف أي انبعاثات كتلية إكليلية من قبل الفلكيين، وهي تعتبر انفجارًا هائلًا للرياح الشمسية يؤدي إلى إطلاق كمية كبيرة من المادة المشحونة والمغناطيسية من الطبقة الخارجية للشمس. وعادةً ما يرتبط هذا النوع من الأحداث بإطلاق تيارات من البلازما في الفضاء.
الدورة الشمسية 25
تتطابق هذه الومضة الشمسية مع الدورة الشمسية الحالية المعروفة بـ “الدورة الشمسية 25”. وهذا يشير إلى التوقعات بزيادة قوة النشاط الشمسي خلال الأشهر والسنوات القادمة عندما نقترب من ذروة الدورة الشمسية التي تستمر لمدة 11 عامًا.
ذكر المرصد الملكي في بلجيكا أن عدد البقع الشمسية قد وصل إلى أعلى مستوى خلال الـ 21 سنة الماضية، حيث بلغ متوسط عدد البقع الشمسية 163 بقعة في اليوم خلال شهر يونيو/حزيران الماضي. وبالتالي، تشير البيانات إلى أن الدورة الشمسية الحالية قد أظهرت نشاطًا أكبر مما كان متوقعًا من قبل وكالة ناسا، حيث كان التوقع الرسمي حوالي 115 بقعة شمسية في الذروة.
ولا يزال العلماء غير متأكدين من سبب زيادة النشاط الشمسي عن المتوقع؛ ولذا فإن مزيدا من دراسة هذه الأحداث يعد ضروريا لفهم العمليات الداخلية للشمس.
تأثيرات سابقة للومضات الشمسية على سكان الأرض
في عام 1859، شهدت الأرض حدثا فلكيا نادرا ومشهورا يعرف باسم “حدث كارينغتون” (Carrington Event)؛ إذ تسببت عاصفة شمسية قوية في تداعيات واسعة على الاتصالات الأرضية، مع تسجيل أضرار بالغة. ولم يقتصر تأثيرها على ذلك، فقد تجلى تأثير العاصفة أيضا في ظهور شفق مشع ومذهل في أرجاء العالم. ووقع هذا الحدث قبل الذروة المتوقعة للدورة الشمسية العاشرة آنذاك. وكان له تأثير كبير على نظام الاتصالات التلغرافية في بعض المناطق.
ورغم أن الدورة الشمسية رقم 25 ليست الأقوى في التاريخ، فإن العلماء يتوقعون أن تصبح واحدة من أقوى الدورات الشمسية.